نشأت فكرة تخصيص شهر أكتوبر(تشرين الأول) لزيادة وعي النساء خاصة والمجتمع عامة بسرطان الثدي قبل أكثر من 25 عاماً في الولايات المتحدة، وهو مشروع مشترك بين مجموعة من الهيئات الطبية والمنظمات والوكالات الحكومية الأميركية، ويهدف إلى التوعية بالمرض ومشاركة المعلومات حوله بالإضافة إلى توفير خدمات الكشف والفحص المتعلقة به. وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك 1.38 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي سنوياً.
"سيدتي" الراعي الإعلامي للحملة التي تنظمها "فورد" للسيارات منذ 22 عاماً من أجل دعم المحاربات المناضلات في معركتهن ضد سرطان الثدي من خلال توفير شتى أنواع الدعم لهن، شاركت في الحملة التي شملت لبنان بهدف زيادة الوعي لدى العديد من اللبنانيات من خلال اختيار 4 نساء أصبن بهذا المرض وخضعن للعلاج وشفين تماماً بفضل شجاعتهن وتمسكهن بالأمل في الحياة.
أجرى "سيدتي نت" مقابلات مع السيدات الناجيات اللواتي تحدثن عن تجربتهن مع سرطان الثدي ووجّهن رسالة لكل السيدات المصابات بهذا المرض.
* مايا سعد: تمسكن بالحياة
مايا سعد (35 عاماً- مديرة مالية) متزوّجة وأم لولدين (11 عاماً و8سنوات) تقول حول مرضها:
"صدفة شعرت بوجود حبّة صغيرة تحت إبطي من سنة ونصف تقريباً، وبدأت العلاج الكيميائي في ابريل (نيسان) من العام 2015 ، وأنا من الأشخاص الذين لا يعانون من أي مرض أو مشكلة صحية، حتى أنني لا أتناول أي دواء.
كنت أقود سيارتي وأنا عائدة إلى المنزل بعد عملي فشعرت بوجود حبّة صغيرة تحت إبطي، فاتصلت على الفور بالطبيب المختص وأجريت فحوصات مخبرية وكانت نتيجتها إيجابية ولم تدلّ على وجود أي شي غريب. وبعد أسبوعين، بدأت الحبة تكبر فعدت واتصلت بالطبيب وخضعت مجدداً للفحوصات المطلوبة التي دلّت على وجود ورم، وبعد فترة قصيرة أجريت عملية جراحية ومن ثم بدأت جلسات العلاج التي تتطلّب وقتاً معيناً على كل مريضة الالتزام بها. واليوم، تخلصت تماماً من هذا المرض الذي أعتبره مثل أي مرض آخر بفضل إرادتي وإصراري على الشفاء من أجل ولديّ وزوجي وعائلتي".
وحول رسالتها إلى السيدات المصابات، تقول مايا:
"رسالتي إلى السيدات المصابات بسرطان الثدي ألا يشعرن بالخوف والقلق بل على العكس يجب أن يتمسكن أكثر بالحياة ، وأن يتوجهن بسرعة نحو الطبيب المختص حتى لا تتفاقم الحالة وينتشر الورم في أنحاء مختلفة من الجسم.
الحياة جميلة ويجب أن نكمل ما بدأناه تجاه أنفسنا وتجاه عائلتنا وأولادنا...".
* يارا شمّاع: الأمل والتفاؤل سلاحي
أما يارا شمّاع (38 عاماً- برمجة كومبيوتر) متزوّجة وأم لولدين فتقول في حديثها:
"منذ خمس سنوات اكتشفت وجود حبّة صغيرة تحت إبطي بينما كنت أرتدي "التوب" ، قصدت الطبيب المختص وخضعت لعدّة فحوصات دلّت على عدم وجود أي أمر خطير وطلبوا مني إجراء فحوصات دورية للاطمئنان فقط، وبعد سنتين ظهرت حبّة أخرى فقصدت الطبيب المختص مجدداً وأجرينا عدة فحوصات كانت النتيجة إصابتي بسرطان الثدي.
أنا من السيدات اللواتي يمارسن الرياضة باستمرار وأعتمد نظاماً غذائياً ولا أحد في عائلتي مصاب بالسرطان، فكانت الصدمة قوية، وبالطبع خضعت لجلسات العلاج وتساقط شعري، وأنا اليوم محظوظة جداً لأنني شفيت تماماً بفضل إرادتي القوية وعزيمتي ومحبة زوجي وولدي وأهلي والأصدقاء".
وتضيف يارا:
" كنت أخاف من أن المرض قد انتشر في أنحاء جسمي، خاصة وأن المرض بدأ منذ 3 سنوات، ورغم هذا كله كنت دائماً أنظر إلى الجانب الإيجابي من الحياة وكنت أنسى الأوجاع عندما أفكر بولديّ، وأعتبر نفسي من السيدات المحظوظات اللواتي شفين تماماً من هذا المرض.
شفيت تماماً منذ حوالي العام، ولكنني أخضع لعدة فحوصات بشكل مستمر، بالإضافة إلى معالجة نشاف الجلد الذي تعاني منه كل سيدة عاشت هذه التجربة".
* ناتالي هاشم: هدفي الشفاء لأجل ولديّ
ناتالي هاشم (30 عاماً- مديرة تسويق) متزوّجة وأم لولدين، تقول "اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي عندما كنت ألعب مع ابني إذ لاحظت وجود ورم فتوجهت إلى الطبيب المختص الذي أكد لي وجود ورم في الثدي، وقد خفت كثيراً على ولديّ عندما علمت بإصابتي بهذا المرض، وكنت أقول دائماً ماذا سيحصل لهما إذا لم أنج منه، وبكيت لمدة أسبوع لأنني لم أستوعب الموضوع، وعندما قررت التخلص من شعري غضب الولدان مني كثيراً وقالا لي لماذا قمت بهذا الأمر؟
خضعت لعملية جراحية واستأصلت ثدياً واحداً، ولا زلت أخضع لجلسات العلاج الخاصة ، ولكنني متفائلة جداً بالشفاء حتى أبقى إلى جانب ولديّ وزوجي وعائلتي".
وتضيف ناتالي:
"لا أخفي دعم زوجي وأهلي وجميع المقرّبين مني، وأنا متفائلة كثيراً بأن هذه المرحلة سوف تنتهي ولن تعود وبأن شعري سيعود طويلاً كما كان في السابق، وأن سرطان الثدي مثله مثل أي مرض بحاجة إلى علاج ووقاية ومتابعة، وعلينا مواجهته بالشجاعة والصبر والإرادة القوية والالتزام التام بتعليمات الطبيب المختص.
* الدكتورة أميرة المولى: ولدت من جديد
الدكتورة في علم النفس الاجتماعي في الجامعة اللبنانية أميرة المولى (55 عاماً- شاعرة وأديبة وأمينة الشؤون الثقافية في اتحاد الكتاب اللبنانيين) متزوجة وأم لخمسة أولاد تقول :
"اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي بينما كنت ألعب مع حفيدي منذ حوالي العام، وعلى الفور توجهت إلى الطبيب المختص الذي طلب إجراء فحوصات للكشف عن هذا الورم ومعرفة نوعه، وعندما كنت أخضع للفحوصات شعرت بحزن كبير وبدأت الأمور تتسارع وصولاً إلى إجراء العملية الجراحية والخضوع لجلسات العلاج المطلوبة.
قررت عندما علمت إصابتي بسرطان الثدي أن أتغلّب عليه وألا أدعه يتغلب عليّ وكنت لا أقبل أن يقول لي أحد "يا حرام إنها مريضة" وكنت دائماً أعطي المعنويات الإيجابية للمحيطين بي، مع العلم أن العكس يجب أن يكون صحيحاً".
وتضيف المولى قائلة:
"كنت في مرحلة صراع دائم مع هذا المرض، وقررت أن أكون أٌقوى منه حتى لا يتغلّب عليّ، وأذكر بعد انتهاء كل جلسة علاج أصل إلى البيت وأدعو جميع أصدقائي لتناول الغداء عندي حتى أشعر دائماً بأن لا شيء تغيّر في حياتي والذي كنت أعمله قبل المرض لا زلت أقوم به حتى اليوم،لم أتوقف عن مزاولة أي نشاط وكنت دائماً أقصد عملي، وقد سافرت مع بناتي إلى اسبانيا للاستجمام،وأنا محظوظة جداً لأنني لم أضطر إلى استئصال الثديين بسبب اكتشافي المبكر له.
تابعوا "بالفيديو" كواليس تصوير المحاربات الأربعة: