بات سرطان الكبد من الأمراض الأكثر انتشاراً في العالم، إذ احتل المرتبة الثانية في قائمة السرطانات الأكثر شيوعاً وفتكاً، بعدما تسبب في عام 2005 بوفاة نحو 788 ألف شخص، بحسب "منظمة الصحة العالمية".
في البداية، لا بدّ من التوضيح أن هناك نوعين من سرطان الكبد:
الأول: عندما ينشأ السرطان في الكبد أولاً. هذا النوع تبرز أعراضه في مراحل مبكرة.
الثاني: عندما تمتد الخلايا السرطانية من عضو آخر في الجسم، وتصل إلى الكبد، فتظهر حينها أعراضه في مرحلة متقدّمة من انتشار المرض.
سبل الوقاية
من المهم التزام نمط غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام. فمعروف أن استهلاك الأطعمة المصنّعة وغير الصحية، وشرب الكحول بكثرة، يسببان سرطان الكبد.
فما هي الأعراض الرئيسة لسرطان الكبد؟
كأغلبية أنواع السرطان، تبقى أعراض سرطان الكبد في كثير من الحالات صامتة. إنما في بعض الحالات، خصوصاً عندما يكون المرض بلغ مراحل متقدّمة، تبدأ بعض الأعراض بالظهور.
تورّم في البطن: يشعر المريض عموماً بانتفاخ في البطن أو بظهور كتلة متحجّرة تحت القفص الصدري مباشرة، وهي كتلة لا تسبّب ألماً إلا في حالات نادرة. إنما، قد يتسبب سرطان الكبد تضخماً في منطقة قريبة من العمود الفقري، ما قد يسبب آلاماً حادة.
ألم في المنطقة اليمنى من البطن: فضلاً عن التورّم الحاصل، قد يشعر المريض أحياناً بألم أو بمجرّد انزعاج في المنطقة اليمنى من البطن، وتحديداً تحت القفص الصدري، حيث مركز الكبد.
ألم في الكتف اليمنى: ويعدّ من بين الأعراض "الغريبة" والمخادعة لسرطان الكبد. وينتج عن تهيّج الأعصاب المحيطة بمكان الإصابة، فيرسل الجسم إشارات خاطئة إلى الدماغ، بأن مصدر الألم هو الكتف، فيما مصدر الألم الفعلي هو الكبد.
فقدان الوزن وانقطاع الشهية: من أكثر الأعراض شيوعاً، نتيجة الخلل في عمل الكبد، يشعر المريض بالشبع بسرعة، حتى عند تناول كمية قليلة جداً من الطعام. وقد يكسب المريض وزناً زائداً، رغم عدم تناوله الطعام، بسبب تراكم السوائل في البطن.
اليرقان: وهو يصيب كثيراً من مرضى السرطان. يصبح فيه لون البشرة أصفر وبياض العين أيضاً. ينتج عن تراكم الحمض الصفراوي في الجلد. كما يسبب تغيراً في لونَي البراز والبول.
الحكة: بسبب تراكم الحمض الصفراوي في البشرة، يشعر بعض المرضى بحكة شديدة وحادة.
الانتفاخ وانقطاع في النفس: نتيجة احتباس السوائل في الجسم، يسبب سرطان الكبد انتفاخاً في البطن. وهذا بدوره قد يتصاعد ليضغط على أعلى البطن والرئتين، مسبباً صعوبة في التنفس.
التقيؤ والغثيان: وتزداد هذه الأعراض مع انتشار المرض.
الإرهاق: عندما يكون ناتجاً عن سرطان الكبد، يصعب تجاوزه بنيل قسط من النوم.
ماذا عن العلاجات المتاحة؟
ما من علاج واحد يطبّق على مرضى سرطان الكبد كافة. فكلّ مريض يعدّ حالة فريدة، تتطلّب تحديد العلاج المناسب لها. وهذا ما يقرّره الأطباء المعالجون؛ نعم نتحدّث بصيغة الجمع، لأنه من الأنسب أن اتخاذ القرارات، في ظل تعاون بين الطبيب المعالج والاختصاصي في الأشعة التداخلية والاختصاصي في جراحة الأورام، ليتوصّلوا معاً إلى تحديد الأنسب للمريض، بحسب حالته ودرجة انتشار الورم.
إنما عموماً، بالنسبة إلى مرضى النوع الأول من سرطان الكبد، أي عندما تنشأ الخلايا السرطانية في الكبد نفسه، فيجب أن يعرض الملف على اختصاصي في جراحة الكبد، لإجراء جراحة لإزالة الورم أو زرع كبد. وفي هذه الحالات عموماً، تستبعد العلاجات الكيميائية. كما قد يُلجأ إلى الأشعة التداخلية.
فما هي العلاجات التداخلية؟
العلاجات عبر القسطرة: تستهدف شرايين الكبد، لضخّ العلاج مباشرة في الورم.
الانصمام الكيميائي: حقن أدوية العلاج الكيميائي في الكبد مباشرة. هو نوع من العلاج الكيميائي يمنع نمو الورم وتغذيته، عبر إيصال العلاج الكيميائي إلى الورم للبقاء فيه والقضاء عليه.
العلاج الاشعاعي: يستخدم هذا العلاج حزماً عالية الطاقة، من مصادر مثل الأشعة السينية والبروتونات، لقتل الخلايا السرطانية وتقليص الأورام. يستلقي المريض على طاولة، ويوجّه جهازٌ الحزم الإشعاعية إلى نقطة دقيقة في الجسم، لفتك الخلايا السرطانية وتجنّب الخلايا السليمة.
استئصال بتقنية radiofrequency: تعمل على تدمير.
لاستكمال قراءة هذا الموضوع على موقع "الرجل" إضغط هنا