يعد "رجيم كيتوجينيك" أو "رجيم كيتو" متتبعيه بتحقيق نتائج طيِّبة، على صعيد خسارة الوزن والرشاقة، بيد أنَّه ليس الرجيم الغذائي الأسهل للتطبيق، وبالتالي يمكن للأخطاء الآتية في مرحلة مبكرة من اتباعه أن تهدِّد الهدف المُتعلِّق بإنقاص الوزن:
1. عدم حساب الكربوهيدرات
الهدف من "رجيم الكيتو" إجبار الجسم على التوقُّف عن إحراق مخزون الطاقة المفضَّل لديه - الجلوكوز من الكربوهيدرات التي تؤكل - والبدء بالمقابل في إحراق مخزون الدهون للحصول على الطاقة. ويقوم الجسم بذلك عن طريق تحويل الدهون إلى "كيتونات"، في حال تسمَّى بـ"الكيتوزية". ويُحقِّق متتبعو هذها الرجيم الهضم، من خلال تقليص استهلاكهم للكربوهيدرات، ولكن للقيام بذلك بشكل صحيح، يجب تحديد كمّ الكربوهيدرات اليومي في الرجيم بـ20 جرامًا من الكربوهيدرات الصافية، أي من الأطعمة الكربوهيدراتية، بالإضافة إلى الكربوهيدرات التي تتوافر في الألياف. علمًا بأنَّ الكربوهيدرات تتراكم بسرعة، حتَّى عندما نختار الأطعمة منخفضة المحتوى منها، مثل: السبانخ والأفوكادو.
2. عدم استهلاك الكافي من الدهون
قد نواجه بالفعل صعوبة في استيعاب مفهوم هذا الرجيم، نظرًا إلى أنَّه يدعو إلى استهلاك الدهون الصحيَّة، وهذا يعني أن أركانه مأكولات، كالأفوكادو وزيت جوز الهند واللحم وقشدة جوز الهند والزيتون والدهون الحيوانيَّة أو الدجاج والزبدة والأسماك الدهنية (السلمون والسردين) والمكسَّرات والبذور. كما يسمح هذا الرجيم بأكل منتجات الألبان الكريميَّة الثقيلة، ولو أنَّ الحليب كامل الدسم غير مسموح بشربه!
3. تناول البروتين بوفر
يضمن الحصول على المغذِّيات المتمثِّلة، في: الدهون والبروتين والكربوهيدرات، توازن الجسم ومدّه بالطاقة. وفي هذا الإطار، يتألَّف "رجيم كيتو" من: 20% من البروتين، و5% من الكربوهيدرات، و75% من الدهون. ومعلومٌ أنَّه حال استهلاك كمّ مرتفع للغاية من البروتين، فإنَّ خسارة الوزن مضمونة، بيد أنَّ كثيرين لا يدركون أن الإفراط في استهلاك البروتينات يمكن أن يمنع العمليَّة "الكيتوزية". ولذا، صُمِّم بعض تطبيقات الهواتف الذكيَّة لمساعدة الفرد في تتبع ما يأكله.
4. عدم التخطيط للوجبات
قد يكون تناول الطعام خارج المنزل أثناء اتباع "رجيم كيتو" أمرًا صعبًا، وهو ما يستوجب التخطيط المسبق للوجبات، التي تشطب الأغذية السريعة عالية الكربوهيدرات. وفي هذا الإطار، يُفيد وضع خطَّة أسبوعيَّة للوجبات، وفي حال استخدام تطبيقًا لهذه الغاية، يجب البدء في ملء المغذِّيات في الخانات مقدَّمًا، ممَّا يساعد في تكوين فكرة عن إجمالي ما سيتم تناوله، بغية إجراء تعديلات للوصول إلى الأهداف اليوميَّة بسهولة أكبر.
5. كمُّ الألياف المنخفض للغاية
أثناء التركيز على تناول غذاء غنيٍّ بالدهون والبروتين والكربوهيدرات، يجب التأكُّد أيضًا من الحصول على الألياف الكافية، الأمر الذي لا يتحقَّق دائمًا. وفي هذا الإطار، هناك بعض الأطعمة الغنيَّة بالدهون، ومنخفضة الكربوهيدرات، وتحوي أيضًا الألياف، وتشمل: المكسَّرات والبذور والأفوكادو والقرع.
6. الإكثار في المحليات الاصطناعية
عند اتباع "رجيم كيتو"، يُمنع تناول السكَّر الأبيض والعسل وكل السكريات الاصطناعيَّة، لغناها بالكربوهيدرات. فقد لاحظت إحدى الدراسات أنَّ تناول المحليات الاصطناعية قد يزيد الرغبة الشديدة بالأكل، خصوصًا الصنوف الحلوة، ممَّا قد يدمِّر هدف إنقاص الوزن.
رأي خبيرة التغذية
توضح اختصاصيَّة التغذية ديانا عميش لقارئات "سيدتي. نت"، أن "رجيم كيتو" منخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، وإلى دوره في خسارة الوزن، هو فعَّال في علاج داء الصرع"، بيد أنَّها تضيف أنَّ "لا دليل مؤكَّد على أنَّه يفيد متتبعيه على المدى الطويل". وتشرح أنَّ "كلَّ رجيم سيُحقِّق خسارة الوزن لمتتبعيه، بدايةً، ولكن الهدف من الرجيم الصحي هو المثابرة والحفاظ على النتائج المحقَّقة. وبالتالي، لا يضمن الـ"كيتو" الحفاظ على الوزن المفقود، بل هو يدخل متتبعيه في مرحلة الـ"كيتوسيز" الضارَّة بالجسم. علمًا بأن الجسم عادة يستعمل الجلوكوز من النشويات ليولِّد الطاقة، ولكن في حال اتباع "رجيم كيتو" سيستعمل الجسم الدهون عوضًا عن استعمال السكر من النشويات، ممَّا يدفع الجسم إلى إفراز سموم تخلُّ في وظائفه، الأمر الذي يستدعي العلاج.