من المعروف أنّ النجاح المهني مرتبط بالعديد من العوامل الشخصية، منها المؤهلات ومستوى تطور الفرد في مجال تخصصه، بالإضافة إلى امتلاك بعض المهارات والسلوكيات المتعلقة بإدارته لنفسه ووقته وتعامله مع الآخرين.
وفي هذا السياق ظهر مصطلح «الذكاء العاطفي»، الذي أكّد على أنّ العواطف وطريقة إدارتها تُشكّل نقلة نوعية في علاقات الأشخاص، وأخيراً كشف العلماء والباحثون في المجالات المهنية على أنّ مهارات الذكاء العاطفي تؤثر بشكل كبير على النجاح المهني للأفراد.
«سيدتي نت» استعان بمدرب الموارد البشرية والمستشار الإداري الدكتور/ ماجد العمودي، ليخبرنا من هو الموظف الذكي عاطفياً، وكيف يساعد هذا النوع من الذكاء في تحقيق النجاح الوظيفي:
بين العمودي أن «الذكاء العاطفي أمرُ مكتسب، أي بالإمكان تعلمه، وهو بالغ الأهمية في المجال المهني، لذا فهنالك جانبان للعواطف يصعب على الناس ممارسة ذكائهم العاطفي تجاهها، الجانب الأول هو أنّ معظم الناس لا زالوا يفتقرون إلى فهم المعنى الحقيقي والواضح للعواطف والأحاسيس البشرية.
ثانيًا، عندما نفهم عواطفنا من حيث المبدأ، ربما يكون من الصعب علينا أنّ نتعامل مع الحالات العاطفية التي تنتابنا، والموظف الذكي عاطفياً هو الذي تتوفر فيه الجوانب الأربعة التي يتضمنّها هذا المفهوم وهي كالتالي:
1- معرفة العواطف واستقبالها والتعبير عنها (الفصاحة العاطفية) وهذا يساعد الموظف على فهم ذاته وأهدافه في الحياة ومن ثمّ في وظيفته بشكل واضح.
2- القدرة على تفسير المعاني التي تنقلها العواطف فالحزن قد يشير إلى الفقدان والخسارة، والفرح يدل على الإنجاز والكفاءة والإيجابية، وهذه الصفة في الموظف تساعده على إظهار التعاطف ومساندة الموظفين الآخرين.
3- تسيـير العواطف للعمليات الفكرية، أي تسخيرها لتعلم وتطبيق طرق التواصل الفعّالة وآليات التأثير على الآخرين، بالإضافة إلى إدارة العلاقات المهنية بشكل احترافي.
4- الإدارة العاطفية، أي القدرة على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات، خاصةً في المواقف الصعبة وتحت الضغط اليومي.
واستطرد: «الذكاء العاطفي هو الحلقة المفقودة في العمل، لأنه كلما كان مكان العمل ناجحاً استطاع أن يوظف أشخاصاً ناجحين، فالذكاء العاطفي يقلّل من الدورات التدريبية التي يحتاج إليها الموظفون لزيادة إنتاجيتهم، أو لنجاح مكان العمل، وقد أثبتت الأبحاث أن أصحاب المستويات المرتفعة من الذكاء العاطفي يتسمون بأداء أفضل من نظرائهم من أصحاب الذكاء العاطفي المتدني، ولعل أحد أسباب ذلك أن الذكاء العاطفي يعني الفاعلية على المستوى الشخصي وعلى مستوى الفريق».