لأول مرة في تاريخ أثيوبيا تعتلي امرأة منصب رئيسة للبلاد، بعد انتخاب البرلمان ساهلي زويدي رئيسة لجميع الأثيوبيين، واللافت أن تكوين ساهلي كان بعيداً جداً عن مسارها المهني الساطع، ومناقض تماماً لعالم السياسة والدبلوماسية الساحرة والحساسة في نفس الوقت، على خلفية أنها درست العلوم الطبيعية، في حين جميع المناصب التي شغلتها كانت في نطاق المهام الدبلوماسية الحساسة والرفيعة.
سفيرة متنقلة
زكّا البرلمان في أثيوبيا بالأغلبية الساحقة الدبلوماسية الشهيرة ساهلي زويدي بعد انتخابها من طرف الأغلبية البرلمانية رئيسة لأثيوبيا، حيث حظيت بثقة جميع نواب البرلمان بالنظر إلى مسارها الدبلوماسي الثري، وعطائها الذي يحظى بالعرفان، علماً أن الرئيسة الجديدة من مواليد 1950 بالأمهرية، حيث درست العلوم الطبيعية في جامعة مونبلييه بفرنسا، وتتقن كل من اللغة الفرنسية والإنجليزية وكذا لغتها الأمهرية، ويبدو هذا ما ساعدها على التألق والنجاح في حياتها المهنية الدبلوماسية، لأنها عملت في بداية الطريق سفيرة لإثيوبيا في كل من السنغال وفرنسا والمغرب وتونس، ومن ثم سفيرة متنقلة ما بين مالي والرأس الأخضر وغينيا بيساو وغامبيا وغينيا، خلال الفترة الممتدة ما بين 1989 و1993، بينما في عام 2002 تم اختيارها لتكون الممثلة الدائمة لإثيوبيا في المنظمة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد»، أما خلال الفترة الممتدة ما بين 2002 و2006، عينت الممثلة الدائمة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» لدى الأمم المتحدة، ومن المهام التي تقلدتها كذلك فيما بعد نذكر كل من الممثلة الدائمة لإثيوبيا لدى الاتحاد الإفريقي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا، ومديرة عامة للشؤون الإفريقية في وزارة الشؤون الخارجية في إثيوبيا.
سلام للأمهات
بدأت زويدي بعد مسار تقلدت فيه العديد من المسؤوليات تجلب لها التقدير العالمي والاعتراف الدولي، وهذا ما عجل بتعيينها ممثلاً خاصا للأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مكتب الأمم المتحدة لبناء السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى، ومن ثم قفزت عام 2011 لتتبوأ منصب مدير عام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي.
وآخر منصب تقلدته الرئيسة الجديدة لأثيوبيا كان شهر يونيو الماضي أي بعد تعيينها من طرف الأمين العام أنطونيو غويتيريس ممثلة خاصة له لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت أول امرأة تصل إلى هذا المنصب المهم.
وعقب انتخابها رئيسة لبلدها أثيوبيا التزمت ساهلي زويدي في أول تصريح لها سلسلة من الوعود، حيث أكدت قائلة: «في هذا البلد الذي يعاني من الفقر ويواجه اضطرابات، فإن أول من يصبن بخيبة أمل ويدفعن الثمن هن الأمهات، لذلك نريد أن نعمل من أجل السلام لأمهاتنا». ومن بين الوعود التي قطعتها الرئيسة الجديدة مواصلة الإصلاحات وتعزيز دور المرأة، لتتبوأ المراكز القيادية بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين.