سيّدة مجتمع، ناشطة، أم مثالية، وطبّاخة ماهرة... كلمات تختصر السيرة الذاتية لنسرين الخالدي بيضون، التي استقبلت «سيدتي» في دارها، وحاورتها حول عدّة جوانب مهمة ورئيسية في حياتها، دون إغفال دخولها المعترك السياسي؛ كونها زوجة الوزير السابق، محمد عبدالحميد بيضون.
المرأة والمجتمع
* هل تعتقدين بأن المرأة أثبتت جدارتها في مجال المجتمع؟
- أثبتت المرأة اللبنانية بشكل خاص، والعربية بشكل عام؛ كفاءة عالية، ونجاحاً كبيراً على مرّ العصور؛ فهي الطبيبة والمهندسة والمعلّمة والنائبة في البرلمان، ومديرة مصرف، ورئيسة جمعية... وفي الوقت نفسه أم مثالية؛ تسعى إلى التوفيق بين عملها في المنزل، وتربيتها لأولادها، ومهامها خارج المنزل.
* هل كان ما حققته المرأة؛ بسبب دعم الرجل لها، أم بدافع شخصي منها؛ كي تتطوّر وتحقق إنجازات منوّعة؟
- حاربت المرأة كثيراً من أجل نيل حقوقها، وقد وقف الرجل إلى جانبها، وساندها نوعاً ما.
ولكن العزيمة والإرادة القويتين اللتين تتمتـّع بهما المرأة؛ لعبا دوراً كبيراً وأساسياً بنيلها لحقوقها.
لا أخفي سراً إذا قلت بأن الرجل قد يدعم المرأة معنوياً أو مادياً، وأحياناً كثيرة قد لا يدعمها، ويمنعها من الخروج من المنزل، وهذه الحالة موجودة بوفرة داخل المجتمعات العربية.
* ألا تطمحين للدخول إلى المعترك السياسي، مع العلم أنكِ تملكين أسس الانطلاق في هذا المجال من خلال تجربة زوجكِ السياسية؟
- برأيي، لا يحبّذ الرجل أن تخوض المرأة المضمار السياسي، ويفضّل أن يبقى هذا الجانب حكراً عليه.
وعلى صعيدي الشخصي، أنا بعيدة تماماً عن السياسة وأمورها في لبنان، وناشطة اجتماعياً، وقريبة من الناس، وهذا ما يهمني.
* برأيكِ، ما هي المقوّمات الأساسية لنجاح السيّدة في المجتمع؟ وما هي المعوقات التي قد تقف في وجهها؟
- لتنجح المرأة؛ يجب أن تكون على مسافة قريبة من الناس ومشاكلهم، وعلى اطّلاع دائم على احتياجاتهم، وإيجاد الحلول المناسبة والعلاجات؛ بالإضافة طبعاً إلى صدقها، ومحافظتها على طبيعتها في مجتمعها.
أما المعوقات التي قد تقف في طريقها؛ فهي عدم احترام الرجل لطموحها وطاقتها، ومنعها من تعاطيها لأي عمل خارج المنزل، مهما كان نوعه.
* كونكِ سيّدة مجتمع؛ ما هو بنظركِ العمل المنتج، ولماذا؟
- العمل المنتج برأيي، هو الدور الذي تقوم به الجمعيات الأهلية داخل المجتمع، في ظلّ غياب واضح وكبير للدولة، وهنا لا أستثني أبداً جمعية فعّالة، مهما كان نشاطها وهدفها الإنساني؛ خاصة وأنني أقدّر كثيراً هذا النوع من العطاء؛ لأنه يبقى راسخاً رغم مرور الأيام والزمن.
* ما الذي يجمع بين كتابكِ الأول: «أكلات شغل البيت»، وبين نشاطكِ في المجتمع، وإداراتكِ لأمور المنزل؟
- عندما كان أولادي صغاراً؛ كنت أوليهم عناية خاصة، واهتماماً كبيراً، ولم أكن أمارس أي نشاطات خارج المنزل؛ لأنهم كانوا من أولوياتي، ولكن عندما كبروا؛ فكرت أن أقوم بعمل أحبّه؛ حتى أثبت لنفسي وللجميع بأن المرأة الناجحة تثبت ذاتها داخل وخارج منزلها، وراودتني فكرة هذا الكتاب من علاقتي الحميمة بمطبخي، الذي أعتبره الطعام اللذيذ، ومن إصراري على أن يتذوّق أولادي أشهى الأطباق، التي كثيراً ما يرتادون المطاعم طمعاً في الحصول عليها، غير أنني كنت أحرص على الجانب الصحي في كل نوع من أنواع المأكولات التي أعدّها في مطبخي؛ حفاظاً على صحة أولادي.
* من هي الفئة الاجتماعية التي قصدتها من هذا الكتاب؟
- قصدت في هذا الكتاب التركيز على الأطباق السهلة والسريعة؛ خصوصاً للزوجات العاملات؛ فقد عملت على توفير عامل السهولة في التحضير، مع مراعاة عامل السرعة، الذي يشكّل إرباكاً للأم العاملة.
* ما النصيحة التي توجّهينها لكل أم عاملة من خلال تجربتكِ في مجال الطبخ؟
- ضرورة انتقاء المواد الطازجة والجيدة، وأن تحبّ المطبخ والطبخ الذي يشكّل بالنسبة لكل سيدة فناً وذوقاً، تستطيع أن تحصل من خلاله على أطيب الأصناف في وقت قصير وبجهد قليل.
* من الذي شارككِ في اللمسات الفنية لهذا الكتاب؟
- لقد شاركني أولادي، إذ إنهم قاموا بكل ما يتطلّبه العمل الفني من تصوير وغيره؛ لإبراز هذه الأطباق وهي على مائدتي، من دون أن أستعين بمصوّر محترف، وذلك حرصاً مني على إضفاء الطابع الشخصي والعائلي لهذا العمل.
* ما أهم ما يحويه كتابك؟
- يحتوي الكتاب بالإضافة إلى معلومات ونصائح أساسية في ترتيب المائدة وللدعوات مع جدول للمقاييس والأوزان، وآخر لحرارة الفرن، مع كيفية استعمال المكاييل المتوفّرة في كل بيت.
* ما هي الدول العربية التي نجد فيها هذا الكتاب؟
- في عدد من البلدان العربية، منها: البحرين، الكويت، الأردن، السعودية، ودبي.
* ما هي هواياتك المفضّلة؟
- إلى جانب ممارستي للرياضة؛ أحب جداً المطالعة والاستماع إلى الموسيقى، والسفر.
* ما هو البلد المفضل لديكِ؟
- فرنسا.