عام 2018 نشرت الأكاديمية الأميركية للعلوم تقريرًا بعد تحليل 800 دراسة تمَّ نشرها في الكتب والمجلات العلمية، حول السيجارة الإلكترونية. تمَّ التوصل إلى استنتاجات عديدة مع تأكيدات جديدة.
والأمر المؤكد هو أنّ "القسم الأكبر من منتجات السيجارة الإلكترونية يحتوي على، وينبعث منها عدد من المواد التي من المحتمل أن تكون سامة". وبوضوح تام: لا، ليس كما يؤكد بعض البائعين على الإطلاق بأنها فقط "بخار الماء".
ومن المعروف من دراسات أخرى وتجارب أُجريت تحت ظروف أخرى، وعلى أنواع أخرى من المنتجات، أنّ بعض المواد قد تكون سامّة للجسم أحيانًا. ومن الواضح أننا نعرف أنّ هناك خطرًا ما، ولكنّ ذلك لا يعني بالضرورة أنّ هناك خطرًا بالفعل، ولا نعرف مدى وطبيعة هذا الخطر.
أضرار السيجارة الإلكترونية: الفرضية
في نهاية شهر تموز/يوليو الفائت، كان هناك الكثير من الحديث حول تقرير منظمة الصحة العالمية حول التدخين والتبغ ، وخصص التقرير صفحتين من التقرير المكوّن من 200 صفحة، للحديث عن السيجارة الإلكترونية. وجاء في التقرير أنّ السيجارة الإلكترونية "مضرة بما لا يدع مجالًا للشك". غير أنّ هذا التقرير جعل العديد من العلماء يقفزون، لأَّنّ الأمور أعقد أكثر قليلًا من ذلك. ويحدد تقرير الأكاديمية الأمريكية للعلوم، أنّ هناك شكوكًا عدة بشأن تأثير السيجارة الإلكترونية على الصحة، غير أنه لا توجد أيّ دراسة أثبتت ما إذا كان مستوى التعرّض إلى المواد التي تحتويها سيكون مرتفعًا بشكل كافٍ، ليكون تأثيرها خطرًا على الجسم البشري.
يأتي هذا علاوة على التأثير السلبي للنيكوتين، والذي يبدو أنّ الدراسات تتراكم حوله. وإذا قال التقرير في عام 2008 إنه لم يجد دليلًا كافيًا ليقول إنّ السيجارة الإلكترونية قد تسبب مشاكل في القلب، إلا أنّ الأمور تتغير بسرعة الآن وفقًا للباحثين.
وحديثًا سلطت الدراسات والتحليلات التلوية الضوء على تأثير النيكوتين في السوائل، على نظام القلب والأوعية الدموية.
ضارّة مثل تدخين التبغ !؟
في المقابل، فإنَّ من المبالغ فيه القول إنّ السيجارة الإلكترونية ضارّة تمامًا مثل تدخين التبغ. فمن الناحية الأولى وكما ذُكر أعلاه ما زال ينبغي بعد إثبات أخطار ومخاطر السيجارة الإلكترونية، وثانيًا لأنَّ العديد من الدراسات قارنت بين التبغ وهو المعروف جيدًا، وبين الأبخرة في السيجارة الإلكترونية. وبناءً عليه، فإنَّ تقرير أكاديمية العلوم يفيد بأنه إذا استبدل المدخن التبغ كليًّا بالسيجارة الإلكتروينة، فإنه يقلل بذلك خطر التعرض إلى "العديد من المنتجات السامة والمسرطنة الموجودة في السيجارة التي تحتوي على التبغ القابل للاحتراق". هنا أيضًا يوجد دليل "حاسم".
كما يوجد أيضًا دليل جوهري (مهم ومتعدد ولكن ليس مؤكدًا بعد) على أنّ السيجارة الإلكترونية تعرّض المدخن إلى مواد سامة أقل من تدخين التبغ، في ما عدا النيكوتين كما هو واضح. وإذا كان يبدو أنّ السيجارة الإلكترونية تسبب أيضًا الإجهاد التأكسدي (والذي يؤدي بشكل رئيسي إلى الشيخوخة بشكل أسرع)، فإنّ التأثير مرة أخرى "سيكون أقل بشكل عام" مقارنة بالتبغ.
وأخيرًا هناك دليل جوهري على أنّ الانتقال من تدخين التبغ إلى السيجارة الإلكترونية، يقلل الآثار السلبية قصيرة المدى لتدخين التبغ على بعض أعضاء الجسم. كما أنّ هناك دليلًا ولكن محدود، على أنّ المدخنين الذين يعانون الربو، لمسوا انخفاض مشاكل الجهاز التنفسي لديهم، إذا تحولوا إلى السيجارة الإلكترونية كليًّا.
وليس من المستحيل أن نكتشف في المستقبل التأثير غير المرئي للسيجارة الإلكترونية. ولكن يجب التوصل بشكل جدي للغاية إلى مستوى غير ضار للتبغ، والذي يُعتبر السبب الأول للإصابة بالسرطان.
السيجارة الإلكترونية لا تساعد على وقف التدخين
إنّ المعطيات ما تزال مرة أخرى حديثة، ولكن أثبتت دراسات أخيرة أنّ استخدام السيجارة الإلكترونية في تزايد مستمر، كأدة بديلة عن تدخين التبغ، ويبدو أنها في كثير من الحالات فعّالة مثل الحلول الأخرى للتوقف عن التدخين.