يبدأ صوم الأطفال في السعودية بنصف يوم، وعادة عندما يبلغون السابعة من عمرهم، هذا ما تتذكره الإعلامية وفاء بكر يونس، التي بدأت الصيام في هذه السن، لكن أبناءها صاموا يومًا كاملًا عندما بلغوا السابعة.
أطفال أيام زمان كانوا يأكلون ما يوضع لهم، إلا أن أطفال اليوم، حسب وفاء، باتوا يقدمون لأمهاتهم لائحة بطلبات الأكل، تعلّق وفاء: «لو استبدلت بمائدة رمضان الوجبات السريعة فسيفضلونها أكثر». ولا تنسى الكثيرات ممن تحدثنا معهن تذكر الصيام بدون تكييف بارد، بينما أطفال اليوم ينعمون بالتكييف ويتذمرون، وترجع وفاء ذلك إلى أن أجسام الأطفال منذ سنوات كانت أشد بنية.
عرائس ليلة القدر لكن التقاليد في المغرب تظهر جلية أكثر عند الصيام الأول للأطفال الذي يبدأ غالبًا من سن الخامسة، فخلال يومهم يصومون النهار كاملاً، ولكن مع بداية الشهر يصوم الأطفال نصف يوم، وفي اليوم الثاني نصفه الآخر، وتخبر الأم ابنها أنها بمهارتها في الحياكة ستخيط ما صامه في اليومين؛ ليصبح يومًا كاملاً، وعندما يتناول الصبي إفطاره الأول يتم رفعه على كرسي عالٍ، بالزي التقليدي، وتزين الصغيرات بالحلي والحناء على أكفهن، ويلتقطن صورًا تذكارية كعرائس متألقات في ليلة القدر؛ ليظفرن بفطور شهي، هذه عادات سردتها لـ«سيدتي نت» مليكة الشرادي (طباخة أعراس). أما الحاجة نفيسة (ربة بيت)، من مدينة سلا المغربية، فتحكي لنا كيف كان الصغير الصائم أولَّ يوم في البادية يذهب لأداء صلاة المغرب مع والده، ويفطر حليبًا وتمرًا وبيضًا، وفي اليوم ذاته يجلس على البئر، وهو طقس يرمز إلى التكبير به.
وبرأي الكبار أن جلوس الطفل فوق البئر يمنحه قلبًا كبيرًا. مسابقات وتتشابه العادات في الإمارات مع السعودية كما تخبرنا راية المحرزي، رائدة في العمل التطوعي والديني والاجتماعي، حيثُ يبدأ صيام الأطفال في السنة السابعة من عمرهم، عند تعليمهم كيفية الوضوء والصلاة، ولكنهم يصومون يومًا ويفطرون آخر، حسب مقدرة الطفل، وفي هذا الشهر تحديدًا يتم تعليم الفتيات الصغيرات أهمية الحجاب لهن، تعلّق راية: «عادة ما يشعر الطفل بالغيرة عندما يرى أخته الكبرى تأكل خلال النهار، أو أمه التي يعتبرها قدوته تتناول شيئًا من الطعام، بينما هو لا يمكنه أن يفعل مثلها، وفي هذه السن، وهذا الموقف، يتم شرح «الدورة الشهرية» لدى المرأة للأطفال الذكور، كما نقوم بعمل مسابقات رمضانية لهم؛ لنرى من الذي يختم القرآن أولًا، ونقدم لهم جوائز؛ لرفع معنوياتهم».
في الحرم قد يتميز رمضان لأطفال السعودية عنهم في الإمارات بميزة جغرافية، وهي أنهم كانوا يرسلون لتوزيع الخبز والتمر في الحرم المكي الشريف، حسب رواية ملوك السندي، مديرة القسم النسائي بقناة الثقافية السعودية، والتي ترى أنّ وجود الأجداد والأحفاد في بيت واحد، أيام زمان، يكسبهم الخبرات، ويعلمهم ما تعلمه آباؤهم، وتتذكر ملوك عندما كانت طفلة كيف كان الجد يروي لها القصص من بعد صلاة المغرب إلى أن تأتي صلاة العشاء والتراويح، تعلّق ملوك: «بعد توزيعنا الخبز في الحرم في الحر الشديد وقت الظهيرة، كانت عمتي -يرحمها الله- تجهز لنا وجبة خفيفة عبارة عن لبن زبادي، وبعد أن ننتهي تقول لنا: «الآن صوموا إلى أن يحين وقت أذان المغرب». تنوع الأطباق ترجع الاختصاصية التربوية السعودية، نوف الحسن، اختلاف عادات صيام الأطفال بين الماضي والحاضر لتأثرها بظروف وإمكانيات الأسر؛ ففي الماضي كانت الأسرة تقوم بإعداد طبقين، والجارة الأخرى تعد طبقين، والثالثة طبقين، وكل أسرة ترسل ابنها أو ابنتها بطبق إلى الجيران، وقبل صلاة المغرب تكون كل أسرة لديها أطباق منوعة، كما كانت الجدة أو الجد بعد صلاة المغرب يعلِّمون أحفادهم الأحاديث، ويحفظونهم آيات قرآنية، تعلّق نوف: «أما اليوم فنرى الأطفال يتجمعون على التلفاز لمشاهدة المسابقات والمسلسلات، وتقتصر التجمعات العائلية على نهاية الأسبوع بسبب مشاغل العائلات».
تعرفي على عادات صيام الأطفال!
- أطفال ومراهقون
- سيدتي - زكية البلوشي
- 30 يوليو 2013