تنمو إستراتيجيات الاستدامة بسرعة داخل آلاف الشركات حول العالم في الوقت الحاضر، وذلك كإجابة للتحديات والكوارث التي جلبها تغير المناخ، والتي تهدد بشكل متزايد العالم الذي نعيش فيه، ويلعب القطاع الخاص دوراً أساسياً في مكافحة تغير المناخ، ولكي تنجح الشركات وتتقدم في رحلتها نحو الاستدامة، فإن اتباع بعض الأساليب والمفاهيم الحديثة قد يكون مفيداً إزاء ذلك، من هنا ظهر المفهوم الحديث الذي يُعرف بـ"إدارة الموارد البشرية الخضراء" وهو ما نتطرق له عبر السطور القادمة، وفقاً لمختص وشبكات مهنية شهيرة.
ماهية إدارة الموارد البشرية الخضراء وأبرز الممارسات
مدير المشاريع أحمد القحطاني، أخبرنا برأيه قائلاً: "إدارة الموارد البشرية الخضراء (Green HRM) هي دمج الممارسات الصديقة للبيئة في سياسات الموارد البشرية لتعزيز الاستدامة البيئية داخل المنظمات"، وتكمن الممارسات الرئيسية في إدارة الموارد البشرية الخضراء في:
- التوظيف الأخضر: جذب المرشحين الذين يقدرون الاستدامة، لضمان توافقهم مع الأهداف البيئية للمنظمة.
- التدريب والتطوير الأخضر: تثقيف الموظفين حول الممارسات الصديقة للبيئة لزيادة الوعي والمهارات البيئية.
- إدارة الأداء الأخضر: دمج الأهداف البيئية في تقييمات الأداء لتشجيع السلوكيات المستدامة.
- التعويض والمكافآت الخضراء: تقديم حوافز لتحقيق الأهداف البيئية، ما يحفز الموظفين على تبني ممارسات مستدامة.
- مشاركة الموظفين: إشراك الموظفين على جميع المستويات في تطوير وتنفيذ السياسات الخضراء وتشجيع الموظفين في المبادرات الاجتماعية والبيئية التي تنظمها بعض الشركات والمنظمات.
- اتباع ممارسات إدارية تدعم الاستدامة وتقلل التأثير البيئي الضار؛ مثل تنفيذ سياسات العمل من المنزل، واستخدام الأدوات الداعمة للبيئة في المكتب.
- التحسين المستمر: تقييم وتحسين ممارسات إدارة الموارد البشرية الخضراء بانتظام للتكيف مع المعايير البيئية المتطورة والأهداف التنظيمية.
تعرفوا أيضاً إلى إدارة الموارد البشرية بشكل موسع.
أهمية الموارد البشرية الخضراء
الشركة الإعلامية الفرنسية الشهيرة "You matter" ذكرت أهمية إدارة الموارد البشرية الخضراء في خمس نقاط، وهي:
تقليل التأثير البيئي
إذ تُساعد ممارسات إدارة الموارد البشرية الخضراء المؤسسات على تقليل بصمتها البيئية، ومن خلال تبني الممارسات المستدامة، يُمكن للشركات تقليل النفايات واستهلاك الطاقة وانبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي بشكل كبير.
تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات
تتوافق إدارة الموارد البشرية الخضراء مع أهداف المسؤولية الاجتماعية للشركات الأوسع نطاقاً بواسطة إظهار التزام المنظمة بالمسؤولية البيئية، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تحسين تصور الجمهور والثقة في الشركة.
جذب المواهب والاحتفاظ بها
يهتم الباحثون عن عمل في العصر الحديث، وخاصة جيل الألفية والجيل"Z"، بشكل متزايد بالعمل لدى المنظمات التي تعطي الأولوية للاستدامة، لذا يمكن أن تساعد إدارة الموارد البشرية الخضراء في جذب المواهب التي تهتم بالبيئة، وتعزيز الاحتفاظ بالموظفين؛ من خلال تعزيز ثقافة مكان العمل التي تتوافق مع قيمهم.
الميزة التنافسية
تستطيع الشركات التي تتبنى إدارة الموارد البشرية الخضراء أن تُميّز نفسها عن منافسيها، ويُمكن أن تؤدي الممارسات المستدامة إلى توفير التكاليف وتحسين الكفاءة وتعزيز سمعة العلامة التجارية.
الامتثال التنظيمي
مع تزايد اللوائح البيئية، تضمن إدارة الموارد البشرية الخضراء امتثال المؤسسات للمتطلبات القانونية، وتجنب الغرامات والعقوبات.
فوائد وتحديات الموارد البشرية الخضراء
فوائد:
كذلك فإن لإدارة الموارد البشرية الخضراء فوائد ذكرتها المؤسسة الفرنسية الشهيرة في نقاط معدودة، وهي:
- الاستدامة البيئية: تقليل البصمة الكربونية للمنظمة وتعزيز الحفاظ على الموارد.
- توفير التكاليف: يمكن أن تؤدي الممارسات الموفرة للطاقة إلى تخفيضات كبيرة في نفقات المرافق.
- تحسين الصورة المؤسسية: إظهار المسؤولية الاجتماعية للشركات، مما يجذب المستهلكين والمستثمرين الذين يهتمون بالبيئة.
- مشاركة الموظفين: تعزيز ثقافة الاستدامة، مما يزيد من رضا الموظفين والاحتفاظ بهم، خاصةً الذين يقدرون المسؤولية البيئية.
تحديات:
أخيراً هناك ثلاثة تحديات تمنع تطبيق إدارة الموارد البشرية الخضراء، وهي:
- القيود المالية: قد تكون الاستثمارات الأولية في التقنيات المستدامة والتدريب كبيرة.
- المقاومة الثقافية: قد يقاوم الموظفون التغييرات في الروتين المعتاد، ما يستلزم إجراء إستراتيجيات فعّالة لإدارة التغيير.
- نقص الخبرة: يتطلب تنفيذ إدارة الموارد البشرية الخضراء معرفة متخصصة، قد تكون مفقودة داخل بعض المنظمات.
اطلعوا أيضاً على مفهوم الإدارة بالتجوال، ماهيته وأهدافه.