تحمل جمعية "بربارة نصار" اسم زوجة شابة اصيبت بمرض سرطان تفشّى بكامل جسدها، الا انها لم تستلم له، وتحدّت خوفها وانجزت مع زوجها هاني وولديها ليوني وليونار أنشطة عدة، منها "رِحلة العَلَم اللبناني"، حيث جالت خلال 80 يوماً على أكثر من 1655 بلدة لبنانيّة جمعت خلالها تواقيع مختاريها على علم مساحته 10452 سم2 قدّمته لفخامة رئيس الجمهوريّة كرمز وحدة الشعب اللبناني. كما رافقت عائلتها، على كرسيها المتنقّل أسبوعاً كاملاً إلى بلغاريا، كي لا تحرم ولديّها من جائزة قدّمتها إحدى محطّات التّلفزة للعائلة. واانتفضت بربارة، كطائر الفينيق من تحت رماده، ووجّهت مع ولديها وزوجها تحيّة لأطبّائها، من القرنة السّوداء وهي أعلى قمّة في لبنان، متحدّية مرضها.
وفي آخر ايام حياتها، وتحديداً في 4 شباط 2014، استحصلت بربارة على عِلْم وخَبَر رقم 237 من وزارة الداخليّة، للجمعيّة التي تحمل اسمها وتدعم مرضى سرطان البالغين، لتشهد وتؤكد أنّ الإيمان بالله وإرادة الحياة، أقوى من الخوف من المرض... لا بل أقوى من الموت.
الا ان بربارة أسلمت الرّوح في 27 شباط 2014 بعد انتهاء رسالتها، هي التي تميّزت دوماً بالابتسامة والفرح والسلام الداخلي بالرّغم من الأوجاع التي كانت تعاني منها.
حفل العشاء السنوي
أقامت جمعية "بربارة نصّار" حفل عشائها السنوي الثاني تحت عنوان "I Fight… I Live"، كرمت خلاله ثلاث شخصيات من مجالات عدة قاومت السرطان وانتصرت عليه وكانت مثالاً للكثير من المرضى وعبرةً يحتذى بها. والمكرّمون هم: الإعلاميّتان ليليان أندراوس وهدى شديد، والمخرج سعيد الماروق.
حضر العشاء، الذي اقيم في فندق الهيلتون حبتور، عدد كبير من الشخصيات السياسية والفنية والاجتماعية والاعلامية، وعلى رأسهم وزير الاتّصالات اللبناني جمال الجرّاح والوزير السابق مروان شربل ومدير عام وزارة الصحة اللبنانية وليد عمّار والمقدم هادي ابو شقرا ممثلاً اللواء عباس ابراهيم، اضافةً الى مجلس أمناء الجمعية الأميرة حياة ارسلان، د. فادي نصر ود. طلال مقدسي.
بدايةً النشيد الوطني اللبناني، ثم رحب الاعلامي ميشال قزي بالحاضرين، لتقدم بعد ذلك ليوني نصّار ابنة بربارة أغنية "Fight Song".
ثم كانت كلمة رئيس الجمعية هاني نصّار، جاء فيها: "أقاوم لأنتصر، شعار اتخذناه هذا العام لنشجع مرضى السرطان ان يكونوا اقوى من مرضهم وخوفهم من الاخير. ولكن لا احد باستطاعته المقاومة وحيداً دون دعم من الآخر. احياناً كثيرة ننتصر على مرض الرسطان جسدياً خاصة اذا اكتشفناه في مراحله المتقدمة، الا ان الأهم هو الانتصار والشفاء الروحي الذي يجعلنا نتقبل المرض ونتحدى الخوف وتكون نتيجته لخير المجتمع".
وأضاف "قبلنا التحدي حين اسسنا الجمعية، وساعدنا خلال عامين 46 مريضاً في 18 مستشفى بقيمة 80 مليون ليرة لبنانية تقريباً. وأمنّا أدوية لمئات المرضى بقيمة 520 مليون ليرة لبنانية. أما مشروعنا الجديد الذي بدأنا العمل عليه، فهو مركز يستقبل مرضى سرطان للدعم النفسي والارشاد والتوجيه، وصولاً الى مرحلة ثانية وهي تأمين العناية التّلطيفيّة التي تتبع العلاج الكيمائي، وها نحن اليوم بصدد البحث عن الأرض للبدء ببناء المركز بدعم من جهات خارجية واصحاب اختصاص"، عارضاً وثائقي عما حققته الجمعية من انجازات.4
حفل العشاء الذي عاد ريعه بالكامل لدعم عمل جمعية "بربارة نصّار" في تأمين الطبابة والرعاية لمرضى السرطان الراشدين، وتخلله سحب تونبولا على جوائز قيمة.