تلوّث الهواء يسبّب حوالى 3.7 مليون وفاة مبكّرة سنويًّا. والجزيئيّات الصغيرة الموجودة في الهواء، خطيرة فعليًّا على الصحة، كذلك التدخين، إذ إنّها تخترق الرئتين في العمق، وتعزّز الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وتسبّب كذلك أو تزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدمويّة، مثل: تصلّب الشرايين، والأمراض العصبيّة، والسكري، وبعض انواع مرض السرطان.
فماذا لو بات بإمكاننا التخلص من الآثار السلبيّة لتلوث الهواء، على صحة أجسامنا، بتناول المكمّلات الغذائيّة من الفيتامين "بي" B ؟
وفقًا لدراسة جديدة أجراها الباحثون في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، فمن الممكن تقليل الآثار السلبيّة لجزيئيّات الهواء الصغيرة، التي تؤثّر على صحة الإنسان، بفضل مكمّل غذائيّ من مجموعة فيتامين "بي" B. وللتوصل إلى هذا الاستنتاج، عمل الباحثون الأمريكيّون على 10 أشخاص متطوعين من الفئة العمريّة بين 18 إلى 60 عامًا، وكانوا من غير المدخّنين. وخلال 6 أشهر من التجربة، تعرّضوا بشكل منتظم لجلسات لمدة ساعتين، في بيئة ملوثة بشكل اصطناعي، وفي موازاة ذلك، كانوا يستفيدون من جرعات من مكمّلات فيتامين "بي" B.
إثبات النتائج
والنتيجة؟ وجد العلماء انخفاضًا في الآثار السلبيّة لتلوث الهواء، على معدّل نبضات القلب بنسبة 150 في المئة، كما انخفض التلف الحاصل في خلايا كريّات الدم البيضاء، بنسبة 139 في المئة.
وقال الباحثون في بحثهم الذي نُشر في المجلة العلميّة Scientific Reports: "لقد اكتشفنا بعد أربعة أسابيع من العلاج بواسطة فيتامينB، أنَّ المشاكل الصحيّة المرتبطة بالجزيئيّات الصغيرة، انخفضت بشكل جذري".
ولكن يجب التنبيه: عندما أجرى الباحثون تجربتهم هذه، يعترف العلماء أنّ مستويات التلوث التي أجروا تجربتهم في سياقها، كانت منخفضة بشكل كافٍ وبعيدة عن المقارنة بالمستويات العالية جدًا، من التلوث الموجود في المدن الكبرى (مثل الصين على سبيل المثال). كما أنّ عدد المتطوعين، 10 أشخاص فقط، يبقى غير كافٍ لكي تكون النتائج حاسمة وقطعيّة، هناك أبحاث على نطاق واسع سوف تتبع ذلك!