ماذا تفعل الأم إن وجدت طفلتها معجبة بنفسها؟ تبالغ في تقدير ذاتها.. تُكثر من الوقوف أمام المرآة مُتأملة محاسنها...تمدح نفسها! غير مهتمة بانتقاد أي إنسان مهما كان!
الطب النفسي يرى أنها حالة مرضية.."هي علامات الغرور" .
والتربويون يؤكدون: إنه تأثير المدح والتدليل الزائد والرفاهية بلا حدود.
عن البنات المعجبات بجمالهن ..ولماذا؟ وأسلوب التعامل معهن، تحدثنا الدكتورة" فاطمة الشناوي" أستاذة الطب النفسي
( الغرور إحساس تشعر معه الفتاة بالإعجاب بنفسها مع مبالغة في تقدير ذاتها ومدحها حتى في أشياء وصفات لا تتصف بها حقيقة، يصاحبه احتقار للآخرين والتكبر عليهم، وما ينتج عن ذلك من سلوكيات سلبية على النفس وعلى الآخرين)..هكذا تبدأ الدكتورة فاطمة، كلامها عن صفة الغرور وتتابع: وهناك مظاهر أخرى لهذه الصفة ، والتي تبدأ في الظهور عند سن الخامسة، وتكون صريحة مع بداية مرحلة المراهقة -عند الثامنة - وإحساس الفتاة بنفسها ...ومرات تأتى عند سن العاشرة.
مظاهر الإعجاب
*من صفات الفتاة المغرورة، الأنانية وعدم الرغبة في تقديم أي مساعدة للآخرين.
*كثيراً ما تقلد الكبار- الأم، الخالة، الجارة، العمة- في الحركة وطريقة الكلام، والملابس أو أسلوب التزين.
*لا تقبل أي انتقاد يوجه إليها من أي إنسان مهما كان.
*تفضل الجلوس وسط الكبار والاختلاط بهم معظم الوقت..رافضة ومستنكرة اللعب مع الصغار.
*لديها قناعة بأنها أفضل مخلوق على الأرض، وأن جمالها وحسن هيئتها ليس فضلاً من أحد..بل أنها تستحق ذلك وأكثر.
*في كلامها وردود أفعالها يظهر إحساسها بالتعالي على الآخرين والسخرية منهم، وكثيراً ما تفضحها إيماءاتها وتعبيرات وجهها؛ خاصة حين تتعامل مع الخادم أو من هم أقل منها.
*في كل الحالات غرورها وإحساسها الزائد بجمالها يجعلها تفضل حب الظهور ولفت الانتباه في كل مكان تتواجد به.
بين الثقة والغرور..فروق!
ترجع الدكتورة" فاطمة الشناوي" أستاذة الطب النفسي، الأسباب التي تدفع بالطفلة للوصول إلى هذه الدرجة من الغرورالى عدة سلبيات في التربية.
1-التدليل الزائد في معاملتها، والرفاهية المبالغ فيها في أسلوب معيشتها حيث تلبي لها كل طلباتها دون موانع، وما يصحب ذلك من مدح زائد يوجه للفتاة- جمالها، ذوقها، كلماتها، ملبسها، تصفيفة شعرها- وكأنهم يذكرونها كل لحظة بما تتمتع به من جمال فطرd طبيعي...لادخل لها فيه!
2-الخلط بين مفهوم الثقة بالنفس الناتج عن أدبها وتحصيلها الدراسي الجيد، والاهتمام بحسن مظهرها وتنظيم غرفتها، وعلاقتها الطيبة بالناس، وبين صفة الغرور والكبر وضعف الإيمان في القلب.
3- ربما كان هناك حاجة للذهاب بها إلى الطبيب لعلاج مشكلتها النفسية.
4-الغرور والاعتزاز بالنفس الزائد من الصفات المكتسبة- ليست وراثية-ولهذا نقول: ربما شاهدت هذه الصفة على والديها في تعاملاتهما، أو من خلال كثرة حديثهما معها عن مكانتهما ووضعهما الاجتماعي والاقتصادي.. بطريقة توحي باحتقار الآخر.
7طرق للعلاج
تضعها الدكتورة فاطمة لتحث بها كل والدين على الالتزام بها للتخفيف من مساحة غرور طفلتهما، مما يدفعها للتعايش مع جمالها واعتزازها بذاتها بصورة طبيعية:
*على الأم التقليل من كثرة مدح الجوانب الجمالية في ملامح ابنتها وايجابيات شخصيتها ..وعدم التركيز عليها، إلا من باب الشكر وحثها على التواضع والبذل للآخرين.
*تشجيع الطفلة على الاندماج مع من هن في سنها ومخالطتهن واللعب معهن لترى حجم نفسها.
*عدم تلبية كل طلبات الابنة وتعويدها على سماع كلمة"لا".
*حاولي بث سلوكيات التعاون والتضحية وتفضيل الآخرين نظرياً وعلمياً عن طريق قص حكايات الأبطال والأنبياء وسيرتهم الذاتية.
*اجمعي بعض الحاجات التي تخص طفلتك - ليست في حاجة إليها-، واشتري بعضاً من اللعب والقصص الملونة واذهبي معها إلى أحد دور الحضانة أو دار للأيتام لتوزيعها ومشاركتهم بعض الوقت.
*أشركي طفلتك في بعض المسابقات الرياضية، أو الأدبية أو المرتبطة بالحفظ والخطابة لتشجيعها على المنافسة الشريفة بمفهومها الصحيح..وهو العلم والتميز وليس الشكل الجمالي.
*كوني أنت ووالدها القدوة، فلا تظهري أمامها أي اعتزاز بملمح جمالي تتمتعين به، وداومي على صفة التواضع فى تعاملك مع الآخرين..
كيف تعالجين غرور ابنتك؟
- أطفال ومراهقون
- سيدتي - سمية على إسماعيل
- 27 أبريل 2013