العيش في بيئة ملوّثة أو شديدة الصخب يجعلك عرضة لارتفاع ضغط الدم، وبالتالي إلى زيادة عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وفقاً لدراسة نشرت في مجلة Heart Journal والتي قامت بتحليل مخاطر التعرّض لعوامل التلوث الجوي والضجيج، وشملت أكثر من 41 ألف شخص في خمس بلدان في شمال وجنوب أوروبا، فإنَّ التعرض للتلوث الجوي والضجيج يزيدان من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
تاثير مباشر على ضغط الدم
في المناطق التي يكون فيها الهواء ملوّثاً، فإن شخصاً واحداً من بين 100 شخص يصابون بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالمناطق الأقل تلوّثاً. وهذه المخاطر تماثل تأثير زيادة الوزن على ارتفاع ضغط الدم، مع فارق أنّ عوامل التلوث والضجيج تصيب الأشخاص البدينين والذين وزنهم ضمن المعدل الطبيعي.
وقام الباحثون بقياس عدد جزيئات التلوّث الموجودة في الهواء في 20 موقعاً مختلفاً مأهولاً بالسكان. وتمت إعادة القياسات ثلاث مرات على مدار أسبوعين، لكي تعكس التأثير الموسمي. وكل زيادة مقدراها 5 ميكروغرام في الجزيئات الدقيقة (قطر الجزيئات يصل إلى 2.5 ميكرومتر) تقابلها زيادة في مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 22 في المائة.
كما أن ضجيج حركة السير والمواصلات تزيد من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وبناء عليه، فإنَّ الأشخاص الذين يقيمون قريباً من شوارع تتسم بالضوضاء أو على الأقل درجة ضجيج 50 ديسبل (وحدة قياس الصوت) في الليل يكونون أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بحوالي 6 في المائة مقارنة بالسكان الذين يقيمون في مناطق أكثر هدوءاً (أقل من 40 ديسيبل – وحدة قياس الصوت)
تفسير الظاهرة
وحسبما يقول الباحثون، فإنّ التفسير المحتمل لهذه الظاهرة هو زيادة الالتهابات الموضعية والمتكررة، والإجهاد التأكسدي، أو عدم توازن الجهاز العصبي. وارتفاع ضغط الدم هو في الواقع من أكبر عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة المبكرة.