رفيدة سحويل، فنانة فلسطينية شابة، استطاعت توظيف أشياء مادية لتعبر عن أحلام وطموحات وإرادة حياة، إنها لا تقف ولا تتجمد أمام الشكل الخارجي لعمود أصم؛ بل تأملته وأوجدت بينه وبين إخوته «من العمدان الخشبية الصماء»، علاقة وجدانية إنسانية؛ لتبلغ رسالتها للبشر، أن الحياة بسيطة، ولكنها بحاجة للحب والتفاهم.
بداية فنانة
تقول رفيدة سحويل، وهي معلمة رسم للأطفال في غزة، حيث تعالج معاناتهم النفسية بالتفريغ على الورق؛ مستخدمين صخب اللون، عن عشقها للألوان: اللون كان متعتي ولعبتي المفضلة منذ صغري، وشاركت في أول معرض فني بلوحاتي وأنا في السابعة عشرة من عمري.
كائن 86
كانت تجربة رفيدة في هذا المعرض، الذي حمل اسم «كائن86» تتحدث عن واقع إنساني عام، وفلسطيني خاص، فهناك أشياء كثيرة لا ندرك قيمتها، ونسخر من ضآلتها، ولكن لو فكرنا وأمعنا النظر لها؛ ندرك كم هي مفيدة وقيمة في حياتنا، وربما سخرنا من أناس بسطاء، ونحن لا ندرك أن هؤلاء الناس بينهم علاقة وجدانية أكثر من الناس الأثرياء واللامعين، هذا بالضبط ما أرادت أن تقوله رفيدة حين أقامت معرضها «كائن 86»؛ لأن أعمدة الكهرباء التي تملأ الشوارع، نمر عليها مرور الكرام، ولكنها تمدنا بالحياة إلى بيوتنا، وهناك علاقة تربط بين كل عمود وآخر؛ اكتشفتها رفيدة، وكأنها عائلة كاملة تقوم بمهمتها في صمت.
يمكن الإصلاح
قدمت رفيدة في معرضها الأخير«بأي اتجاه»، حيث تعاملت مع بعض الخامات التي نرميها في «القمامة» بطريقة مبدعة لكي تقول لنا أن ما انكسر يمكن إصلاحه؛ فليس كل شيء مصيره المهملات، خاصة في أوضاع صعبة تمر بها غزة، وتمر بها بعض الشعوب العربية.
ولأن الحاجة أم الاختراع؛ استطاعت رفيدة من خلال تصميماتها أن تستغل خامات موجودة في الطبيعة وإعادة استخدامها، وكأنها تقول: إننا كبشر، بالإرادة نصنع المستحيل، فاستخدمت المعدن وغيره من الخامات في إنتاج هذه التحف التي قدمتها في المعرض، ولقيت إعجاب الجمهور.
هوايات أخرى
رفيدة سحويل لها تجارب صغيرة بفن الفيديو آرت، وحازت على الجائزة الأولى في مهرجان غزة الأول للفن التشكيلي المعاصر 2011، كما أن لها تجربة خاصة بفن الأعمال التركيبية، وأحيانا تتطفل على عالم فن الفوتوغراف، والذي يحتاج إلى قناص ماهر على حد تعبيرها لتقتنص لقطات جميلة.
رفيدة سحويل في سطور
• من مواليد غزة في العام 1987.
• حاصلة على بكالوريوس تصوير «فن تشكيلي» جامعة الأقصى بغزة.
• شاركت بأول معرض جماعي بعنوان «رتوش» بعمر لا يتجاوز 17 عاماً في جاليري الميناء بغزة، نظمه مركز غزة للثقافة والفنون.
• أقامت أول معرض شخصي عام 2011 بعنوان «كائن 86».
• شاركت فيما يزيد عن ثلاثين معرضاً جماعياً «محلياً، وطنياً، وعربياً».
• شاركت في فعاليات مهرجان غزة الأول للفن التشكيلي المعاصر2011 .
• شاركت في ملتقى كوكبة الفنانين التشكيليين العرب في جمهورية مصر العربية2012-05-14 شاركت في العديد من الورش والدورات في مجال الفن التشكيلي.
• شاركت في الكثير من الجداريات التصويرية والنحتية في مختلف القضايا الإنسانية والوطنية والسياسية والتراثية.
• حاصلة على العديد من شهادات الشكر والتقدير والدروع الفنية في مختلف فعاليات الفن التشكيلي.