يشرح الاختصاصي في التوليد والجراحة النسائيَّة والعقم، والأستاذ المحاضر في الجامعة اللبنانيَّة، الدكتور بسَّام مسالخي أنَّ العوارض الخاصَّة بالحمل وتلك المرتبطة بالدورة الشهرية تتشابه، ولو أنَّ الأخيرة تظهر ما قبل الحيض بحوالي أسبوع أو عشرة أيَّام، وتنتهي خلال أيَّام الدورة أي مع نزول الحيض، فيما عوارض الحمل تستمرُّ لفترة أطول، وتشمل الآتي:
_ نزول بضع قطرات من الدم البني، نتيجة انغراس البويضة في بطانة الرحم.
_ آلام الثديين التي تصبح أكثر حدَّة عند الحمل، وهي تتزايد يوميًّا جرَّاء ارتفاع مُعدَّل البروجسترون.
_ آلام البطن والانقباضات: تواجه الحامل آلام البطن والانقباضات الحادَّة تكرارًا، مع شعور بثقل في البطن والظهر، مُترافقًا مع الغثيان والقيء، ولا سيَّما بعد الاستيقاظ من النوم صباحًا.
_ الإقبال الشديد على الطعام أو النفور منه.
_ الشعور بالتعب: مع اقتراب موعد الدورة الشهريَّة، يشعر البعض بألم في المفاصل والعضلات، ما يُولِّد التعب. ولكن في حال الحمل، ترتفع شدَّة هذه العوارض، وقد تصل إلى ضيق في التنفُّس نتيجة ارتفاع مستوى هرمون البروجستيرون.
_ الإمساك: من المُحتمل أن تتسبَّب الأسابيع الأولى من الحمل بإمساك لبعض الحوامل.
_ الرغبة الدائمة في التبوُّل، جرَّاء ارتفاع نسبة السوائل في الجسم والتغيُّرات الهرمونيَّة المستجدَّة عليه.
_ الغثيان: على الرغم من أنَّه يُسمَّى بـ"غثيان الصباح"، إلَّا أنَّه يحدث في أي وقت، وذلك ابتداءً من الأسبوع الثاني للحمل حتَّى السادس عشر منه.
_ تقلُّبات المزاج جرَّاء التغيُّرات الهرمونيَّة في الجسم.
فحوص هامَّة
يُشدِّد الطبيب مسالخي على أهميَّة إجراء الفحوص الآتية قبل الحمل؛ حفاظًا على سلامة الحامل والجنين:
_ فحص الدم للكشف عن الأمراض الوراثيَّة، وهو يُجرى عادةً قبل اتخاذ قرار الحمل.
_ فحص السكري ومخزون السكري، ما يقي الحامل في ما بعد من مضاعفات ارتفاع السكر في الدم والولادة القيصريَّة.
_ تحليل الـ"توكسوبلازما" أو داء القطط. علمًا بأنَّ الإصابة به، سببها الرئيس هو أكل اللحوم النيّئة المصابة أو ملامسة براز القطط المصابة، فتنتقل العدوى إلى جهاز الهضم.
إشارة إلى أنَّ هذا المرض ينتقل إلى الأجنَّة من خلال المشيمة، ويتسبَّب بمرض خطير للجنين وتشوُّهات خلقيَّة في جمجمة الرأس أو تقوُّس في سلسلة الظهر.
_ إجراء تحاليل في بداية الحمل للكشف عن الأنيميا من عدمه، كما المناعة ضد الحصبة الألمانيَّة والتهاب الكبد الوبائي ب، وسائر الأمراض التي تنتقل جنسيًّا مثل الإيدز والزهري.
أمَّا خلال الحمل، فمن الضروري أن تخضع المرأة لتصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة، وذلك بين الأسبوعين السادس والثاني عشر، بهدف تحديد العمر الدقيق للحمل وسلامته. كما لإجراء مسح، وذلك في الثلث الأول من الحمل، بُغية الكشف عن العيوب الخلقيَّة المختلفة، وخصوصًا تحديد خطر وجود متلازمة داون لدى الجنين من عدمه. إشارة إلى أنَّ المسح المذكور يُجرى من الأسبوع الحادي عشر من الحمل، وحتَّى الرابع عشر منه.
فحص مسح أعضاء الجنين الأوَّل، الذي يُجرى خلال الثلث الأول من الحمل يهدف بدوره إلى الكشف عن العيوب الخلقيَّة والتشوُّهات في هيكل الجنين. وهو يتمُّ منذ الأسبوع الثالث عشر من الحمل وحتَّى السابع عشر منه. أمَّا فحص مسح أعضاء الجنين الثاني (الاختبار الثلاثي)، الذي يُجرى خلال الأسبوع السادس عشر من الحمل وحتَّى العشرين منه، فيشمل زلال الجنين وهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية وهرمون الإستريول. وهو يُحدِّد خطر الإصابة بـ"متلازمة داون"، وبعيوب خلقيَّة عصبيَّة خطيرة. وفحص مسح أعضاء الجنين الموسَّع هدفه الكشف عن العيوب الخلقيَّة والتشوُّهات في هيكل الجنين. ويتمُّ بالتصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة، وذلك خلال الأسبوعين العشرين والثالث والعشرين من الحمل.
ويمكن التعرُّف إلى جنس الجنين خلال الأسبوع الرابع عشر.
فيتامينات للحامل
يوصي الطبيب مسالخي الحامل بتناول:
_ قرص (400 ميكروجرام) من حمض الفوليك، يوميًّا، أثناء محاولة الحمل، وخلال الحمل، وخصوصًا في الأسبوع الثاني عشر منه. حمض الفوليك يُساعد في منع العيوب الخلقية المعروفة باسم عيوب الأنبوب العصبي.
_ 10 ميكروجرامات من الفيتامين" دي" D، يوميًّا، فهو ينظِّم كمَّ الكالسيوم والفوسفات في الجسم، وضروري للحفاظ على صحَّة العظام والأسنان والعضلات.
_ الفيتامين "سي" C للحفاظ على سلامة الخلايا.
_ مكملات الكالسيوم للحفاظ على سلامة العظام.