يؤكد خبراء في التربية أن الطفل بعد السنتين يكون قادراً على تقبل الخضوع للنظام السائد في المنزل والتأقلم مع سائر العادات والتقاليد بحيث يتعامل بأسلوب مهذب مع الآخرين، مع إدراك لحدود الحرية والأمان والخطر، مما يؤثر على سلوكياته وتعاملاته مستقبلاً. الدكتور «إبراهيم شكري» استشاري طب الأطفال يوضح ذلك في نقاط مبسطة.
قواعد يلتزم بها الأهل في تربية طفلهم
- عدم وجود قواعد للتربية بالمنزل تدفع الطفل إلى اللجوء إلى نوبات الغضب المتكرر كأسلوب للضغط على أهله، مع ميل للتشاجر وبعثرة الأثاث والقذف بالأشياء، وسوء سلوك بصورة لافتة.
- لا بد للطفل أن يتعلم كلمة «لا» ليدرك أنه ليس باستطاعته تحقيق جميع رغباته بالطرق التي يود أن يسلكها، وحتى يعرف كيف يحترم رغبات الآخرين وحقوقهم، وينشأ على الطاعة لا العصيان.
- أن تتسم تربية الطفل بالحزم مع الوداعة والطيبة، الجدية، المنطقية والثبات، مما يُعمق شعور الطفل بأهمية الطاعة والأمان والحب، فيكون له أعظم الأثر على نضوجه العاطفي واحترامه للنظم السائدة، وبالتالي تبنى شخصيته على الانتظام الذاتي.
أهمية النظام
افتقار الطفل إلى النظام يلحق به أضراراً بالغة، ويؤدي إلى إفساده وميله إلى العدوانية وعدم القدرة على تقبل أي رفض إزاء رغباته الجامحة، وذلك عكس ما يعتقد البعض بأن تدريب الطفل المستمر ومحاصرته بنظام محدد يؤدي إلى إحباطه وإتعاسه.
سمات هذا النظام
- على النظام المتبع ألا يكون منفراً للطفل، أو مظهرياً استعراضياً يلجأ إليه الأهل دون مبالاة بالجوهر، لكي يثبتوا للآخرين حسن تربيتهم.
- قواعد التربية لا بد أن تكون نابعة من اقتناع راسخ وإدراك عميق لمرحلة عمر الطفل، وما يتبعها من تطور سلوكي في شخصيته، حتى يسهل التطبيق دون معاناة كبيرة.
- لا للإسراف في تضييق الخناق على حركة الطفل بدعوة النظام، مما يؤدي إلى كبته وعدم إحساسه بالأمان، وإن أبدى طاعة زائفة في بادئ الأمر، سرعان ما تذهب.
- القواعد لا بد أن تكون قليلة، وأن يفهم الطفل الغرض منها، قدر الإمكان، وأن تقام على الحب الغامر الذي يدفع الطفل لقبول التعلم والاستجابة بصورة أسرع، عكس المغالاة في فرض النظام، ما قد يؤدي إلى اتباع عكسه.
كيف يكون العقاب؟
- على الأهل أن يتحلوا بالحكمة والصبر والمثابرة، وألا يسارعوا إلى العقاب ريثما يعتاد الطفل على التقبل، وفهم لماذا يعاقب، حتى لا يكرر الخطأ.
- لا بد أن تقام قواعد التربية على الحب والحنان والتشجيع والتقدير، حتى يكتسب الطفل القدرة على الاستجابة، وأن تؤتي ثمارها في مراحل العمر المختلفة، فينشأ محباً للنظام، مقبلاً عليه.
- عكس الطفل الذي يتبع النظام خوفاً من قسوة العقاب، فإن جنحت به الغرائز فسوف يتنصل تماماً من كل أنواع النظام في الوقت الذي لا يقع فيه تحت طائلة العقاب.
- لا بد من تفهم الأهل لدوافع الطفل في التمادي في الخطأ قبل اللجوء إلى العقاب، وأخطر ما يؤذي الطفل أن يعاقب دون أن يدري لماذا عوقب! ذلك من شأنه أن يمزق شخصيته ويعرضه للإحساس بالخوف والاضطهاد.
- على الوالدين مراعاة عدم تهديد الطفل بالعقاب المتكرر طالما ليست لديهم النية الحقيقية لتنفيذه، مما يؤدي إلى استهانة الطفل بالعقاب وتماديه في الخطأ.