كيف تضع أهدافاً واقعية للعام الجديد؟

شابة تدون أهداف العام وتبدو مستغرقة- المصدر freepik
شابة تدون أهداف العام وتبدو مستغرقة- المصدر freepik

في مطلع العام الجديد تبدأ قائمة الأهداف، نبحث فيما لم نستطع تحقيقه من العام الماضي، وربما نتغافل عنه أو نضيفه لقائمة جديدة، لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في الحلم، بل في تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس.
فكيف لكم أن تنقلوا الأحلام إلى الواقع، وأن تحموها من براثن النسيان وعبث الأيام؟ وكيف نُحوّلها من مُجرّد خيالات عابرة إلى حقائق مُلموسة على أرض الواقع؟
في هذا المقال، التقت "سيدتي" لجينة سامي باصبرين، مدرب مختص في التغيير وتحقيق الأهداف، للحديث عن سبل وضع أهداف واقعية يمكن للشباب تحقيقها في أطر زمنية مناسبة.

إعداد: إيمان محمد

كيف نحقق أهداف العام؟

تقول المدربة لجينة إن "علم النفس الإيجابي يمكن أن يُساعدنا في تصميم مسارنا نحو أهدافنا"، وأردفت "يجب أن نبدأ من التركيز على أهمية نقاط القوة والتوازن والمرونة لبناء حياة مُتوازنة وذات معنى".
وتشاركنا لجينة بحديثها للشباب قائلة "تخيل أن حياتك هي قارب شراعي يقف على شاطئ العام الجديد، مستعداً للانطلاق نحو أفق مليء بالفرص و الأحلام، الأهداف التي تضعها هي الوجهة التي تسعى للوصول إليها، بينما تمثل قيمك وشغفك الشراع الذي يدفعك للأمام، أما العقبات والتحديات، فهي الرياح المتقلبة التي تحتاج منك إلى مهارة التوجيه والمرونة"، وأردفت: "والآن، حان وقت الانطلاق لبدء رحلتك نحو تحقيق الأهداف"، وحددت من جانبها مجموعة من الخطوات التي تسهل علينا البدء في رحلة تحقيق الأهداف، وتمثلت في التالي:

لجينة سامي باصبرين، مدرب مختص في التغيير وتحقيق الأهداف

التأمل مرآة الماضي وبوصلة المستقبل

قبل أن تُحدد أهدافك للعام الجديد، استثمر بعض الوقت في مراجعة ذاتك، فهي ستساعدك على تحديد موقعك الحالي، وتحديد أفضل مسار للمستقبل، اسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة:

  • ما الإنجازات التي أفخر بها؟
  • ما الإخفاقات التي تعلمت منها؟
  • وكيف يمكنني تحسين أدائي؟

ثم خصص وقتاً لكتابة إجاباتك، واستخلاص ثلاثة دروس رئيسية لتطبيقها في العام الجديد.

حدد وجهتك: إلى أين تريد أن تبحر؟

كما يحتاج القبطان إلى خريطة لتحديد مساره بدقة، تحتاج أنت أيضاً إلى تحديد وجهتك بوضوح قبل الشروع في رحلتك، في علم النفس الإيجابي، نؤمن بأن الأهداف الواقعية هي تلك التي تنبع من قيمنا وطموحاتنا، وتُضفي معنى حقيقياً على حياتنا، لذا قبل أن تُحدد أهدافك، توقف لحظة واسأل نفسك:

  • ما الأمور التي تُثير اهتمامك حقاً وتستحق وقتك وجهدك؟
  • وما القيم التي تُمثل "الشمال الحقيقي" الذي يُوجه بوصلة حياتك؟

ثم اكتب ثلاثة أهداف رئيسية واربط كل هدف بقيمة شخصية، مُوضحاً كيف يُعزز تحقيق الهدف هذه القيمة.

استعد للانطلاق: شراعك هو قوتك الدافعة

كما أن الشراع هو القوة المحركة للقارب، فإن نقاط قوتك هي المحرك الأساسي الذي يدفعك لتحقيق أهدافك، لذا وقبل أن تنطلق في رحلتك، توقف لحظة واسأل نفسك:

  • ما المهارات التي تتميز بها وتُساعدك على الإنجاز؟
  • وكيف يُمكنك تسخير هذه المهارات لدعم رحلتك؟

خصص بضع دقائق للتفكير ملياً في نقاط قوتك، ثم اكتب ثلاثة من أهم نقاط قوتك، وكيف يُمكنك استخدام كل نقطة قوة لتحقيق أهدافك هذا العام.

التوازن هو المفتاح: انسجام العقل والجسد والروح

تقول المدربة لجينة من واقع خبرتها: "كما يحتاج القارب الشراعي إلى توازن بين شراعه وهيكله ليبحر بأمان وثبات، كذلك تحتاج حياتك إلى توازن بين ثلاثة جوانب أساسية وهي الجسد والعقل والروح.

  • الجسد: اعتنِ بصحتك من خلال الرياضة والتغذية.
  • العقل: استمر في التعلم وتنمية مهاراتك.
  • الروح: خصص وقتاً للسلام الداخلي والتأمل.

هذا التوازن يُساعدك على عيش حياة صحية متكاملة، تأمل قليلاً في نمط حياتك واسأل نفسك:

  • ما هي الممارسات التي تتبعها حالياً للعناية بجسدك وعقلك وروحك؟
  • وما هي الممارسات الجديدة التي تود إضافتها لتحقيق توازن أفضل بين هذه الجوانب؟

استعد للتحديات: الرياح ليست دائماً في صالحك

مواجهة التحديات والإخفاقات جزء طبيعي من الحياة، ولكن ما يُميز الناجحين هو قدرتهم على التعامل معها بمرونة وإيجابية، يُركز علم النفس الإيجابي على أهمية "المرونة النفسية"، القدرة على التعافي من الشدائد والعودة أقوى، عندما تواجه تحدياً، لا تستسلم، بل ابحث عن حلول بديلة، فالتحديات تُساهم في تطوير مهاراتك واكتشاف نقاط قوة جديدة.

تخطيط الأهداف وأولوياتها يساعد على تحقيقها- المصدر freepik

انتبه لنجاحاتك الصغيرة

كما يهتدي البحارة بالنجوم ليلاً للتأكد من أنهم على الطريق الصحيح، فإن كل خطوة ناجحة تخطوها هي نجمة جديدة تُضيء سماءك، تُؤكد لك أنك تسير في الاتجاه الصحيح وتُحفز تقدمك نحو وجهتك، لذا من المهم أن تحتفل بنجومك الصغيرة كاحتفالك بنجومك الكبيرة، ركّز على التقدم الذي تُحققه يومياً، واجعله مصدر إلهام يُضيء طريق رحلتك.

حافظ على شغفك: المحيط مليء بالفرص

الحياة ليست مجرد رحلة نحو وجهة واحدة؛ إنها محيط واسع مليء بالاكتشافات، بينما تسعى جاهداً لتحقيق أهدافك، لا تنسَ أن تستكشف آفاقاً جديدة لتوسيع مداركك، اسأل نفسك دائماً: كيف يُمكنني أن أجعل هذه الرحلة مُمتعة ومليئة بالتجارب القيّمة؟ ابحث عن تجارب تُضيف قيمة حقيقية إلى حياتك، حتى لو كانت هذه التجارب خارجة عن نطاق خططك الأصلية.
قد يعجبكم أيضاً الجمال الداخلي: كيف تنعكس الثقة بالنفس على المظهر الخارجي

استمتع بالرحلة: السعادة تكمن في الطريق

الحياة ليست فقط عن تحقيق الأهداف، بل عن الاستمتاع بالرحلة، ضع أهدافك بطريقة تجعلك تعيش كل لحظة من رحلتك بإيجابية وشغف، اجعل أهدافك تعبر عن قيمك، واستمتع بكل خطوة تخطوها نحو تحقيقها.
وأخيراً، اختتمت المدربة لجينة حديثها مع "سيدتي" بنصيحة قائلة: "انطلق الآن في رحلتك بثقة وإيمان بقدراتك، تذكر أنك قبطان سفينتك، وأن أهدافك هي وجهتك، أبحر بشراع قوي، وحافظ على توازنك، وكن مستعداً للرياح المتغيرة، استمتع بكل لحظة في هذه الرحلة الشيقة نحو عام جديد".
اقرأوا أيضاً: عام جديد... فرص ذهبية للشباب لاكتساب مهارات جديدة تصنع المستقبل