على الرغم من أن حادثاً مروعاً سرقها من بيننا، قبل 22 عاماً، وتحديداً بتاريخ 31 آب/أغسطس 1997، إلا أن الأميرة ديانا، أميرة ويلز في المملكة المتحدة، لا تزال تعيش في قلوب الملايين حول العالم. الأميرة الحسناء التي كانت تمتلك قلباً واسعاً مُحباً للخير، والتي تخلل حياتها الكثير من الأحداث الدرامية، تماماً كما كانت لحظاتها الأخيرة. وفي مثل هذا اليوم من كل عام، يشعل الكثيرون الشموع حداداً على ذكرى وفاة الأميرة ديانا.
اللحظات الأخيرة من حياة الأميرة ديانا
كان ذلك بعد منتصف الليل من يوم 31 آب/أغسطس 1997، عندما كانت الأميرة ديانا برفقة صديقها الملياردير المصري «دودي الفايد» في العاصمة الفرنسية باريس. وفي يوم الحادثة المشؤوم، حاول سائق الفايد أن يهرب من عدسات المصورين التي كانت تلاحقهما أينما ذهبا، وحينها كانا متوجهيْن لتناول العشاء في فندق الـ«ريتز».
حاول السائق القيام بمناورات عديدة حتى يهرب من المصورين، وقاد بسرعة كبيرة وصلت حتى 100 كيلومتر/ساعة، لكنه فقد السيطرة على السيارة تماماً لسبب غير معروف عند وصوله إلى نفق «بونت دي ألما» في باريس، واصطدم بأحد الأعمدة داخل النفق، ووقع الحادث المروع التاريخي الذي شغل كل العالم حينها. ولقي دودي الفايد مصرعه في هذه الحادثة. وفشلت كل الجهود التي بُذلت لإنقاذ حياة الأميرة ديانا حينها، ورحلت عنّا بعد ساعات قليلة في المستشفى، ليكون خبر وفاتها صدمة رمت الحزن في قلوب الملايين.
الحزن في شوارع المملكة المتحدة
فور انتشار خبر وفاة الأميرة ديانا، ملأ الحزن جميع بيوت المملكة المتحدة، وكانت شوارعها هادئة لا حياة فيها كما هي العادة. وانتشر حتى وصل مختلف دول العالم، التي لم تشهد مثل هذا الألم لخبر رحيل أي شخص قبل الأميرة الخجولة. وفي يوم جنازتها، حضر ما يزيد على الـ 2.5 مليار شخص من العالم كله؛ ليقدموا التعازي والمواساة للبريطانيين.
حياة الأميرة ديانا قبل الحادثة
ديانا فرانسيس سبنسر، من عائلة سبنسر الإنجليزية العريقة، التي نالت منذ عقود طويلة لقب «الشرفاء»، وُلدت بتاريخ 1 يوليو/ تموز من العام 1961، وعاشت في بارك هاوس بالقرب من مقاطعة ساندرينغهام، وتلقت تعليمها بين إنجلترا وسويسرا. وحصلت على لقب «ليدي» بعد أن ورث والدها لقب «إيرل سبنسر» في العام 1975.
زواجها الملكي من الأمير تشارلز
في تشرين الثاني/نوفمبر 1977، تعرفت الليدي ديانا على أمير ويلز، الأمير تشارلز، على الرغم من أنه كان في بداية ارتباطه مع الليدي سارة، شقيقتها الكبرى. لكن العلاقة بينهما أخذت منحى مختلفاً ووثيقاً صيف العام 1980؛ عندما التقيا في إحدى العطلات الريفية. واستمرت علاقتهما بالتطور أكثر حتى تاريخ 6 شباط/فبراير من العام 1981، عندما طلب الأمير تشارلز يد الليدي ديانا للزواج، ووافقت حينها على الفور. وفي يوم 24 من الشهر نفسه، أُعلن عن الخطوبة بشكل رسمي.
وبخروج عن التقاليد، كانت الأميرة ديانا أول أميرة بتاريخ المملكة المتحدة، تختار خاتم خطوبتها بنفسها، حيث كان الخاتم من الياقوت البيضاوي عيار 12 قيراطاً، المحاط بـ 14 حبة من الألماس. وفي تاريخ 29 أيلول/سبتمبر من العام نفسه، أصبحت ديانا رسمياً «أميرة ويلز»، وثالث أعلى النساء مرتبة في المملكة المتحدة، عندما تزوجت الأمير تشارلز في كاتدرائية القديس باولس. وتابع الزفاف الملكي حينها، أكثر من 750 مليون شخص عبر التلفاز.
استمر الزواج الملكي لـ 15عاماً، أنجبت الأميرة ديانا خلالها طفلين من الأمير تشارلز، هما الأمير ويليام والأمير هنري المعروف بـ«هاري». ولكن ضربت الكثير من المشاكل العائلة الملكية، الأمر الذي أدى إلى طلاق أميري ويلز في العام 1996 -أي قبل عام واحد فقط من وفاتها بحادث السير الشهير- لكنهما على الرغم من الطلاق، استمرا في تنفيذ واجباتهما الملكيّة، وتشاركا في تربية طفليهما.
الأميرة ديانا أميرة الخير
اشتهرت الأميرة ديانا، على الرغم من أحداث حياتها الدرامية، بالقيام بالأعمال الخيرية على نطاق عالمي واسع. واهتمت ديانا بدول العالم الفقيرة، وقادت الكثير من الحملات التي دعت من خلالها بالاهتمام بالجانب الصحي والوقاية من الأمراض المزمنة لهذه الشعوب، كما أنها كانت محاربة شرسة ورافضة لكل الحروب واستخدام الأسلحة في أي مكان. وقادت حملات أخرى لحماية ورعاية الحيوانات والحفاظ عليها. والكثير من الأعمال الخيرية، التي لا يزال صداها مستمراً حتى يومنا الحاضر.