غالباً ما يتساءل بعض المرضى، حول استجابة أجسامهم للعلاج المضاد للاكتئاب. لكنّ التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي للدماغ، قد يساعد على التنبؤ للاستجابة إلى الأدوية المضادّة للاكتئاب، بحسب نتائج دراسة نُشرت في المجلة الطبية Brain .
يوفّر التشخيص من خلال الرنين المغناطيسي، ردّ فعل دقيقاً حول الاستجابة للعلاج، تصل إلى حوالى 90 في المئة.
فقد قام الباحثون في جامعة إلينوي في شيكاغو، في الولايات المتحدة الامريكية، بتحليل كيفية عمل الدماغ لدى حوالى 36 مشاركاً في الدراسة، يعانون الاكتئاب الشديد، تمّت دعوتهم لأداء مهمّة السيطرة على الردّ الإدراكي. وقد تمَّ تقسيم المتطوعين إلى مجموعتين، تخضع كل منها لنوعين من علاجات مضادات الاكتئاب: المجموعة الأولى، وتضم 22 مشاركاً تناولوا علاج Escitalopram (إيفكسور وهو عبارة عن مثبّط استرداد السيروتونين الانتقائي)، بينما تضمّ المجموعة الثانية 14 مريضاً، تناولوا علاج Duloxetine (سيمبالتا، وهو يعرقل الاستخدام المتجدد للسيروتونين والنورابينفرين في الدماغ). ووصفت هذه العلاجات لمدة 10 أسابيع، تمَّ خلالها اتّباع أدوية مضادات الاكتئاب هذه، لتثبيت استجابة المرضى للعلاج.
أمل جديد لمعالجة الأمراض النفسية؟
وقد لاحظ الباحثون أثناء إجراء هذه الدراسة، أنَّ النشاط الدماغي في حالات ارتكاب الأخطاء أثناء أداء المهمة الإدراكية، كان مرتبطاً بالاستجابة إلى العلاج. وفي واقع الأمر، فإنّ المرضى الذين قاموا بالنشاط الأعلى في شبكتين دماغيتين، عندما حصل الخطأ أثناء أداء المهمة الإدراكية، كانوا أقلّ استجابة لعلاجات مضادّات الاكتئاب.
ويقول د. سكوت لانجنيكر،حول ذلك وهو المؤلف الرئيسي للدراسة والبروفسور المشارك لعلم النفس والأخصائي النفسي في جامعة إلينوي شيكاغو: "يسمح لنا هذا النموذج بالتنبؤ بدرجة عالية من الدقة، حوالى 90 في المئة، ما إذا كان المرضى سوف يستجيبون بشكل مقنع إلى هذه العلاجات المضادة للاكتئاب".
ويوضح قائلاً: "عندما نستخدم الاختبارات الإدراكية والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، فإنّ بإمكاننا أن نحدد مَن سوف يستجيب بشكل أفضل إلى علاج مضادات الاكتئاب، ومَن سوف يحتاج إلى علاجات أخرى أكثر فعالية، تعمل عبر آليات مختلفة، مثل استخدام العلاج النفسي ".