اجتمع العديد من القادة البارزين في مجال الطيران، من شركات الطيران والمطارات والجهات الحكومية وشركات الصيانة والتدريب وغيرها، بالإضافة إلى سيدات وشابات رائدات في مجالات متنوعة ضمن قطاع الطيران، تحت سقف فعالية تناقش دور المرأة ضمن هذه القطاعات وضرورة تمكينها للقيام بهذا الدور على أكمل وجه.
هذه الفعالية التي أقيمت على هامش معرض المطار السعودي 2023، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، احتفلت خلالها "منظمة المرأة في الطيران" بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيس فرع الشرق الأوسط للمنظمة، وطرحت خلالها مناقشات ملهمة تناولت الرؤى المستقبلية والآفاق المتغيرة في القطاع كما وأطلقت منها مبادرات ومسارات جديدة لتمكين النساء من ممارسة عملهم في هذا المجال.
متحدثون بارزون
وضمت قائمة أبرز المتحدثين في هذه الفعالية الأمير فهد بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، رئيس جمعية الطيران لدول مجلس التعاون الخليجي وجمعية الطيران السعودية، وميرفت سلطان، مؤسسة ورئيسة فرع الشرق الأوسط لمنظمة المرأة في الطيران، وأسعد الجموعي، رئيس شركة بوينج السعودية، وليندا شوكروفت، نائب الرئيس للابتكار وتجربة العملاء في شركة تطوير مطار الملك سلمان الدولي، والدكتورة المهندسة سعاد الشامسي، المستشار التقني في منظمة المرأة في الطيران فرع الشرق الأوسط، ونسرين يعقوب قشقري، مدير قسم استقطاب المواهب والموارد البشرية في الشركة السعودية لهندسة الطيران، والدكتورة صوفيا ماتيو، أستاذ مشارك بقسم الطيران في كلية إدارة الأعمال في جامعة الأمير سلطان، ودينا الخطيب، المستشار القانوني العام في شركة طيران الرياض، وعدد من الشخصيات البارزة ضمن القطاع.
كما وتم خلال الفعالية تكريم بعض الشخصيات والمؤسسات المهمة في المنطقة الذين قدموا أمثلة ملهمة للتنوع والشمولية في مجال الطيران.
رحلة زاخرة بالمعرفة
وفي حديث خاص لـ"سيدتي" تحدثت ميرفت سلطان الرئيس المؤسس لفرع الشرق الأوسط لمنظمة المرأة في الطيران عن رحلة عشر السنوات التي تحتفي بها المنظمة اليوم، قائلة: "هذه الرحلة كانت رائعة جداً، فعشر سنوات مرت بسرعة كبيرة لكنها كانت زاخرة بالمعرفة والتعلم ليس فقط للأشخاص الذين حضروا الفعاليات والندوات التي نظمناها، ولكن لي أنا أيضاً بحيث تعلمت من كل شخص تعرفت عليه وقابلته خلال هذه الرحلة، وبتنا نرى كيف أن عدد السيدات اللواتي يدخلن إلى هذا المجال يزداد عاماً بعد عام، وهذا هو محور الهدف الذي نعمل لأجله وهو أن نرى أكبر عدد ممكن من فتيات الجيل الجديد موجودة معنا في عالم الطيران، وليس شرطاً أن يكن طيارات أو مهندسات لكنه مجال واسع والفرص فيه كثيرة".
وأضافت: "تواجدنا اليوم في الرياض هو من النتائج التي حققناها من خلال رحلة عشر السنوات هذه، فقد كنا نسعى دوماً أن نكون موجودين في المملكة العربية السعودية، وأن نرى هذا العدد الكبير من الفتيات والسيدات الطموحات والرائدات في عالم الطيران".
وتابعت حديثها بالقول: "التقينا اليوم عدداً من السيدات، وقد أذهلني ما تمكنّ من إنجازه في مجالات عملهن سواء كن في المطار أو في شركات الطيران أو في مؤسسات تتعلق بصناعة الطيران واليوم أحببنا أن نكرم بعض هؤلاء السيدات من خلال شهادة تقدير، وكانت مواضيع الجوائز متنوعة، فمثلاً كانت هناك جائزة لأفضل مؤثرة في عالم الطيران وجائزة تتعلق بالابتكار في التعليم في قطاع الطيران وجوائز لشركات رائدة تدعم تمكين ووجود المرأة في عالم الطيران وجائزة لأكثر مطار يعتمد على الاستدامة في عالم الطيران، هذه الجوائز وغيرها لم تكن إلا تعبيراً عن التقدير للجهود التي بذلنها ولا سيما السيدات اللواتي حضرن من مناطق خارج الرياض وخارج المملكة لكنهن حرصن على أن يتواجدن معنا لمشاركة الأفكار القيمة والمعلومات التي سنستفيد منها جميعنا إن شاء الله".
دعم الجيل الجديد
أما د. سعاد الشامسي والتي تعتبر أول مهندسة طيران إماراتية حاصلة على الدكتوراه في هندسة الطيران، مع خبرة في القطاع تزيد على 20 سنة، فتحدثت عن مسيرتها ضمن القطاع قائلة: "رحلتي في قطاع الطيران كانت صعبة في بداياتها، لا سيما مع فكرة أن هذا القطاع هو حكر على الرجل، والتي كانت لا تزال موجودة".
وأضافت: "الآن بات هذا المجال أسهل وبات هناك خدمات وامتيازات تتمتع بها المرأة، لكنه قطاع صعب لا سيما فيما يتعلق بساعات العمل وبيئة العمل، وهو بالتأكيد أصعب من المجالات الوظيفية الأخرى، لكن شغفي بهذا القطاع دفعني للاستمرار، وأن أسعى وأساهم في دعم الجيل الجديد من الشابات ليدخلن هذا المجال، وحالياً استطعت مساعدة العديد من الشابات للوصول لهذا الحلم".
وحول ما إذا بات توجه الفتيات نحو هذا القطاع بات أكبر من قبل قالت: "توجه الفتيات والنساء على هذا القطاع الكبير ولكنْ فيه تخوف، لذلك لا بد من التوعية والدعم والتوجيه الفكري حول كيفية دخول القطاع والفرص الوظيفية، ولا سيما الوظائف الميدانية كمهندس طيران أو مراقب جوي أو طبيب طيران، هذه المجالات لا زال توجه الفتيات نحوها قليلاً ولا يوجد توجيه لهن نحوها، وأتمنى أنه في ظل رؤية 2030 أن تقل هذه الصعوبات، وأن تثبت المرأة وجودها في هذه القطاعات".
وعبرت الشامسي عن سعادتها بجائزة التقدير التي حصلت عليها خلال الفعالية: "فوجئت اليوم بمنحي جائزة خلال هذه الفعالية كوني المرأة المؤثرة في قطاع الطيران لعام 2023 - 2024 ومن الرائع فعلاً أن يختم المرء عامه بجائزة مثل هذه الجائزة، وهي تعني لي الكثير لأنني أحاول أن أدعم الجيل الجديد من خلال الفرص الوظيفية والمنح الدراسية والتدريب، واستخدام منصة السوشيال ميديا لدعم المرأة وبالتحديد الفتيات الشابات. فإلى جانب وظيفتي، أنا أسخر وقتي لدعم الشابات، وكذلك الشباب في التدريب والدراسة وتقديم المحاضرات من فتيات الصف الثامن وحتى إلى الثانوية العامة، كما وأساعدهم في دخول المجال".
وختمت بالقول: "حصولي على هذه الجائزة يسعدني لكنه يحملني مسؤولية أكبر، وهي أن القادم لا بد وأن يكون أفضل، واليوم تحدثنا عن ذلك في الجلسات الحوارية ومنها جلسة تمكين المرأة في ظل رؤية 2020 في السعودية، وكذلك في الدول العربية، من خلال تعزيز الفرص الوظيفية والتدريب وشرح الصعوبات التي يحتمل مواجهتها وكيفية التغلب عليها، وكل هذا بهدف زيادة دخول نسبة النساء إلى مجال الطيران قبل حلول 2030".
على قدر التحديات
من جهتها تحدثت نسرين يعقوب قشقري، مدير قسم استقطاب المواهب والموارد البشرية في الشركة السعودية لهندسة الطيران، عن الجلسة الحوارية التي شاركت فيها قائلة: "في هذه الجلسة تحدثنا عن تمكين النساء في ظل رؤية 2030 وخصوصاً في قطاع صيانة وصناعة الطيران، وعن المبادرات والمجالات التي نسعى أن تتواجد فيها المرأة، وبالأخص المجالات الجديدة التي لم تكن تتواجد فيها من قبل مثل قطاع صيانة وهندسة الطيران وهو من القطاعات التي لا يزال وجود المرأة فيه غير كبير، لكن الفرص بدأت تتاح من الآن، وبدأت الفتيات والسيدات يتوجهن نحو هذا القطاع وبقوة".
وأضافت: "دورنا هو إتاحة الفرص وفتح جميع الأبواب أمام الفتيات والشابات في المملكة العربية السعودية، وأن نقوم بتوعيتهن على أهمية هذه الفرص بحيث يستطعن التقدم والمشاركة في الصناعة وهندسة الطيران".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان هذا المجال سهلاً قالت قشقري: "ليس هناك من مجال سهل، كل مجال فيه تحديات، طبعاً التحدي في صناعة الطيران جداً ممتع، والآن في ظل رؤية 2030 هناك تطور كبير في هذا القطاع، التحدي موجود والطريق ليس سهلاً أبداً عارف لكننا بالتأكيد على قدر التحديات".
يذكر أن معرض المطار السعودي الذي احتضن الفعالية، يعد من أكبر الأحداث المخصصة للمطارات في المملكة، بحيث يوفر منصات متعددة للحاضرين للالتقاء والتواصل مع قادة وخبراء الصناعة العالميين، وبناء شراكات جديدة لتعزيز أعمالهم والاطلاع على أحدث الابتكارات والتقنيات.
جهود حثيثة تبذل من مختلف الجهات لدعم وتحفيز وجه الجيل الجديد نحو مجالات وظيفية جديدة ضمن قطاع الطيران، وحول هذا الموضوع اخترنا لكم هذه المقالة: لأول مرة.. جامعة الملك عبد العزيز تفتتح قسم هندسة الطيران والفضاء وقسم الهندسة النووية
