استطاع الفنان علي ربيع منذ اللحظة الأولى من ظهوره في «تياترو مصر» أن يخطف الأنظار إليه، ويصنع جماهيرية عالية من خلال «مسرح مصر» أيضاً، ورغم أنه لم يلق حظاً وافراً في السينما، إلا أن البطولة التلفزيونية للمرة الأولى في موسم شهر رمضان هذا العام، وضعته في مضمار المنافسة بقوة مع نجوم الكوميديا في مسلسله «سك على إخواتك»، وفي حواره لـ «سيدتي» حرص علي ربيع على أن يؤكد أنه قدم تراجيديا كوميدية عائلية خالية من الابتذال.
كيف رأيت قرار قبول البطولة الأولى في موسم رمضاني ينافس فيه كبار النجوم؟
خطوة البطولة الأولى صعبة خاصة في رمضان مع وجود كمّ من المسلسلات لكبار نجوم الكوميديا والدراما، وأخذت وقتاً طويلاً لاختيار الفكرة المناسبة لتقديمها، وساعدني في الأمر المنتج صادق الصباح.
وما الذي جذبك لشخصية «سعادة» في «سك على إخواتك»؟
«سعادة» شخص صعيدي يجمع بين «جدعنة» الصعايدة وطيبة القلب وخفة الظل، يدخل في العديد من الصراعات الكوميدية مع الحياة كما شاهدنا خاصة مع شقيقاته، وكانت لديّ توقعاتي الخاصة أن يلمس الجمهور بشكل مباشر ولم يخيّب الجمهور ظني طوال 30 حلقة وشعرت بسعادة غامرة من ردود الأفعال الإيجابية على العمل.
هل رأيت تجربة المنافسة في الإطار الكوميدي صعبة خاصة في رمضان في ظل وجود أكثر من عمل كوميدي؟
لا يمكن القول إنه كوميديا كاملة مثل باقي المسلسلات التي عُرضت، فهو مسلسل مكتمل العناصر الدرامية، يتخلّله ضحك من خلال مواقف كوميدية تحدث بين أبطال العمل. وأعتقد أن الجمهور شاهدني للمرة الأولى أمثل مشاهد تراجيديا داخل مسلسل يُصنّف كوميدياً، عكس ما اعتادوه سواء في «تياترو مصر» أو «مسرح مصر» مع النجم أشرف عبدالباقي، وذلك لأن جمهور المسرح يسعى للضحك والترفيه، بينما مشاهد المنزل يبحث عن قصة ومضمون يسعد بهما خلال المشاهدة. ولا بد أن يكتمل لديك عنصر الجذب للمشاهد من خلال اكتمال أركان السيناريو.
كيف خرج ربيع من المعادلة الصعبة واستخدام الألفاظ الخارجة بهدف إضحاك الجمهور الأمر الذي يؤخذ على العديد من نجوم الكوميديا؟
كنت حريصاً منذ اللحظة الأولى على الابتعاد عن هذا اللون من الكوميديا، لأنها لا تتناسب مع شهر رمضان ولا تتناسب مع جمهور المنازل الذي يضمّ عدداً كبيراً من الأطفال، وهم القاعدة الجماهيرية الأكبر للكوميديا الفنية. ولا بد من مراعاة ذلك، وأنا أب ولذلك أشعر دائماً بالمسؤولية تجاه ما أقدمه ولا أعتمد على هذا النوع من الكوميديا إطلاقاً.
أصعب ما واجهت
هل كان هناك مصحح للهجة الصعيدية وهي أصعب اللهجات المصرية؟
اللكنة الصعيدية كانت من أصعب ما واجهت، ولكن استعنّا بالفعل بمصحح اللكنة الصعيدي حسن قناوي، وعقدنا العديد من جلسات العمل قبل الدخول في التصوير بحوالي شهرين لأتمكن من إجادتها وإلقائها بشكل سليم.
اتهمك البعض بمحاولة تقليد شخصية محمد سعد الشهيرة «كتكوت»؟
تم تشبيهي بالعديد من الشخصيات، وجميعهم فنانو كوميديا من طراز خاص ولهم جماهيريتهم الخاصة، ولكن كنت على ثقة بوعي المشاهد الذي رأى أن شخصية «سعادة» بعيدة عن المقارنات وهو حقق نجاح المسلسل، والجمهور يتمتّع بذكاء خاص وبدقة ملاحظة لا بد أن نضعهما في حساباتنا قبل الاختيار.
وائل إحسان من المخرجين المتخصصين في الكوميديا، كيف كانت تجربتك معه؟
أكثر من رائعة، وهو مخرج من نوع خاص وبالفعل هو متخصص كوميديا ولديه خفة ظل في الحقيقة خاصة به تجعل الأجواء هادئة. وجعل طاقم التصوير يتجاوز صعوبة المشاهد بروحه المرحة وحرصه على إخراج العمل في أفضل صورة.
أنا من رشحت كريم عفيفي
إذاً هل كان اختيار صديقك كريم عفيفي عائداً لك كما قيل أم للمخرج؟
في الحقيقة أنا من رشحته ووائل إحسان اقتنع على الفور، فهو يلعب شخصية الصديق المقرب لـ«سعادة». ورأى المخرج أنه الأنسب للدور، وعلى عكس ما يُقال إنني أتدخل في اختيار أبطال العمل، فهذا غير صحيح. المخرج هو صاحب القرار وإن كان اعترض لكنت انصعت لرأيه، ولكنه رحّب بالفكرة بشكل كبير.
ماذا عن أصعب مشاهدك في المسلسل؟
المشاهد الخارجية التي تم تصويرها، لأن معظمها كانت في مناطق صعبة منها قرية تنجار بأسوان وذلك لمدة ستة عشر يوماً، وسط درجة حرارة مرتفعة ومنطقة جبلية، وتعرّض ثمانية من طاقم التصوير لكسر في القدم. وأثناء تصويري لأحد المشاهد في أعلى جبل في تنجار، اضطُررت لصعوده لأكثر من سبع مرات يومياً، وهو أمر شاق ولكنه ممتع أيضاً.
لم يثبت العرض الحصري نجاحه بشكل كبير والمسلسلات التي حصلت على نسب مشاهدة عُرضت على جهتي عرض، كيف ترى الأمر من وجهة نظرك؟
أرى أنه بات أمراً واقعاً ومستخدماً في العديد من الدول وليس مصر فقط، وهو ليس بالأمر الجديد. الدراما تعرض حصرياً لأكثر من جهة، وهذا العام دخلت أيضاً في المنافسة مواقع الديجيتال ميديا والعالم بأكمله يتجه لهذا، وقرار عرض المسلسل حصرياً أو في أكثر من جهة عرض، يعود لمنتج العمل، ولكن يبقى أنه يعود لصالح العديد من النجوم.
منافسة مع الجميع
كيف رأيت كثرة المسلسلات المعروضة في الموسم الرمضاني لهذا العام؟
كان هناك العديد من الأعمال القوية والضخمة، وهناك منافسة مع الجميع والحمد لله حصلت على نسب مشاهدة عالية ووضع المسلسل ضمن الاستفتاءات على الأفضل، والحقيقة بذلت مجهوداً كبيراً والورق على أعلى مستوى لشاب صاحب رؤية، وإخراج قوي لوائل احسان، وإنتاج لم يتأخر في أي شيء لصادق الصباح.
لكن نتائج نسب المشاهدة جاءت للمسلسلات الدرامية التراجيدية وليس الكوميدية، كيف ترى ذلك؟
الجمهور دائماً ما يبحث عن قصة ذات ثقل درامي للمتابعة، وفي المقابل يحرص على وجود عمل كوميدي ترفيهي يضفي عليه السعادة، والجمهور بطبعه يحب الضحك ودائماً يبحث عما
يضحكه، وجمهور التراجيديا لا ينفصل عن جمهور الكوميديا فهو يشاهد النوعين. ومقياس النجاح من خلال تفاعل الجمهور الدائم. والحمد لله حظيت على تفاعل كبير من المشاهدين طوال شهر رمضان الكريم وسعدت بآرائهم.
تم عرض النسخة الجديدة من «مسرح مصر» بالتزامن مع المسلسل في شهر رمضان وعلى الشاشة ذاتها، ألم تخش أن يصاب الجمهور بالملل؟
إطلاقاً. «مسرح مصر» له نجاحه الخاص به، ولم أخشَ أن أظهر في أكثر من عمل، لكن الجمهور ارتبط بنجوم المسرحية، وهو ما ساعدنا في النجاح. وفرق كبير بين المسرح الذي يعرض ساعة من الضحك، ليس أكثر ويشاركني فيه مجموعة كبيرة من الزملاء، وبين المسلسل الذي يحتوي على قصة وأحداث وتشويق وتتابع.
أخيراً بعد تجديد مع المنتج صادق الصباح، ما هو التعاون الجديد المنتظر؟
أتمنى تقديم عمل ناجح مرة أخرى معه، فهو من أكثر الداعمين لي منذ ظهوري على المسرح وهو من المنتجين الذي يقدرون الفنانين في التعامل الإنساني والمهني، وأتمنى أن نحقق مزيداً من النجاح.