غالية البوعينين، فنانة تشكيلية سعودية، مارست الرسم لفترة طويلة، لكنها منذ خمسة أعوام قررت أن تتخذه مهنة لها، لم تدرسه، بل طورت نفسها بالاطلاع، أحبت رسم الملوك والأمراء والشيوخ؛ لانتمائها لوطنها وحبها للخليج، كانت موظفة بنك سابقًا، حصلت على العديد من الدورات المصرفية خلال عملها في البنوك السعودية على مدى ثمانية أعوام، وهي أم لابن مهندس، وابنة تشق طريقها نحو النجاح.
تقول عن تجربتها: «بدايتي كانت في المرحلة الابتدائية، وكانت المدرسة تشجعني بعرض لوحاتي في كل مناسبة تخص مدرستي، اعتمدت على موهبتي، واجتهدت وطورت نفسي، ولم ألجأ إلى أي أحد لمساعدتي أو الحصول على دورات، ومن خلال قراءتي ومتابعتي لكتب التعليم في الرسم للرسامين في كل مكان، وخاصة الأوروبيين، استطعت أن أكوّن خطًا خاصًا بي يميزني من خلال لوحاتي التي بدأت أعرضها في بعض المناسبات، ولم أتلقَّ دعمًا من أحد معين، ولكن عندما بدأت قليلا أطور نفسي، وجدت أن هناك معلمات لا أستطيع أن أنكر فضلهنَّ في مساعدتي ودعمي وتشجيعي، وكان ذلك في المرحلة المتوسطة من دراستي، وعندما قررت أن أتخذها مهنة، كان أول مشجع لي الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء البحرين».
وعن سبب تخصيص لوحاتها فقط لرسم الملوك والأمراء والشيوخ، قالت غالية: «لا يوجد فخر بالنسبة لي كسعودية أكبر من اعتزازي بحكامنا في السعودية، وكذلك شيوخنا في دول مجلس التعاون الخليجي، وكمشاركة مميزة لي في أي معرض شاركت فيه، اخترت رسم هذه الشخصيات فقط». وبينت أنها خصصت أيضًا الرسم بالتذهيب للملوك والأمراء والشيوخ فقط، ولكنها رسمت العديد من اللوحات الأخرى للمناظر الطبيعية وأبيات الشعر والرسم التجريدي بألوان وطريقة مختلفة.
أما عن أول لوحة مذهّبة رسمتها، فقالت: هي لوحة للشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء البحرين، كما أتذكر لوحة أخرى رسمتها في بداياتي وقدمتها للسفارة السعودية في البحرين لتقديمها للشيخ خليفة، وهي لوحة بسيطة جدًا ومعبرة يتوسطها شعار السيفين والنخلة، وكتبت عليها بيت لأحد الشعراء يقول فيه:
لواءات عُلانا بنا للنصر قودي وخُطي في سمانا هنا العز سعودي.
أما أغرب لوحة فكانت تحتوي على 750 حجرًا من العقيق اليماني مع الذهب الذي زينت به بعد الرسم، وأما أغلى لوحة رسمتها فكانت لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- طلبها مني أحد رجال الأعمال، وقمت بتنفيذها له.
وتحدثت أيضًا غالية عن أجوائها التي تعيشها أثناء الرسم، فقالت: الابتعاد عن الجميع، والعزلة، وكذلك الابتعاد عن أي اتصالات أو نقاشات تشتت أفكاري، أما بالنسبة للمدة التي تستغرقها في رسم أي لوحة؛ فهي شهر كحد أدنى تقريبًا، أما المواد التي تستخدمها فهي مواد عديدة، وكل ما يتعلق بالرسم ويخدم لوحتها.
ونصحت الفنانات التشكيليات بالابتعاد عن التقليد والتكرار، وكذلك التميز وابتكار أفكار جديدة وخطوط مختلفة خارجة عن المعتاد، وعمل بصمة خاصة بهن، أما آخر لوحات قامت برسمها فهي: 17 لوحة، وشاركت بها في معرض «إنتاجي»، وهي لملوك وأمراء السعودية.
وتقول البوعينين إنها تستمد إلهامها من حبها للشخصية المرسومة، وتعايشها مع من ترسم، كل هذه الأمور تعطيها إلهامًا رائعًا للرسم والإبداع.
أما عن عدد اللوحات التي رسمتها تقريبًا؛ فهي 65 لوحة رسمتها خلال خمسة أعوام.
وعن هواياتها بعيدًا عن الرسم قالت: لي هوايات عديدة أمارسها غير الرسم، وهي: القراءة، وحفظ الشعر النبطي كلما سمحت لي الفرصة.
وعن مشروع مستقبلي خاص بالرسم سيكون مفاجأة، قالت إنها ستفصح عنه عند اكتماله.