لجأ الفرد البشري قديماً إلى عملية الكتابة لتسجيل حضارات الشعوب ونقل المعلومات، إلا أنّ عملية الكتابة والتدوين تطورت حتى أصبحت ذات أثر نفسي عميق على حياة الشخص ومستقبله، لذا يخبرنا الأخصائي النفسي والكاتب الدكتور «عبدالرحمن الصبيحي»، عن آثار تدوين الأمور الايجابية في حياة الفرد.
يقول الصبيحي: «إن تدوين الأمور الجيدة في حياة الإنسان يُعتبر من التنفيس الانفعالي، وهو أحد طرق العلاج النفسي، المعالج النفسي غالباً يطلب من الفرد بأن يكتب عن مشاعره وأحاسيسه حتى يُفرغها من العقل إلى الورقة، وبالنظر إلى التفكير الإيجابي والتفات الفرد إلى التجارب الجيدة في حياته وتدوّينها للإطلاع عليها من وقت إلى آخر».
وبين أن هذه العملية بمثابة محفز نفسي يسهم في تطوير ذات الإنسان ووصوله لأحلامه، ونجاحه في المواقف الصعبة، والرفع من مستوى ثقته بذاته»، وقال «وكون هذا النوع من التدوين يتطلب وقت فراغ للقيام به، فأكثر من يعانون من الاكتئاب والقلق يمتلكون أوقاتاً إضافية في حياتهم تنتابهم الهواجس والأفكار السوداء فيها، فالتدوين جزء ذو أهمية من العلاج».
ويستطرد: «يرى البعض أنّ تدوين الأمور الجميلة قد يصبح حسرةً في المستقبل، خاصةً إذا لم تسر حياة الفرد كما يريد، إلا أنّ هذه المخاوف ينبغي إزالتها من العقل واستبدالها بالتفاؤل والأمل، أما تدوين اليوميات فهو أمر مُخيّر فيه الشخص، فإذا أراد تدوينها وطباعتها لاحتوائها على تجارب قيّمة أدبية وثقافية أو اجتماعية فلا بأس، فتدوين الأمور الإيجابية هو الأفضل للفرد العادي سواءً كانت مواقف جيدة أو أشخاص ملهمون أم كتب مثرية أو مواد سينمائية ذات قيمة».
ويُضيف: «الجانب السلبي في هذه العملية يقتصر فقط ما إذا كانت بعض الأمور التي يراها الشخص من وجهة نظره إيجابية، ويراها المجتمع خارجة عن العادات والتقاليد البالية، فيقع اللوم على هذا الشخص، لذلك يُفضل كتابة تلك الأمور والاحتفاظ بها بعيداً عن الأعين أو التخلص منها».