شابات إماراتيات اقتحمن مهنًا كان المجتمع يعتبرها حكراً على الرجال، متحديات الصعاب ومثبتات جدارتهن، وقد تعددت الميادين وتنوعت، والكل يصب في إناء تطور المرأة، التي أصبحت تقود طائرة، أو مهندسة تصلح أعطالها، أو تهندس الشوارع والمباني وتخوض العمل الميداني جنباً إلى جنب مع الرجل. وفي يوم المرأة نقدم لكم نماذج من هذه النساء.
سأتزوج من يفخر بمهنتي
اقتحمت المرأة الإماراتية الجو، وهاي هي تقود المسافرين إلى بر الأمان، ففي شركة «الاتحاد للطيران» وحدها 11 من المواطنات الإماراتيات بكامل الجاهزية لقيادة الطائرات، إضافة إلى 38 مواطنة إماراتية أخرى في طريقهن لإتمام برنامج الطيارين المتدربين، وهنا بخيتة سيف المهيري، ضابط طيار في طيران الإمارات، 23 عامًا، تعمل في مجال قيادة الطائرات منذ ما يقارب العامين، أسرت لنا: «واجهتني تحديات عديدة؛ فالناس لم يعتادوا أن تقود فتاة في سني الطائرة، وكان الركاب يسألونني بتوجس مغلف بالحياء: هل تستطيعين قيادة الطائرة؟ أما التحدي الآخر فكان ومازال، ضرورة اطلاعي بصفة مستمرة على كل ما هو جديد في صناعة الطيران وقوانين الدول التي أسافر إليها، هذا إلى جانب الرهبة الأولى لقيادة الطائرة، إلا أنني تخطيتها بنجاح».
وكانت المهيري قد درست خمس سنوات في جامعة الإمارات للطيران، وخضعت لبرنامج تدريب وتأهيل في الإمارات للطيران؛ حيث وفرت لها المجموعة وظيفة فور تخرجها، بعد أن خضعت لاختبارات علمية وأخرى في اللياقة البدنية، وتتابع المهيري: «أشعر بالفخر والاعتزاز لعملي في هذه المهنة، وأطمح للتسلح بمزيد من المعلومات لأمثل بلدي وأعرف العالم أكثر إلى المرأة العربية».
تحذيرات عائلتي كانت الأصعب
هندسة الطيران كانت كذلك من المجالات الصعبة على النساء، وكانت سعاد الشامسي أول إماراتية تقتحم هذه المهنة، ليتلوها بعد ذلك وبعد العام 2007 الكثير من المهندسات، منهم سارة سلمان، التي عبرت عن شغفها قائلة: «أحببت الطيران منذ الصغر، وأنا أعمل الآن في هذه المهنة التي يراها البعض شاقة وتحتاج لجهد كبير وقدرات جسمانية خاصة قد لا تناسب النساء؛ حيث تتطلب طبيعة العمل المكث 12 ساعة في ورشة صيانة الطائرات وسط العمال من مختلف الجنسيات؛ فضلاً عن نظام المناوبات، وهو أمر قد لا يكون متقبلاً في الأوساط الإماراتية بالنسبة للفتاة». ورغم ذلك تجد سارة سعادتها في هذا العمل، وعن أكثر التحديات التي واجهتها، قالت: «الأصعب كان مواجهة تحذيرات الأهل لي بأني لن أستطيع استئناف الدراسة في هذا المجال الذكوري، ولكن أمام إصراري واجتهادي، بدأ من حولي بدعمي وتشجيعي».
مضيفة طيران
كان أول دخول إمرأة إماراتية حقل مضيفات الطيران في 2010، وكانت فرح سعيد، أول مضيفة طيران إماراتية، لتدخل بعدها بضع فتيات إماراتيات منهن نورة البلوشي التي تعمل بهذه المهنة في درجة رجال الأعمال منذ عامين، أثبتت أنها قادرة على خوض هذا المجال، وتخبرنا البلوشي: «ثمة مهن لا تحط من قدر المرأة، لكن المجتمع قد لا يقبلها، إلا أن نظرة المجتمع قد تبدلت وأصبحت أكثر مرونة».
وأكثر ما لفتنا في نورة؛ ولعها باللغات، وخاصة الكورية، وعن هذا الولع قالت: «منذ طفولتي، وعندما كنت أسافر مع والدتي، كان يشد انتباهي كيف تعمل المضيفات على راحتنا، وكنت أحب لباسهن ورقيهن في التعامل مع الركاب؛ فقررت الالتحاق بالمجال عندما أكبر، وشجعني أهلي كثيرًا وأصبح لدي خبرة في التعامل مع الجنسيات المختلفة؛ خاصة وأنه في الإمارات أكثر من 200 جنسية، والتحدي الوحيد الذي أواجهه، عدم إتقاني لبعض اللغات؛ خاصة الصينية، إلا أني تغلبت على ذلك باستعمال لغة الإشارة والجسد».