سطع اسم شركته بصورة لافتة خلال الأعوام الأخيرة واستطاع لفت الأنظار من خلال الأعمال المميزة التي يقدمها بين الدراما المشتركة والمصرية. فيما استطاع استقطاب العديد من النجوم البارزين على الساحة الفنية. وبنفس الوقت، لم تخل أعماله من الجدل. المنتج اللبناني صادق الصبّاح أحد أبرز منتجي الدراما العربية وصانع مسلسل «الهيبة» يكشف في حوار موسع مع مجلة «سيدتي» الكثير من التفاصيل الحصرية عن جديد شركته وعن «الهيبة» وغير ذلك من المواضيع..
دعنا نبدأ من إنتاجاتك لموسم 2018.. هل أنت راضٍ بشكل كامل عن مسلسل «الهيبة 2»؟
عندما نقوم بتحضير مشاريعنا على الورق، نأخذ بعين الاعتبار كل التفاصيل من أصغرها إلى أكبرها. وبخصوص «الهيبة»، قطعنا البعد العربي للعمل وأصبحنا في مكان مختلف تماماً وخصوصاً أننا أمام مفاجأة كبيرة في ما يتعلّق بما سيصل إليه العمل خلال الفترة المقبلة. والمسلسل هو ملحمة شعبية تستطيع أن تمتد لعدة أجزاء وأن تقدم عبراً وحكايات يمكن أن تنطبق على مختلف دول بلاد الشام. وهذا النوع من الأعمال يمكن أن نسميه المصنف الشامي لأن العمل الشامي برأيي هو ما يخص سورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق. و«الهيبة» من هذا النمط الذي أتحدث عنه. وهو بالفعل كسب الرهان ووصل إلى العالمية عدا عن أنه فتح عيون الغرب على الإنتاج العربي المميز بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بنجومنا. وهذا الكلام سيُترجم قريباً على أرض الواقع.
الممثل السوري تيم حسن قال في آخر مقابلة له مع الزميل علي العلياني في برنامج «مجموعة إنسان» إنه اتفق معك على فض الشراكة مع نادين نجيم، فهل تخبرنا عن تفاصيل أوسع حول هذا الموضوع؟
حتى لا نظلم أحداً، هو لم يقل فض الشراكة بل أكد أنه بعد ثلاثة تجارب بينهما من الأفضل أن نأتي بجديد حتى لا يشعر الجمهور بالملل. وفي الحقيقة أننا تحدثنا بهذا الموضوع أنا وتيم منذ مسلسل «نص يوم»، واتفقنا أنه يجب التجديد حتى لا يشعر الجمهور بالملل. وأنا شخصياً وافقته هذا الطرح، لأن تكرار ظهور الأبطال مع بعضهم في كل موسم وحتى لو تم تقديمهم في أعمال جديدة، سيخلق حالة من الروتين عند الجمهور. ولذلك قررنا أن ننجز الجزء الأول من «الهيبة» على أن نقدم عملين مختلفين في موسم 2018 وهذا ما حصل.
هل ترى أن ظهور تيم ونادين في عملين منفصلين كانت نتائجه أفضل من ظهورهما في عمل واحد؟
لنكن واقعيين، الجزء الثاني من «الهيبة» لا يحتمل وجود نادين نجيم بسبب طبيعة التاريخ والجغرافيا المتعلقة بقصة العمل، خصوصاً أننا عدنا بالزمن إلى الوراء، الأمر الذي لا يخدم وجود شخصية «عليا» في العمل بالإضافة إلى ما ذكرته سابقاً. أما النتائج، فإن نسب المشاهدة وما حققه العملان من نتائج تتكلم عن نفسها. وبكل تأكيد فإننا وكما أسلفت ندرس كل التفاصيل المتعلقة بأي عمل والنتائج المتوقعة. فكما حقق تيم ونادين النجاح في الأعمال المشتركة بينهما، حققا النجاح في عملين منفصلين.
كمنتج.. ألم تخش من قصة عودة الأحداث إلى الخلف والنتائج المترتبة على ذلك ومن هو صاحب هذه الفكرة؟
بصراحة عندما أخبرني المخرج سامر برقاوي بذلك تخوفت، ولكنه قال لي: «لا تقلق. سنقوم بهذه التفاصيل». ولكونه مخرجاً مميزاً وأثق به، اتفقنا على ذلك وجاءت النتائج كما شاهدتم. وبرأيي إن موضوع العودة بالأحداث إلى الخلف هو إنجاز كبير جداً، على اعتبار أن «الهيبة» هو أول دراما عربية تعود بأحداثها إلى زمن سابق وعبر جزء كامل. وهذا ما لم نجده في المسلسلات العربية والتي تقتصر فيها العودة بالزمن إلى الوراء من خلال عدد من مشاهد «الفلاش باك». وهذا إنجاز كبير لفريق عمل «الهيبة»، فإننا لم نشاهد ذلك سوى في الإنتاجات العالمية سواء في «العراب» أو غيره من الأفلام السينمائية العالمية.
اختلاف الآراء أمر طبيعي
لكن الآراء اختلفت حول هذا الرجوع بالزمن. فهناك من قالوا إنها أفقدت العمل بريقه وعنصرَيْ المفاجأة والمباغتة كون نهايات أحداثه ومصائر الشخصيات باتت معروفة من الجزء الأول.. فما رأيك؟
كل جزء من «الهيبة» يتحدث عن قصة وحكاية. وكون الجمهور يعرف نهايات الجزء الثاني، لا أعتقد أن ذلك أثر في جماهيرية العمل. وبرأيي إن اختلاف الآراء أمر طبيعي. فكما يُقال «لو لم تتعدد الآراء والأذواق لبارت الصنع». أما بخصوص الانتقادات، فإنه مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح النقد مفتوحاً. وبشكل عام، فإن الأعمال الناجحة والمكونة من أجزاء تتعرض لانتقادات أكثر من غيرها إذ أن كل جزء سيتعرض لانتقادات أكثر من الجزء الذي سبقه وهكذا. وبشكل عام نحن نحترم قسماً من هذه الانتقادات ونرفض قسماً آخر. ولكن بشكل عام، نحن نضع في حساباتنا ثلاثة مواضيع وهي جماهيرية العمل والمحطات التي تطلبه وإقبال شركات الإعلانات عليه، وهو مؤشر قوي جداً ومتوفر بفعالية عالية جداً في «الهيبة».
في بداية لقائنا أطلقت تسمية «المصنف الشامي»، فهل تفكر في إنجاز عمل يلقي الضوء على البيئة اللبنانية شبيه بأعمال البيئة الشامية المعروفة؟
لا أعتقد ذلك ولست مع هذا الطرح لأني أرى أن الذوق العام ذاهب باتجاه مكان مختلف تماماً ويريد التقدم إلى الأمام لا العودة إلى الخلف. ومع احترامنا لأعمال البيئة الشامية، فإني أرى أن جمهورها انحصر ضمن نطاق معين كما انحصر جمهور الأعمال التاريخية.
مع الحديث عن استمرار أجزاء «الهيبة»، هل ترى أنه من الممكن أن يسحب البساط من تحت مسلسل «باب الحارة» على قناة mbc؟
لا أتدخل في هذا الموضوع ولا أعرف ما هي خطط المحطات لأن هذا الأمر يعني المحطة نفسها ولست صاحب القرار. وبالنسبة لـ «الهيبة 3»، لدينا عدد كبير من المحطات التي تقدمت بعروض من أجل عرض المسلسل ولكن بالطبع الأولوية لقناة mbc لأنه لدينا شراكة استراتيجية معها ومن الطبيعي أن تكون لها الأولوية، كما عليّ توجيه الشكر لقناة mtv التي هي شريكة النجاح أيضاً.
«الهيبة 3» أصبح أمراً واقعاً. فهل تفكرون بالمزيد من الأجزاء؟
لا نريد أن نسبق الزمن ولكن هناك اتفاقاً مسبقاً بيني وبين تيم وسامر أن نكمل المشروع بنجاح وألا نوقفه وهو في حالة ضعف وألا ننتظر حتى يخف وهجه لأن اسماً مثل اسم تيم حسن هو مسؤولية كبيرة جداً وهو حالة خاصة لا تستطيع التعامل معها إلا كحالة متكاملة وبتفكير صحيح وبُعد نظر.
يُقال إن كلمة تيم حسن مسموعة جداً لديكم. هل هذا الكلام صحيح؟
الصباح هي بيت ومكان ومطرح تيم حسن والعلاقة بيننا متينة جداً ونكنّ كل الاحترام لبعضنا البعض، كما نستمع لآراء بعضنا بشكل مستمر ونتفق في مواضيع ونختلف في أخرى ولكن الخلاف لا يفسد للودّ قضية وأنا وتيم لدينا الكفاءة التامة للتعاطي والتعامل مع المواضيع التي نتفق أو نختلف حولها.
محاولات للتشويش على العمل
وُجّهت انتي، موضوع الاعتراض هو حق مثلما هو موضوع القبول ولكن طالما نحن نسير وفق الأصول التي نعرف تماماً كيف نسير عليها، فإننا نرى ونشاهد ونسمع الانتقادات ولا نعلق أو نرد، إلا في الوقت المناسب لذلك.
هناك الكثير من الخلافات بين جمهورَيْ النجمين تيم حسن ونادين نجيم عبر السوشال ميديا، فهل ترى أن الخلافات بين النجمين موجودة فعلاً؟
لا على العكس لا خلاف بين تيم ونادين، ولكن الجمهور بطبيعته عاطفي ومتفاعل مع نجمه المفضل.
لدينا تسريبات تقول إنكم تفكرون بالنجمة اللبنانية سيرين عبد النور لتكون حاضرة في الجزء الثالث من «الهيبة»، فهل هذا صحيح؟ (المقابلة مع المنتج صادق الصباح أجريت قبل الإعلان عن مشاركة سيرين عبد النور في الجزء الثالث من "الهيبة")
لكل جزء من «الهيبة» حكايته وقصته. وبصراحة الخطوط العريضة والمواضيع الأساسية للجزء الثالث من العمل لا تزال مجرد أفكار تتم مناقشتها من قبل الكاتب باسم السلكا والمخرج سامر برقاوي وأكثم حمادة بالإضافة إلى فريق مكتب بيروت. وأنا شخصياً لدي اجتماع معهم بعد حوالي عشرة أيام للاطلاع على الأفكار التي وصلوا إليها. وبالتالي، لا يمكن أن نحدد إن كانت سيرين أو غيرها ستشارك في العمل لأن مشاركة نجوم جدد في الجزء الثالث تتوقف على ما تستدعيه القصة. وأنا شخصياً إذا كان العمل في حاجة إلى ممثل هندي يخدم حكايته، فإني لن أتوانى عن إحضاره.
إذا هل ستكون سيرين عبد النور ضمن أعمال الشركة لموسم 2019؟
علاقتنا مع سيرين هي علاقة مودة وصداقة واحترام وقدمنا معاً فيلم «سوء تفاهم» سابقاً في مصر. وبالتالي لا شيء يمنع أن تكون سيرين معنا في أي وقت. وعدا عن ذلك، فإن سيرين نجمة هامة وبالتالي إمكانية وجودها مرتبطة بتوفر عمل ونص يناسبان نجوميتها وقيمتها. ولذلك لا أستطيع الجزم حالياً لأن الأمر يتضح لنا في فترة لاحقة.
وماذا عن الممثلة ستيفاني صليبا، هل تفكرون في التعامل معها؟
نحب أن تكون ستيفاني معنا ولكن حالياً لا يوجد شيء جاهز وحاضر في أذهاننا. وأعلم أن لديها مسلسل سيُعرض قريباً. وسأتابعها من أجل تقييم الأمور بشكل عام علماً أن ستيفاني من الأشخاص الذين أحب أن أعمل معهم وهي أيضاً، ولكن في شركة الصباح، نفكر بمسؤولية ونختار الوقت والمكان المناسبين لأي خطوة.
من الواضح أن لـ نادين نجيم مكانة مميزة في شركتكم. هل لأن نجوميتها انطلقت من الصباح؟
صحيح أن نجوميتها انطلقت من «الصباح» ولكن الفرصة التي حصلت عليها معنا تستحقها بكل تأكيد لأنها تملك النضوج والوعي والاحترافية وخلال وجودها معنا على مدار ست سنوات، كانت عنصراً فاعلاً وأساسياً وبالتالي وجودها معنا مستقبلاً هو حصيلة ما زرعناه على مدار ست سنوات.
إذاً انت تخطط لعمل جديد من بطولة نادين في رمضان 2019؟
بكل تأكيد إن شاء الله وفريق العمل يدرس مجموعة من الأفكار لاختيار المناسب، ولكن لغاية الآن لم نصل لقرار أو اختيار والباب ما زال مفتوحاً لذلك وأنا شخصياً أتمنى أن تُعاد ثنائيتها مع النجم المميز عابد فهد وأتمنى أن نجد التوليفة المناسبة لذلك.
أتمنى أن أحافظ على عابد ونادين
سمعنا أنكم تفكرون في مسلسل من 60 حلقة من بطولة نادين نجيم، فما صحة هذه المعلومات؟
بصراحة العمل مع نادين يعنينا ولكن لم نفكر في هذا الموضوع منذ مسلسل «سمرا» لأن نادين تعبت كثيراً وهي امرأة متزوجة ولديها عائلتها وأولادها. وبالتالي، لا يمكن أن تقضي العام كله في مواقع التصوير. ويكفي أنها تقضي معنا أربعة إلى خمسة أشهر في كل عام من أجل مسلسل شهر رمضان، وأنا شخصياً عرضت عليها أكثر من مرة أن تذهب معي إلى مصر للمشاركة في عمل مصري ولكن كما أسلفت، فإن ارتباطاتها العائلية تمنعها حالياً.
تحضرون لعمل من 60 حلقة. كيف وقع اختياركم على أبطال العمل؟
اخترنا أن يكون أبطال هذا العمل من النجوم الشباب لأن الزمن يفرض وجوهاً جديدة تستحق الرهان عليها. ولذلك اخترنا مجموعة من الشباب الذين لم يأخذوا حظوظهم في البطولة الأولى، فوقع الاختيار على معتصم النهار وفاليري أبو شقرا. وبالطبع سيكون من تأليف كلوديا مارشليان وإخراج رشا شربتجي التي تجيد العمل على هذه المواهب وتوظيفها بالشكل الصحيح.
هل يمكن أن نرى عملاً من بطولة نادين ومعتصم النهار من 30 حلقة؟
هو احتمال وارد جداً. الأمر مرتبط بالحكاية والنص الذي سيتم اختياره لكن شخصياً أتمنى أن أحافظ على عابد ونادين. وفي النهاية، الموضوع مرتبط بترتيب المشروع أولاً ومن ثم نبدأ الحديث عن أبطاله.
مع سلافة معمار قادات كثيرة للجزء الثاني من «الهيبة» لجهة استخدام ألفاظ وُصفت بالمسيئة ولجهة الإكثار من مشاهد العنف ولجهة الإساءة لمنطقة معينة في لبنان. فهل ترون أنها انتقادات محقة أم هي محاولة للهجوم على العمل؟
برأيي هي محاولات للتشويش والهجوم على العمل ونجاحه وما وصل إليه. ونحن هنا نقدم فناً ودراما ولا نقدم برنامجاً وثائقياً حتى ننظر للموضوع بهذا الشكل. وبخصوص ما قيل عن الألفاظ ومشاهد الأكشن، فهي جزء من العمل وتخدم تكوين شخصياته وطبيعتها ولم نقم بإقحامها في العمل بما لا يناسب شخصياته.
قبل فترة قصيرة أعلنتم عن عمل جديد هو «راصور». ولدينا معلومات أنكم كنتم تفكرون بالنجم باسل خياط لبطولة العمل ورامي حنا لإخراجه، فما الذي تغير؟
مع احترامي وتقديري للمخرج رامي حنا والذي أحب أن أتعاون معه، إلا أن اسمه لم يكن مطروحاً للعمل. أما في ما يتعلّق بباسل، فقد جرى حديث بيننا واتفقنا على ذلك ولكن نظراً إلى ظروف عائلية تُضطره للسفر، بات تنسيق أوقات التصوير مستحيلاً. وباسل بلباقته المعهودة طلب تأجيل العمل لكن لدينا التزاماتنا ولم نستطع ذلك. وذهب الاختيار باتجاه النجم التلفزيوني والسينمائي عادل كرم الذي أرى أنه سينجح في تقديم رؤية مناسبة للعمل.
هل تفكرون بعمل مصري من بطولة تيم حسن في موسم 2019؟
أتمنى من كل قلبي أن يتم ذلك لأن تيم أبدع في مسلسل «عائلة الحاج نعمان» وستشاهدون ذلك عندما يُعرض على المحطات المفتوحة. ولدى تيم القدرات الكافية والوافية ليبدل حضوره ويمثل أصعب وأكثر الأدوار تعقيداً. فهو نجم ذو مواصفات خاصة جداً وهو يرتقي إلى العالمية بكل تأكيد.
يكثر القول في مواقع التواصل الاجتماعي إن المنتج اللبناني صادق الصباح يسعى لإظهار ممثلات بلده على أكتاف النجوم السوريين. فماذا تقول؟
مع حبي وفخري واعتزازي بأني لبناني، لكني لا أطرح نفسي كمنتج لبناني بل كمنتج عربي. وللإشارة، فإن كل من يعمل معي في الكواليس وخلف الكاميرا سوريون وأنا أعتز وأفتخر بهم وفي النهاية، أنا لا أنظر لجنسية الفنان ولا أعير الموضوع أي اعتبار. وعند اختيار الأدوار لا أضع جنسيتي اللبنانية كعامل للاختيار بل أُعنى بالتوظيف الصحيح وهذا ما يهمني فقط.
هل يمكن أن نرى نجمات سوريات بطلات لأعمالك؟
بكل تأكيد، أتمنى ذلك ومع أني لا أريد الخوض في الأسماء، فهناك عددٌ كبير من النجمات اللواتي أتمنى أن يتواجدن معي ولكن أتمنى بشكل خاص أن تتعاون معنا النجمة سلافة معمار وبطبيعة الحال، الأمر مرتبط بتوفر الشروط والظروف المناسبة لهذه الخطوة..
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي