لا يوجد في حياة المتميزين شيء اسمه المستحيل، ولا يمكن لقسوة المرض أو العجز أن تحد من قوة عزيمتهم، تماماً مثل الطفلة «المعجزة» «هارموني روز ألين»، التي قضى المرض على أطرافها وحرمها من الذراعين والساقين، ومع ذلك وفي عمر الخامسة فقط، تبذل جهوداً لـ ممارسة الجمباز، لتستطيع وفي ظرف ثلاثة أشهر، أن تمارس هذه الرياضة الرشيقة والدقيقة بمهارة عالية.
مرض السحايا لم يسرق حلمها
تبدو قصة الطفلة «هارموني روز ألين» التي تبلغ من العمر 5 سنوات فقط للوهلة الأولى، جد حزينة؛ لأنها فقدت ذراعيها وساقيها بسبب مرض التهاب السحايا الذي كان لعنة في عمر 11 شهراً، وبدأت السير على الساق الاصطناعية في سن الثالثة، ولأنها طفلة غير عادية اقتحمت عالم الجمباز لممارسة هوايتها المفضلة المتمثلة في «الجمباز» بدون أطرافها الاصطناعية الأربعة، والمدهش أنها تجلس على الترامبولين وتحضر دروساً أسبوعية، حيث تتعامل مع كل حركة جديدة بتركيز وتصميم حازم، وفوق ذلك لديها القدرة على أداء جيد يلفت انتباه كل من يشاهد تدريباتها أو عروضها.
قدرة جبارة ومصدر إلهام
أما بخصوص بداية هذه الطفلة الموهوبة وسر اختيارها هذه الرياضة بالذات، كشفت والدتها «فريا هول» التي تبلغ من العمر 25عاماً، أن ابنتها على الرغم من صغر سنها وإعاقتها إلا أنها هي من اختارت هذه الرياضة بالتحديد، وتحت إلحاحها لبت لها رغبتها لكن بحذر، حيث لم تكن متأكدة بأنها قادرة على الانسجام والتطور في مثل هذه الرياضة التي تحتاج إلى قدرة جسدية كبيرة على التوازن، غير أنها عندما توجهت إلى نادٍ متخصص، كانت في البداية متوترة لكن لم تقض وقتاً طويلاً حتى انسجمت بسرعة وتفاعلت مع الجمباز وصرحت والدتها قائلة: «.. يساعدها المدربون لتجد طريقتها الخاصة في القيام بالأشياء، ففي البداية كانت متعلقة بنا كثيراً أثناء وجودها في صالة الألعاب الرياضية، لأنه كان من الصعب عليها أن تتجاوب مع أصدقائها ولكنها صنعت الكثير من الأصدقاء بعد ذلك وهي تستمتع بذلك حقاً.. ».
وتعتقد والدة هذه الرياضية الصغيرة أنه بإمكان ابنتها فعل أي شيء ترسمه في ذهنها، حتى بوجود حواجز تجعل المهمة أصعب، علماً أنه بعد ترددها على صالة الجمباز لمدة 3 أشهر، حققت تقدماً مذهلاً أدهش مدربها كثيراً، وصارت «هارموني» بفضل براعتها مصدر إلهام للكثيرين خاصة ممن هم في فصلها.