اضطراب ثنائي القطب، كان يُعرف في الماضي بالذهان الهوسي الاكتئابي. واضطراب ثنائي القطب هو مرض عقلي مزمن من عائلة اضطرابات المزاج. وتصنّف منظمة الصحة العالمية اضطراب ثنائي القطب، على أنه سادس أكبر إعاقة في العالم. ومتوسط العمر المتوقع للأشخاص الذين يعانون اضطراب ثنائي القطب أقل بعشر سنوات من السكان بشكل عام، وخصوصًا بسبب كثرة محاولات الانتحار من جانبهم.
تعرّفي في الآتي إلى ماهية اضطراب ثنائي القطب:
يمتاز اضطراب ثنائي القطب بفترات متبادلة من السعادة المفرطة (فترة الهوس) وأخرى من اكتئاب المزاج (فترة الاكتئاب).
وتصيب اضطرابات ثنائي القطب ما بين 1 إلى 2.5 في المئة من السكان، ويظهر في الغالب في ما بين 15 إلى 25 عامًا ويستمر مدى الحياة.
اضطراب ثنائي القطب يصيب الرجال والنساء على حد سواء
اضطراب ثنائي القطب مرض يحدُّ من قدرات الشخص ويؤثر على الحياة اليومية، ولكن يمكن السيطرة عليه.
ويتجلى هذا الاضطراب بفقدان السيطرة التامّة على السلوك، والحديث والنزوات واستحالة السيطرة على الانفعالات.
قد يؤدي اضطراب ثنائي القطب إلى اضطرابات القلق ويعاني المرضى بهما الاضطرابات المعرفية واضطرابات النوم.
غالبًا ما يتم الخلط بين اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب، وهذا يعمل على تأخير التشخيص على حساب مصلحة المريض. ووفقًا لمؤسسة FondaMental فإنّ الأمر يستغرق حوالى 10 سنوات بين التعرض للنوبة الأولى من المرض وتطبيق العلاج الملائم.
ولا توجد طرق للوقاية من مرض ثنائي القطب، ولا يمكن تشخيص المرض إلّا مع ظهور الأعراض.
فما هي الأعراض؟
يتميز اضطراب ثنائي القطب بفترات متبادلة بين نوبات الهوس وبين نوبات الاكتئاب.
ونوبات الاكتئاب و/ أو الهوس، تأتي متتابعة بعد فترات الشفاء، ويُعتبر هذان الشكلان من النوبات التعبيريْن الأكثر تطرفًا وتناقضًا للمرض نفسه.
نوبات الهوس
وتغطي هذه النوبة فترة محدودة يكون المزاج خلالها عاليًا ومستمرًا بطريقة غير طبيعية (قد تساوي الفترة أسبوعًا واحدًا أو أكثر).
• وخلال نوبة الهوس قد يصبح المريض مفرط النشاط، ومبتهجًا، وسريع الانفعال، ويضع العديد من الخطط والمشاريع ويفقد جميع الموانع والمثبّطات، وينفق بطريقة متهورة ويفقد موضوعيته.
• يكون المريض متفائلًا في جميع الحالات والمواقف، ولديه زيادة في تقدير الذات تصل به إلى حد التفكير بأفكار جنون العظمة.
• ويرى الشخص نفسه كفرد استثنائي قادر على إعطاء رأيه في المواضيع المعقدة، من دون أن تكون لديه المهارة والمعرفة بها، أو يبدأ بمشاريع عظيمة: يبدأ عملًا، أو يكتب روايةً أو يشجع اختراعًا غير واقعي... أو غير ذلك.
• وعلى الصعيد المهني، يؤدي فرط النشاط إلى إرهاق في العمل وتطوير مشاريع غير مناسبة، قد تؤدي إلى الإفلاس غالبًا، أو رفع دعاوى قانونية ضد الشخص أو اتهامه بالاحتيال.
• وقد يعاني المريض أيضًا فرط الحواس، أي بعبارة أخرى تكون حواسه أكثر حدّة تجاه الألوان والروائح والمذاق والمشاعر.
• يتواصل المريض بشكل مختلف عن المعتاد: فهو يتحدث كثيرًا ويدعو الغرباء، ويكون سريع الحركة والحديث. ويتلاعب بالكلمات كثيرًا ويبدو حديثه غير مترابط على الإطلاق.
• يظهر المريض مشتتًا أي بعبارة أخرى يلتقط جميع المعلومات الخارجية ويدمجها في سياق حديثه من دون منطق. وتوجد هنا حالة من التحرر من القيود في جميع نواحي الحياة المهنية والجنسية والاجتماعية.
نوبات الاكتئاب
وتتميز هذه النوبات بانخفاض حادّ في المزاج والطاقة والنشاط:
• يكون الشخص تعيسًا وبطيئًا ولا يستمتع بأيّ شيء، ويعاني صعوبات جمّة في القيام بأنشطته اليومية الاعتيادية.
• ويواجه صعوبة في التركيز واتخاذ القرارات وينسحب اجتماعيًّا.
• ويشعر بعدم قيمته، وقد تنتابه الأفكار الانتحارية.
• وخلال نوبات الهوس والاكتئاب يعاني المريض إضطرابات شديدة في النوم.
واضطرابات المزاج هذه تظهر من دون أيّ سبب واضح، وقد تكون نتيجة رد فعل لعامل محفز، مثل حدث خطير في الحياة على الصعيد الشخصي أو المهني، سلبي أو إيجابي (مثل الانفصال، أو الترقية المهنية، أو الحزن، أو الانتقال، أو فقدان الوظيفة أو غير ذلك).
وبين الفترات التي تتخلل هذه النوبات قد يستعيد حالته الجسدية المستقرة. وقد تكون هذه النوبات مترابطة بطرق مختلفة، وقد تتفاوت كذلك شدّة نوبات الهوس أو الاكتئاب.