ارتبطت ربطة العنق «الكرافتة» بالأناقة الرسمية للرجال من أصحاب المهن المهمة والمرموقة، التي لاغنى عنها في حياة السياسيين وكبار المسؤولين ورجال الأعمال والمال والبنوك والمصارف والموظفين الحكوميين، لكن ربما تقوم مؤسسات كثيرة ورجال كثر بالتفكير جديًا بالتخلي عنها، بعد كشف دراسة حديثة أضرارها بأداء الرجال، وتأثيرها السلبي على قدراتهم الذهنية والمهنية.
وأشارت هذه الدراسة الحديثة، المنشورة في موقع «نيورواديولوجي» إلى أن ارتداء ربطة العنق يحدّ من القدرات العقلية للموظفين؛ وذلك لأنها تضغط على عروق الرقبة، وتمنع تدفق الدم إلى المخ، مما قد يسبب التباطؤ في مهارات التفكير.
وأجرى معدو الدراسة بحثًا على 30 شابًا، يتمتعون بصحة جيدة، تلقّى نصفهم تعليمات بارتداء قمصان مريحة ذات أكمام مفتوحة، بينما طُلب من النصف الآخر ارتداء ربطة عنق معقدة للغاية، إلى حد أنها تسبب الإزعاج لصاحبها.
وخلص الباحثون إلى نتيجة مهمة؛ هي: أن الشباب الذين وضعوا ربطة العنق، قلّت نسبة تدفق الدم إلى أدمغتهم بنسبة 5.7%، وهو ما كان عائقًا أمام تفكيرهم بشكل سليم.
لكن لا بدّ هنا من التوضيح من أن نتائج الدراسة ليست دقيقة، وذلك لأن عينة من 30 شابًا لا يمكن تعميمها على الجمهور الأوسع، كما أن ليس كل الرجال يرتدون ربطات العنق بطريقة غير مريحة، مثلما فعل الـ15 شابًا في الدراسة، الطريقة المعقدة التي ارتدى بها الشباب ربطة العنق، لا يرتديها الرجل العادي المعتاد على ارتدائها منذ سنوات، وكثير من الرجال يعلمون أبناءهم أو زوجاتهم طريقة ربط العنق لهم بطريقة مريحة وأنيقة.
لكن الدراسة مهمة في أنها ترسل تحذيرًا من ربط ربطة العنق بإحكام شديد؛ لئلا تقل فعالية ونسبة تدفق الدم إلى أدمغتهم.
كذلك لم تتطرق الدراسة للتأثير الفعلي لانخفاض تدفق الدم للدماغ، مثل تحليل أوقات رد فعل الأشخاص، ومهارات اتخاذهم القرار.
كما أنه من المؤكد أن الدراسة ستشجع بعض الرجال على التحرر منها، حين لا تكون هناك ضرورة لها في أماكن العمل، أو المناسبات الخاصة غير الرسمية.