ألهمت القصص والمواقف التي استعرضها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، من حياته الشخصية على مدى ساعتين في مسرح "غرفة الشرقية"، مساء أمس، ضمن برنامج "تجربتي" الذي ينظمه مجلس شباب وشابات الأعمال في المنطقة الشرقية، الحاضرين، يتقدمهم الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة الشرقية، وعدد من شباب وشابات الأعمال.
وسرد رئيس الهيئة قصصاً من حياته منذ أن كان في سن ثماني سنوات حتى وقتنا الحاضر، وبدأ حديثه بذكر بعض هواياته، منها رحلات البر، والصيد، وركوب الخيل، إلى أن تخرَّج في المرحلة الثانوية ليلتحق بالعمل الحكومي الأول له في وزارة الإعلام بالمرتبة السابعة، بعدها سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته الجامعية، وبمجرد تخرُّجه، التحق بأحد مراكز التدريب على الطيران، ومن خلالها التحق بوكالة ناسا التي أعطته فرصة السفر إلى الفضاء ليصبح رائد الفضاء العربي الأول، وذلك عام 1986، ليعود بعدها إلى السعودية، ويلتحق بوزارة الدفاع برتبة عقيد، ويشارك في حرب الخليج عام 1990م.
وركز الأمير سلطان بن سلمان في حديثه على بعض القصص التي جمعته بوالده الملك سلمان عندما كان بعمر ثماني سنوات، وأيضاً كيف كان والده يعتمد عليه في استقبال الضيوف الذين يتوافدون على زيارته حينما كان الملك سلمان أميراً للرياض، وكيف كان يستمع إلى أحاديثهم وقصصهم في ذلك الوقت.
زياراته للمنطقة الشرقية
كما تطرق إلى بعض زياراته التي قام بها عندما كان في سن 18 عاماً إلى المنطقة الشرقية، حيث قال: "كان مقر سكننا في بيوت سكة الحديد، وكانت هذه البيوت عبارة عن منازل مصنوعة من الألمنيوم، حيث كنت أتنقل بين الناس كأي مواطن عادي، واستمتع بالجلوس مع كبار السن، ولعب كرة القدم مع شباب المنطقة".
المرأة السعودية
وتطرق الأمير سلطان إلى دور المرأة، أو المواطنة السعودية، وكيف استطاعت أن تتميز في عديدٍ من المجالات، مثل الطب والهندسة، حيث قال: "عبر تاريخ هذا الوطن، كانت المرأة ذات دور رائد في بناء الوطن". مستشهداً بعدد من السيدات اللاتي تأثر بهن، في مقدمتهن جدته حصة السديري، ووالدته، يرحمهما الله، حيث كنَّ جميعاً يعيشن حياة بسيطة بكل أبعادها ولم تؤثر فيهن المؤثرات الخارجية، فقد كنَّ يستقبلن النساء في بيوتهن ويتحدثن إليهن بأريحية.
التراث والتاريخ
وأوضح رئيس "هيئة السياحة"، أن الانتماء الوطني لا يقصد به الثروة المادية التي أنعم الله بها على هذا البلد الطيب، مثل نعمة البترول، وإنما الانتماء إلى الأرض والتراث والتاريخ وهذا ما قامت عليه هذه الدولة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز حتى وقتنا الجاري، وقال: "السعودية بلد له تاريخ وحضارة، وهيئة السياحة حريصة على الحفاظ على هذا الإرث من أجل أبنائنا وبناتنا في المستقبل".
ونوَّه الأمير سلطان بن سلمان إلى الزيارات التي قام بها إلى عدد من القرى والبلدات التاريخية في السعودية، وكيف كانت الناس تستقبله بحفاوة وتقدير، وقال: "هذه الزيارات أسهمت في تطوير عمل الهيئة من خلال اكتشاف عديد من المواقع التاريخية التي يجهلها كثيرٌ من المواطنين".
جمعية الأطفال المعاقين
وختم رئيس الهيئة كلمته بالحديث عن دور جمعية الأطفال المعاقين، وكيف استطاعت تغيير مفاهيم الناس حول هؤلاء الأطفال الذين كان أهلهم يخفونهم خشية الإحراج، أو لأسباب أخرى، وقال: "تبنت الجمعية هذه القضية من خلال العمل مع جمعيات أخرى على تطبيق بعض المبادرات التي أسهمت في دعم هؤلاء المعاقين ليصبحوا فاعلين في المجتمع".