تعرّفي، في ما يلي، على أربعة أنواع رئيسة من الصداع أو ألم الرأس، وعلى العلاجات الفعّالة:
1. صداع التوتر
سببه بالضبط ما زال غامضاً، والدراسات حول هذا الموضوع ما زالت قليلة. ويقول أطباء الأعصاب أنّ صداع التوتر سببه تقلص في عضلات منطقة الرقبة وخلف الجمجمة، أو عضلات عظمة الفك في حالات الإجهاد. وهذا التوتر يسبب تهيّج أعصاب الرأس والرقبة، وبالتالي يسبب الصداع.
الأعراض
يسبب هذا الصداع ألماً في جميع أنحاء الرأس، حيث يشعر الشخص بالألم في محيط خوذة الرأس أو حول محيط الجبهة أو بالضغط كالملزمة على الرأس. ويترواح الألم بين المتوسط إلى الشديد وفي العادة لا يرافق الألم أعراض أخرى، مثل الغثيان أو القيء، وليس هو بالألم الذي يجعلنا طريحي الفراش، ونستطيع الاستمرار في العمل والقيام بمهامنا اليومية. وقد يدوم من حوالي 30 دقيقة إلى أسبوع كامل.
مسبباته
الإجهاد هو السبب الرئيسي لصداع التوتر. حيث أنّ البقاء لفترة مطوّلة في وضع غير مريح قد يسبب كذلك توترا في منطقة الرقبة والجمجمة، وبالتالي يسبب الصداع. كما أنّ التغييرات الهرمونية التي تحدث أثناء فترات الحيض، والحرارة والجفاف من العناصر الأخرى التي تسبب صداع التوتر.
العلاجات
يتمُّ اللجوء في العادة إلى معالجة الألم بأخذ المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية مثل (Advil, Motrin) والأسيتامينوفين (Tylenol) ولكن لكي نتخلص من هذا النوع من الصداع على المدى الطويل، يجب التخلص من التوترات التي تسببه، بالقيام بتمارين الاسترخاء والتنفس واليوغا اللطيفة، أو التأمل على سبيل المثال. ويجب تنظيم النوم، لأنه يؤمن الاسترخاء للجسم.
2. الصداع النصفي
الصداع النصفي مرض معقد يصيب الجهاز العصبي. وهو عبارة عن صداع من الصعب تحمله وقد يعيقنا عن أداء وظائفنا. وليس من السهل تحديد السبب الدقيق للإصابة بالصداع النصفي ولكن يمكن القول إنَّ الأشخاص الذين يعانون من آلام الصداع النصفي لديهم استعداد وراثي يجعل أدمغتهم تتفاعل بقوة أكبر من المتوسط إزاء مسببات أو حالات معينة تطلق هذا الصداع. فعلى سبيل المثال، يتميز دماغ هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي بنقص نشاط هرمون السيروتونين، وهو الهرمون الذي يعمل تحديداً على تهدئة الجهاز العصبي.
الأعراض
الصداع النصفي هو صداع مؤلم يتراوح ألمه بين المتوسط إلى الشديد، ويتمُّ الشعور به في منطقة محددة من الرأس (مثلاً على الجبهة أو على الصدغين أو عند مستوى العينين). وألمه يمنع في العادة الشخص من التركيز أو العمل. وقد يرافق الصداع النصفي مجموعة من الأعراض الأخرى، مثل شدّة الحساسية تجاه الضوء والأصوات والروائح، فضلاً عن الاضطراب المعوي مثل الشعور بالغثيان أو القيء. وقد يزداد الألم ببذل بعض الجهد والحركة.
مسبباته
هناك سلسلة من العوامل التي قد تطلق نوبة الصداع النصفي وأهمها:
• الإجهاد والانفعالات القوية.
• نقص النوم.
• التغييرات الهرمونية المرتبطة بموعد الدورة الشهرية عند المرأة، وأعراض ما قبل الحيض.
• الروائح القوية.
• الضجيج العالي والإضاءة القوية.
• تغييرات الطقس.
• الجوع، تفويت الوجبات أو التعرّض إلى الجفاف.
• شرب الكحول.
وبعض أنواع الأطعمة قد تكون السبب في إطلاق الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، مثل الأسبارتام والغلوتامات أحادية الصوديوم (الموجودة في الأطعمة الصينية) والنيتريت.
العلاجات
الصداع النصفي لا يمكن معالجته، ولكن يمكن تخفيف الألم وتقليل النوبات. ولكي يحمي مرضى الصداع النصفي أدمغتهم الحساسة، يجب عليهم تجنّب المسببات التي تطلق النوبات لديهم ومراجعة نمط وأسلوب حياتهم، مثل:
• تكوين عادات نوم جيدة وصحيّة.
• اتّباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتناول الوجبات في أوقات منتظمة.
• إيجاد الطرق والوسائل التي من شأنها أن تخفف الإجهاد والتوتر لديهم، وتجنّب الإفراط في العمل.
• أخذ الوقت الكافي للاسترخاء والشعور بشكل جيد عن طريق الخضوع إلى جلسات تدليك وممارسة اليوغا والتاي- تشي، والوخز بالأبر، وغيرها.
• ممارسة الرياضة بانتظام (مثل المشي لمدة 20 دقيقة كل يوم) .
قد تساعد الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين، على تخفيف التهاب الأعصاب ووقف الألم الناتج عن الصداع النصفي، ولكن إذ لم يكن ذلك كافياً، فقد تساعد وصفة التريبتان على تحسين الوضع كثيراً.
وإذا كان النوبة مصحوبة بالقيء، يمكن تناول دواء مضادّ للغثيان واستخدام رذاذ أنفي من التريبتان.
الصداع النصفي المزمن
بعض الأشخاص قد يعانون من الصداع النصفي المزمن، إي إصابتهم بنوبات الصداع النصفي حوالي 15 مرة في الشهر. هؤلاء المرضى هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل القلق والاكتئاب.
إلى جانب تلك العلاجات المصممة لعلاج الصداع النصفي، توجد علاجات وقائية يمكنها أن تقلل عدد النوبات.
ومنذ عام 2011 يُسمح باستخدام حقن البوتوكس لعلاج الصداع النصفي المزمن.
3. صداع هورتون
هذا النوع النادر من الصداع يسبب آلماً غير مستمر ويصيب أقل من نسبة.0-1 في المائة من الناس. والرجال أكثر عرضة بثلاث مرات من النساء للإصابه به. ويظهر في العادة في سن تترواح بين 20 إلى 40 عاماً وسببه بالضبط ليس معروفاً تماماً. وتشير أحدث الأبحاث حول ذلك إلى وجود خلل في غدة تحت المهاد. وهذه الغدة هي التي تسيطر على إنتاج عدة هرمونات بالإضافة إلى سيطرتها على دورات النوم واليقظة، وبالتالي قد تنشط الأعصاب المسؤولة عن الألم.
الأعراض
ألم شديد في الرأس يستقرّ في جانب واحد من الرأس فوق العين أو فوق الصدغ، وتصبح العين شديدة الاحمرار ومدمعة والجفن مغلقا والأنف يسيل. وشدّة الألم قوية لدرجة أن بعض المرضى يفكرون بالانتحار خلال الأزمة، ولذلك يعرف هذا النوع من الصداع بـ"الصداع الانتحاري". وتستمر النوبة من 30 دقيقة إلى 3 ساعات.
مسبباته
الأشخاص المعرضون للإصابة بهذا النوع من الصداع، قد يسبب شرب الكحول إطلاق النوبة.
العلاجات
الأدوية من عائلة التريبتان يمكن أن تعالج النوبة، ولكن يجب أخذها على شكل حقنة أو تبخيرة عبر الأنف، لأنَّ الشكل الفموي من الدواء لن يعمل بسرعة كافية. ويمكن كذلك معالجة النوبة باستنشاق الأكسجين بواسطة القناع.
ويمكن وصف أدوية معينة (مثل الفيراباميل، كربونات الليثيوم أو الكورتيزون) لمنع النوبات وفي الحالات التي تكون شديدة جداً، يمكن اللجوء إلى منهاج جديد في العلاج مثل التحفيز العصبي الفعّال، وهو عبارة عن أقطاب كهربائية تُزرع خلف الرأس وتُرسل إشارات كهربائية لتعديل الإتصالات العصبية وبالتالي تقليل الألم، ومع ذلك يصر أخصائيو الأعصاب على أن هذا العلاج مخصص فقط في الحالات القصوى والحالات المقاومة للعلاجات الأخرى.
سببان للصداع أقل شهرة
1. الإفراط في أخذ الأدوية
ويسبب ذلك صداعاً خفيفاً ومستمراً، ويحدث عند تناول الكثير من المسكنات أو أدوية الصداع النصفي، ويبدو وكأن الدماغ قد اعتاد على الدواء، لذلك يحتاج المريض إلى جرعات أقوى وأكثر تكراراً لتخفيف الألم، والذي يعود بمجرد أن يتوقف المريض عن أخذ الدواء، ولذلك يجب استشارة الطبيب لمحاولة وضع حد لهذه الحلقة المفرغة.
2. التهاب الجيوب الأنفية
ينتج الصداع من التهاب الجيوب الأنفية نتيجة الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا. وغالباً ما يصاحب ذلك حمى واحتقان أنفي وتصريف من الأنف لونه مخضر.
مراجعة قسم الطوارىء بسرعة
رغم أنها حالات نادرة الحدوث، ولكن قد يشير صداع الرأس إلى مشكلة خطيرة (مثل وجود ورم أو تمدد الأوعية الدموية أو التهاب السحايا أو النزيف)، وفيما يلي الحالات التي تستوجب الاسراع إلى قسم الطوارىء:
• صداع يحدث فجأة وكأنه مثل الرعد.
• صداع يحدث بشكل تدريجي ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
• صداع يظهر بعد بذل الجهد أو أداء التمارين الرياضية.
• صداع غير عادي مع أعراض أخرى (حمى ، خدر ، فقدان التوازن).