أظهرت دراسة أن الإنسان يحتاج إلى الإجازة بعد كل ستين يوماً (شهرين)؛ لتجنب الإرهاق في العمل.
وأجرى العلماء دراسة أثبتت أن 23% من المجموعة التي أجريت لها الدراسة، عانوا من مشاكل صحية نتيجة قلة الراحة.
كما أثبتت الدراسة أن الأشخاص الذين لم يأخذوا الإجازة خلال مدة طويلة لأسباب مختلفة، يُبدون عدوانية وامتعاضاً إزاء آخرين، وكثيراً ما يعانون من الأرق، كما أن مستوى المناعة لديهم أضعف بكثير من أولئك الذين يحصلون على إجازات دورية.
وغالباً ما يبرر أصحاب العمل والمدراء الذين يعملون دون راحة، ذلك بنقص الكوادر، وبأن دورهم لا غنى عنه في العمل، والنتيجة أن أولئك الذين يعملون باستمرار دون الراحة، يعملون أكثر من غيرهم.
تحتاج، كموظّف إلى فترة استراحةٍ من عملك، ووقت مستقطع من واجباتك المهنية وروتينك اليومي؛ خصوصاً عندما تعاني من إرهاقٍ وضغطٍ كبيرَين؛ فإذا اعتبرتَ أنك مشغولٌ جدّاً ولا وقت لديك لأخذ إجازة، كما يقول «إسماعيل فواز»، مدرب التنمية البشرية؛ فهذا يعني أكثر من أيّ وقتٍ آخر أنك فعلاً بحاجة إليها.
وبما أن تفانيك في عملك يجعلك غافلاً عما يحوّل وظيفتك لحملٍ ثقيلٍ؛ بدلاً من أن تشكّلَ مصدرَ رِزق وإلهام واستمتاع بالمجال المهني لك، من الضروري إبراز الأمور التي تحتّم عليك أخذ إجازة، وهي:
1- أصبحت وظيفتك عائقاً لاستمتاعك بمهنتك:
تجد أن عملك أصبح واجباً بذاته، ولم يعُد وسيلةً لتطوّر ثقافتك ومهاراتك، مع العلم أن مهنة الشخص تعبّر عن حبّه للمجال الذي يدخله، وتدل على مهارته في حقله؛ فإذا أصبحَتْ وظيفتك تشكل عائقاً لاستمتاعك بحياتك وتؤدي بك للشعور بالركود؛ بدلاً من الإلهام والإبداع، عليك بأخذ إجازة؛ مما يعيد هيكلة أولوياتك ويدفعك إلى ابتكار أفكار خلاقة جديدة، يمكنك استغلالها في عملك.
2- تفتقد الوقت
عندما يأخذ عملك الكثير من وقتك، تشعر أن الوقت يركض بسرعة ولا يمكنك التحكم به، وتصبح مُطالَباً بأكثر من 24 ساعة في اليوم الواحد، من هنا؛ فعليك أن تسأل نفسك: هل هناك وقتٌ كافٍ لإنهاء ما عليّ القيام به؟ وإذا كانت إجابتك بالنفي، تذكر أنك ستظلّ متأخّراً في واجباتك؛ مما يزيد من أرقك وقد يسبب لك الاكتئاب، وهل هناك من سببٍ مقنع أكثر من ذلك لأخذ إجازة؟
3- لا حياة اجتماعية لديك
من الضروري جدّاً أن تأخذ إجازة إذا شعرت أن لا حياة اجتماعية لديك؛ خصوصاً أن أكثر ما يندم عليه المسنون، هو انشغالهم الدائم في العمل، وابتعادهم عن عائلتهم وأقربائهم؛ فإذا لاحظتَ أنك تغيب عن نشاطات أولادك، ولا تحضر العديد من المناسبات العائلية الاحتفالية، ولم ترَ أصدقاءك لفترة مهمة؛ فأنت بأمسّ الحاجة لإجازة، والأفضل أن تكون إجازتُك برفقة عائلتك.
4- تتناول الطعام بسرعة، ونادراً على المائدة
الأمور الصغيرة من تفاصيل حياتك المهنية، هي أبرز الدلائل لحاجتك إلى الإجازة؛ فعندما تتناول الغداء أو العشاء بسرعة على مكتبك، بما أنك لا تملك الوقت حتى للتوجه إلى غرفة الطعام في العمل، أو إلى المائدة في المنزل، هذا دليلٌ على رضوخك لوظيفتك بدل تحكّمك بها وبوقتك؛ إذ لا يجوز أن تتناول طعامك يومياً أمام مكتبك في العمل أو المنزل، وأن يعتمد طعامك على الأكل السريع التحضير، تخلّ عن هذه العادة السيئة وتوجه في إجازة عمل، اليوم قبل الغد!
5- ترد على بريدك الإلكتروني عند توجهك للنوم وعند استيقاظك
يذكر تقرير الصحيفة نفسِها، أن عدم اقتصار ردّك على الرسائل الإلكترونية عبر بريدك الإلكتروني على فترة عملك؛ ليتعداها إلى الدقيقة الأولى منذ استيقاظك حتى عودتك إلى النوم في الليل، يعكس نمط حياة مُرهِقاً وغير صحي لسلامة الجهاز العصبي؛ فهكذا يستمر عملك على مدار الساعة: 24/7، ويستحوذ على تفكيرك وأولوياتك القصوى، «اهرب» من هذا الواقع وعالجه خلال إجازة!
6- تزيد من المماطلة
قد يماطل الموظف أحياناً في عمله؛ تعبيراً عن ملله من مهمّة معينة، أو شعوره بانعدام التحفيز، ولكنك تحتاج إلى إجازة بما أنك تمضي يومياتك في العمل متطلعاً إلى شاشة الحاسوب من دون أي إنجاز أو تقدّم في إنتاجيتك، وتضيّع من وقتك عبر تصفّح مواقع إلكترونية لا علاقة لها بعملك، وأيضاً بما أن الوقت الذي تتطلبه لإنهاء واجباتك أصبح مضاعفاً.
7- تغضب من أي شيء
بما أنك أصبحت تغضب من أي شيء، من دون أي تفسير أو سبب مقنع؛ فاحذر من هذا العامل الخطير المؤدي إلى حالة نفسية حرجة، يقع ضحيتها الشخص في عمله، ذاكراً أن الحل الأسرع والأسهل له هو ذهابه في إجازة لفترة 10 أيام.
8- لستَ في المنزل معظم الوقت
يأتي الناس لزيارتك فيما أنت لست في المنزل؛ لأنك دائم التواجد في العمل، أو أن وظيفتك جعلَتك تتأخر اليوم لمدة ساعة ونصف الساعة أكثر، يرتبط غيابك عن المنزل بالعمل دائماً، والمشكلة أنك لا تلاحظ ذلك، وتعتبر الأمر عادياً، وواجباً عليك إتمامه؛ حتى لو كان على حساب صحتك وعلاقاتك العائلية وراحتك؛ فغادر المنزل، لكن ليس إلى العمل؛ بل في إجازة.. لأنك تستحقها وفي أمسّ الحاجة إليها أيضاً!