تصدرت المصورة السعودية منال الضويان قائمة النساء الـ 100 الأكثر تأثيراً عام 2019 التي أصدرتها وكالة "بي بي سي" الإعلامية البريطانية، وكان السبب في ضمِّها إلى القائمة، كما أشارت "بي بي سي" وقتها، أنها برعت في أرشفة كثيرٍ من أعمال المرأة السعودية على مدى عقود طويلة.
وتعد الضويان ضمن عددٍ قليل من الفنانات العربيات اللاتي تُعرض أعمالهن في المتحف البريطاني، ومتحف جوانججو في كوريا الجنوبية، ومتحف لويزيانا للفن الحديث في الدنمارك، ومتحف فيكتوريا وألبرت في المملكة المتحدة، ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس، كما أن أعمالها الفنية جزءٌ من المجموعة العامة في المتحف البريطاني، وتُعرض في مؤسسة دلفينا بلندن، وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة.
البراعة في استخدام الرمز
لدى الضويان رؤية خاصة للفن، وهذا أحد أسرار تميزها عالمياً، إذ برعت في استخدام الرمز البسيط في التعبير عن القضايا الكبرى، وغالباً ما تلجأ إلى الأعمال الفنية ثلاثية الأبعاد لتعبِّر عن فكرتها بشكل واضح ومباشر وقادر على إحداث التأثير المطلوب.
ولا تكتفي المصورة السعودية في أعمالها بفن واحد فقط، بل تمزج بين مجموعة من الفنون، حيث تستخدم التصوير الفوتوغرافي، والنحت، والفيديو، والصوت، والنيون والأعمال التركيبية.
خلال مسيرتها، قامت الضويان بسلسلة أعمالٍ توثيقية، دلَّت على حسها المرهف في التقاط التفاصيل، والتعبير عن أفكارها، منها مشروع بعنوان "إذا نسيتك فلا تنساني"، وثقت خلاله "رجال ونساء النفط" في المملكة العربية السعودية، إضافة إلى مشروع بعنوان "صدمة"، كشفت فيه عن تأثير وسائل الإعلام على الهوية. أيضاً سلطت الضوء على حوادث السيارات التي تخطف أروح المعلمين والمعلمات في كافة ربوع المملكة العربية السعودية.
وقد نجحت مشاريعها في ترسيخ قدرة الفن على معالجة الظلم الاجتماعي الواقع على المرأة، ومن الأعمال التي تدور في هذا الفلك "شجرة الأوصياء"، و"معلقين سوياً".
البرمجة والفن
وُلِدت الضويان في المنطقة الشرقية، وحصلت على شهادة البكالوريوس في علوم الحاسوب، وعملت مبرمجة نظمٍ معلوماتية، وأكملت دراستها العليا حتى حصلت على درجة الماجستير في "تحليل النظم وتصميمها" من بريطانيا، لكنَّ الفن كان حلماً، يراودها منذ طفولتها المبكرة، وبسبب عدم وجود كليات تدرِّس هذا الاختصاص في السعودية والخليج في الماضي، اضطرت إلى دراسة نظم المعلومات، وحينما سافرت إلى بريطانيا، درست الفن مع البرمجة، حيث خصصت نهارها للبرمجة، وفي المساء عكفت على دراسة الفن، وحضرت الكثير من الدورات المكثفة عن هذا التخصص في عديد من الجامعات البريطانية.
المعارض العالمية والجوائز
بدأت حياتها العملية بالعمل في شركة أرامكو، فعقب عودتها من بريطانيا، شغلت منصب مدير إبداعي في "أرامكو"، ومبرمجة نظمٍ معلوماتية، بحسب موقع ويكيبيديا، وظلت تعمل في الشركة لمدة عشرة أعوام، قبل أن تترك العمل فيها حتى تتفرغ للفن، وما شجعها على اتخاذ هذا القرار المصيري مشاركتها في عدد من المعارض العالمية، بدايةً بمعرض، أقيم في شمال إسبانيا.
وعرضت الضويان أعمالها في كلٍّ من: بينالي البندقية، وبينالي برلين، ومؤسسة دلفينا في لندن، وجاليري كوادرو فاين آرت في دبي، وجاليري تاون هاوس في القاهرة، كما شاركت في معرض جوانججو بكوريا الجنوبية، ومتحف لوزيانا للفن المعاصر في الدنمارك، ومتحف لوس أنجلوس، وعرضت أعمالها في "بروسبكت 3 نيو أورلينز" – بينالي، ومتحف "فيكتوريا وألبرت" في المملكة المتحدة.
حصلت على جائزة المرأة العربية السعودية عام 2014 عن فئة الفن، كما نالت منحة من جامعة "نيويورك أبوظبي" في العام نفسه، وتلقَّت دعوةً للعمل فنانةً مقيمة في أوائل 2015 من مؤسسة روبرت روشنبرج.