طبيبة الأسنان السعودية، أروى السيد، تجعل من الأسنان وبريقها بوابة عبور لها نحو الشهرة والتكريم والاحتفاء، وذلك بعد أن طورت خلال مسيرتها العملية أبحاثاً مهمة في مجال الأسنان واللثة، ولتحقيق هدفها؛ لم تكتف بالجانب الطبي في أبحاثها؛ بل اشتغلت أيضاً على الجانب النفسي والاجتماعي لبعض الفتيات السعوديات اللاتي شكلت أسنانهن عائقاً أمام انخراطهن في المجتمع، وأعطتهن الأمل بإمكانية مواصلة حياتهن بطريقة صحيحة، والتواصل مع مجتمعهن.
تخصص بالصدفة
لم تخطط د.أروى السيد للالتحاق بكلية الطب، على الرغم من حصولها في الثانوية العامة على معدل 99%؛ بل فكرت بدراسة إدارة الأعمال! وهنا نصحتها شقيقتها بدراسة طب الأسنان؛ حتى تتفرغ لبيتها؛ لأن هذا العمل لا يقتضي مناوبات ليلية، ومع مرور الوقت؛ استمتعت د.أروى السيد بهذا التخصص، الذي يحتاج إلى حس فني عالٍ، سواء في عمل الحشوات، أو عند إجراء جراحة تجميلية للثة.
نجاح امرأة
سافرت السيد إلى كندا وبريطانيا وأميركا لاستكمال دراستها، وأمضت تسع سنوات بين العمل والغربة الصعبة، لكنها كانت تنسى هذه المصاعب عندما تلمس نجاحها كامرأة عربية سعودية مسلمة ومحجبة، وعندما عادت إلى السعودية؛ حملت العديد من الألقاب؛ فهي استشارية جراحة اللثة وزراعة الأسنان، ورئيسة برنامج الزمالة السعودية لزراعة الأسنان بمستشفى القوات المسلحة بالرياض، كما حازت على بكالوريوس طب وجراحة الأسنان من جامعة الملك سعود، ودبلوم علاج وجراحة اللثة من جامعة DALHOUSIE بكندا. حصلت على دكتوراه في علم الجينات من جامعة EASTMAN بلندن، أيضاً حائزة على ماجستير زراعة الأسنان من جامعة Toronto بكندا، وآخر في جراحة اللثة من جامعة EASTMAN بلندن.
الزوج الرئيس
تؤكد د.أروى السيد في كل تصريحاتها الصحفية؛ أنها ما كانت لتحقق هذا النجاج لولا دعم زوجها الذي يرأسها أيضاً في العمل، وهنا تكمن المفارقة، حيث عادة ما تدب الخلافات بين الأزواج إذا كانوا زملاء عمل، لكن شكلت د.أروى وزوجها نموذجاً مثالياً للتعاون في المنزل والعمل، وهي تقضي وقتها بين المستشفى والعيادة، وتدريس الطلاب في الجامعة، وإجراء الأبحاث دون ملل أو تعب، لكنها تواظب على ممارسة هواياتها، مثل: الرياضة والرسم والطبخ، والغريب في الأمر أنها حاصلة على دبلوم في تصميم الديكور المنزلي، مما ساعدها في وضع لمساتها الخاصة على بيتها.
وسام الملك
من طفلة مدللة في عائلتها، وطالبة متفوقة في دراستها مدعومة بحب وتشجيع والديها ثم زوجها، إلى طبيبة متميزة، حصلت د.أروى السيد على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأتى هذا التكريم على خلفية إنجازها بحثاً يتعلق بمعاناة مرضى زراعة الكلى الذين كانوا يُعطون علاجاً لقبول الكلى المزروعة؛ فيتعرضون لتشويه في شكل اللثة، مع نزيف دائم وانبعاث روائح كريهة من الفم، وصعوبة في مضغ الطعام، في حين لا يعاني بعض مرضى الكلى من هذه الأعراض، فاستنتجت د.أروى أن هناك استطاعة؛ للتعرف على المرضى الذين من الممكن أن تحدث لهم تورمات لثوية قبل البدء بإعطائهم العلاج، عن طريق فحص جين مستقبل هرمون الأندروجين، وقياس أطوال متكررات القواعد النووية.
استغرق العمل على هذا البحث ست سنوات؛ أجرت خلالها د.أروى اخبتارات على 1200 مريض سعودي؛ فحققت نجاحاً باهراً؛ قضى على انتفاخات اللثة، التي قد يعاني منها مرضى زراعة الكلى.
إنجاز وراءه تكريم واحتفاء.. هذا هو حال د.أروى السيد اليوم، بعد أن طورت أبحاثها العلمية في خدمة أبناء وطنها والمرضى في كل العالم.