يسبب عناد الأطفال الكثير من القلق والتوتر للوالدين بسبب صعوبة التعامل مع إبنهم العنيد، ولكن مهلاً فقد يكون الواقع غير ذلك، حيث أظهرت الدراسات بأن العناد يعد مؤشراً واضحاً للنجاح والتميز في الحياة المستقبلية، فالتأثيرات الإيجابية التي تنتج عن صفة العناد إذا تم التعامل معها بحكمة فإنها ستخلق قائداً في المستقبل، لذلك عزيزتي الأم لا تتذمري من الطفل العنيد فأنت تمتلكين كنزاً فأحسني استغلاله.
تُبين مستشارة الطفولة والمدرب الذاتي لمرحلة المراهقة نجلاء الساعاتي، بأن (العناد) من المشكلات السلوكية التي تطلق على الطفل الذي يقدم الرفض والاعتراض، ويصعب التعامل معه لإرادته القوية وعزمه الشديد على تنفيذ رغباته النابعة من احتياجاته.
أهم مميزات الطفل العنيد:
• ثقته العالية بنفسه، والتي تتيح له مواجهة المواقف والمشكلات بشكل إيجابي إذا وجه التوجيه الصحيح.
• الاندماج بسرعة مع من هم أكبر منه سناً، وهذا يوفر الجهد اللازم لتعديل سلوكه، فإذا أُدرج في بيئة إيجابية فإنه سوف يحاكي الأكبر سناً.
• تقبُل الغرباء دون الشعور بالخوف أو عدم الألفة، مما يمكنه المشاركة في العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية وبالتالي التعود على مهارات التعاون مع فريق العمل.
• لدى الطفل العنيد فرصة أكبر للتعلم بسبب انخراطه مع المجتمع، ولديه فرصة كبيرة للابتكار وإعطاء الأفكار الجديدة.
• لديه مبادئ وقيم قوية يؤمن بها؛ كالعدل والمساواة وعدم الظلم، كما يتميز بحس عالي من المسؤولية، ويتضح ذلك في اصراره ومحاولاته المستمرة في اصلاح لعبته المكسورة وارجاعها كما كانت.
كيف أحول العناد من مشكلة سلوكية إلى نتيجة إيجابية؟
• التجاهل
ويعني أن يغضّ المربي الطرف عن بعض التصرفات التي تصدر عن الطفل المعاند وتجاهل فعله؛ وذلك لأن الطفل حين يعاند فإنه يسعى لإثبات ذاته ولفت الأنظار إليه، وبتجاهل المربي لفعله فإنه يجهض العناد لديه ويمنعه من استثماره.
• المكافأة
وتكون بالثناء على فعل الطفل الإيجابي، وتعزيز ذلك بمكافأة مادية، لأن هذا التصرف سوف يرسخ أثر الطاعة لدى الطفل فيحرص على تكرارها والمحافظة عليها.
• العقاب
وليس بالضرورة أن يكون العقاب بالضرب، فإذا كان الطفل المعاند يشعر بفوائد الطاعة وأنه يُكافأ عليها فإن العقاب سيشعره بأضراره.
• لعبة الـ (نعم)
وهي عبارة عن أسئلة تُطرح من قبل الوالدين، وكلما زاد عدد الإجابات بكلمة (نعم) زاد رصيدهم في الفوز. ومن أهم فوائد هذه اللعبة تعويدهم على فائدة كلمة (نعم) والقدرة على قولها.
• الابتعاد عن التهديد
التهديد أحد أهم مقومات زيادة سلوك العناد لدى الأطفال، فحين نقول للطفل لن تحصل على لعبتك إلا بعد ترتيب الغرفة فسنرى وقع التهديد السلبي عليه، بعكس قولنا استمتع بلعبتك بعد الانتهاء من ترتيب الغرفة، فهنا أعطيناه دعماً ذاتياً لنفسه.
• طلب المساعدة منه
يمكننا تغير أسلوب إعطاء الأوامر الى أسلوب محبب يعزز من قيمة الطفل لدى ذاته، فمثلاً بدل أن نقول له رتب غرفة الجلوس، نستبدلها بقول "كم أنت رائع ومبدع في تنظيم الغرفة، فهلا ساعدتني في ترتيبها".