شيرين أبو الحسن نائبة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتجديف: أسعى لأصبح قدوة رياضية للجيل الجديد

شيرين أبو الحسن نائبة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتجديف
شيرين أبو الحسن نائبة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتجديف: أسعى لأصبح قدوة رياضية للجيل الجديد

تملك شيرين أبو الحسن، نائبة رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتجديف قصةً ملهمةً ومثيرةً للإعجاب، إذ تمكَّنت بتشجيعٍ من أسرتها، ونظير ما تملكه من روح التحدي، وحب المغامرة من التميُّز في أكثر من مجالٍ رياضي، منها التجديف ، وتمثيل وطنها السعودية في بطولة الألعاب الأولى بلعبة الجولف. كذلك خاضت تجارب في تسلُّق قمم جبالٍ عالمية، ويبرز لها في المجال تشكيلُ أول فريقٍ نسائي للهايكنج، ورفعُ علم بلادها على أعلى قمةٍ في جبال السودة.. سيدتي استضافتها في حوارٍ ملهمٍ، فتحدثت عن قصة نجاحها في عالم الرياضة.

حوار | عتاب نور Etab Nour
تصوير | عبدالله الخليفة Abdullah Al Khalifah

شيرين أبو الحسن


شيرين أبو الحسن


تعملين نائبة لرئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للتجديف، هل تُعرِّفينا على هذا الاتحاد أكثر، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟


اتحاد التجديف، هو الجهة المنظِّمة والمشرِّعة لهذه الرياضة في السعودية، إذ يشرف على تنظيم أنشطتها وفعالياتها، كما أنه المسؤول عن منتخباتها، وتبرز من أهدافه زيادة عدد الممارسين لهذه الرياضة، واستقطاب النخبة وتطويرهم، وتحقيق الإنجازات الدولية.


ما مدى الإقبال على ممارسة هذه الرياضة في السعودية، خاصةً من الفتيات؟


الإقبال على التجديف يتزايد بشكلٍ جيدٍ. الاتحاد استقطب من خلال الفعاليات والبطولات التي ينظِّمها عديداً من اللاعبين واللاعبات، وألحقهم ببرامج فنية، أسهمت في وصولهم إلى المنتخب بكل فئاته السنية، والمشاركة في البطولات القارية والدولية.


ما المهارات والمواصفات الفنية التي تستندون إليها لاختيار المتسابقين، وخلق فريقٍ قوي وقادرٍ على تحقيق البطولات؟


يركز الفنيون دائماً على الطول والوزن، فكلما كان الرياضي طويلاً، ويمتلك قوةً كبيرةً، يسهم ذلك في تطويره وتمكينه في هذه الرياضة.


ما أبرز البطولات التي شارك فيها المنتخب السعودي للتجديف، وما إنجازاته؟


المنتخب شارك في كثيرٍ من البطولات العالمية والخليجية، منها تمثيل لاعب منتخبنا الأول حسين علي رضا السعودية في أولمبياد طوكيو 2020، والتأهل إلى الدور ربع النهائي، وأيضاً في بطولة العالم للتجديف داخل الصالات، وتحقيق الميدالية البرونزية للعام الثاني على التوالي في فئة التتابع المختلط، إلى جانب حصد الأخضر ثماني ميداليات في بطولة آسيا للتجديف الداخلي.


إلى أي مدى أسهمت زيارة أحمد الخطيب، وزير السياحة، إلى بحيرة سد وادي ترج وقيادته قاربَ تجديفٍ في تسليط الضوء على السياحة بمنطقة عسير وعلى هذه الرياضة؟


هذه الزيارة لفتت الأنظار إلى مكانٍ مميَّزٍ وجميلٍ في منطقة عسير، ونحن محظوظون في السعودية بالتنوُّع الكبير للتضاريس والأماكن السياحية في مختلف المناطق، ونسعى في الاتحاد إلى الاستثمار في كافة المناطق السياحية للترويج والتعريف برياضة التجديف.


هل هناك مواصفاتٌ خاصةٌ للمياه التي يتمُّ فيها التجديف، وماذا عن القوارب؟


للتجديف أنواعٌ عدة، فهناك التجديف الأولمبي الكلاسيكي، ويكون في البحيرات والأنهار، ويجب أن تكون المياه راكدةً، والتجديف الساحلي، ويمارس على الشواطئ والسواحل في البحار المفتوحة، وبالتأكيد لكل نوعٍ قاربٌ معيَّنٌ بمواصفات تناسب طبيعتها.


ما أهمية دور القطاع الخاص في دعم رياضة التجديف والرياضة عموماً؟


دور القطاع الخاص مهمٌّ في دعم رياضة التجديف من خلال الفعاليات والبطولات التي ينظِّمها، إضافةً إلى الأنشطة المجتمعية، وبرامج الفئات السنية. دعمه هذه البرامج، يسهم في نشر الرياضة، والترويج لها، وزيادة أعداد الممارسين من الفئات العمرية المختلفة، وعبر منبر «سيدتي» أدعو القطاع الخاص إلى دعم برامجنا، خاصةً ما يتعلَّق ببرامج النشء.


تنتمين لأسرةٍ رياضيةٍ يمارس أفرادها ألعاباً مختلفة، ما دور ذلك في دعمكِ للمضي قدماً في مسيرتكِ الرياضية؟


بالفعل، نشأت في عائلةٍ، يمارس أفرادها الرياضة، والحمد لله خضت رياضاتٍ عدة في وقتٍ، كانت فيه عبارة «فتاة رياضية» غبر مألوفةٍ. كانت عائلتي تدعم الأولاد والبنات على حدٍّ سواء، ولم يقف أبي، ولا أمي رحمها الله، يوماً أمام رغبتي في ممارسة أي نوعٍ من أنواع الرياضات، بل كانوا يفتخرون بي، ويشجعونني ويدعمونني، بما في ذلك إحضارُ مدربٍ خاصٍّ في حقبةٍ زمنيةٍ، لم تكن تتوفر فيها الأندية الرياضية النسائية.


ما الذي جذبكِ لرياضة التجديف بشكلٍّ خاص؟


التجديف رياضةٌ قاسيةٌ، وقد تكون على الآلة في الصالات الداخلية أقسى معنوياً، وكلما طال وقت التمرين، زاد الشعور بالملل، لكن هذه الرياضة أثارت فضولي عندما أجمع اللاعبون واللاعبات الذين التقيتهم على أن التجديف على الماء أصعب، لكنه أفضل معنوياً.


يقال إن هذه الرياضة تمنح الرشاقة، وتُنقص الوزن، لكنها في المقابل تُبرز العضلات، هل يتناسب ذلك مع أنوثة اللاعبة؟


التجديف رياضةٌ رائعةٌ، وتُنقص الوزن، أما ظهور العضلات بشكلٍ واضحٍ فله أسبابٌ أخرى، منها طبيعة وتقسيمة كل جسدٍ، والنظام الغذائي، والمكمِّلات، كل ذلك له دورٌ في بروز العضلات.
تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع دانة القصيبي مدربة الخيول واليوغا

 

شيرين أبو الحسن

 

’نحن محظوظون بالتنوع الكبير في التضاريس والأماكن السياحية في السعودية‘


ينسب إليكِ تشكيل أول فريق هايكنج نسائي في السعودية، كيف جاءت الفكرة، وما التحديات التي واجهتكِ؟


بعد تجارب تسلُّقٍ عدة في الخارج، شملت قمم جبالٍ عالمية، بادرت عام 2017 بتشكيل أول فريقٍ نسائي للهايكنج بالسعودية، لتشجيع النساء من المواطنات والمقيمات في البلاد على خوض تجربةٍ جديدةٍ، والاستمتاع بجمال الطبيعة، والمشاركة في رياضة تغذّي الجسم والعقل، واستطعت بمرور الوقت تطوير الفريق ليشمل الرجال والعائلات، ما خلق بيئةً دافئةً وشاملة.


ما أهم الإنجازات التي حققتِها منذ تأسيسكِ فريق رواسي للهايكنج؟


نجحنا في الفريق في جذب كثيرٍ من النساء لممارسة رياضة الهايكنج، وفي مرحلةٍ متقدمةٍ، جلبت لاعباتنا أقاربهن من الرجال، فأصبح الفريق عائلياً. أما الإنجاز الأقرب لقلبي، فكان في اليوم الوطني السعودي الـ 88 بوصول الفريق، المكوَّن من 28 فرداً «23 امرأة، وأربعة رجال، وطفل»، وفي وقتٍ قياسي، لأعلى قمةٍ في جبال السودة، ورفع علم السعودية عليها. كان ذلك الحدث مصدراً لسعادتي واعتزازي وفخري.


بصفتكِ قائدةً ومرشدةً مرخَّصةً في الهايكنج، ما الإرشادات الواجب اتباعها لممارسة هذه الرياضة؟


غالباً ما تتطلَّب المواقع المذهلة التي نزورها تخطيطاً دقيقاً، وخبرةً كبيرةً. الحمدلله كنت من أوائل السعوديات اللاتي خضن تجربة اختبار التحمُّل الذي فرضه الاتحاد السعودي للتسلُّق والهايكنج، وحصلت على شهاداتٍ في الإسعافات الأولية. لذا أؤكد أن على جميع المشاركين الالتزام بإرشادات القائد بدقة، بما في ذلك الملابس، والمعدات المناسبة للتخييم، وأن يكونوا على قدرٍ عالٍ من اللياقة للمشي مسافاتٍ طويلة، والوعي بالمخاطر المحتملة.


ما التحوُّل الذي أحدثته رياضة الهايكنج في شخصيتكِ؟


جمال الطبيعة، والعزلة في البرية، ودعم المجتمع، أسهمت كلها في بناء شخصيتي، إذ أصبحت أكثر حزماً في السعي وراء المغامرة واكتشاف الذات. الهايكنج كانت تجربة تحوُّلٍ وتمكينٍ، تعاملت خلالها مع التحديات الجسدية والعقلية بإصرارٍ وحزمٍ. كل خطوةٍ أقوم بها في هذه الرياضة، تقرِّبني من فهمٍ أعمق لنفسي والعالم من حولي. أصبح المشي مسافاتٍ طويلة أكثر من مجرد هوايةٍ، لقد صار بالنسبة لي أسلوبَ حياةٍ، ولم يعد الهايكنج مجرَّد نشاطٍ بدني، بل وسيلة لتغذية الروح، والتخلُّص من توتر وضغط الحياة بأسلوبٍ جميلٍ وممتعٍ، ويمكن للجميع أن يجدوا مكانهم في هذه الرياضة، كما وجدته، حسب لياقتهم واهتمامهم.


استناداً إلى مغامراتكِ في هذه الرياضة، أي الأماكن تنصحين بزيارتها؟


السعودية تشتهر بتنوُّع تضاريسها ومناخها، ولكل منطقةٍ سحرها وأجواؤها الخاصة. وشكَّلت رحلات الهايكنج فرصةً لأستكشف المناظر الطبيعية الخلَّابة في بلادي من الصحاري الشاسعة إلى الوديان العميقة، ومن الهضاب الجميلة إلى الجبال الشاهقة، والوصول إلى جواهر خفية في أماكن غير متوقعة. حقيقةً ذهلت بالجمال والاختلافات المدهشة في التضاريس، فمن هضبة نجد وجبال طويق إلى أعلى قمة في الجزيرة العربية في جبال السودة، ومن جبال تهامة في عسير إلى وادي «أجل» في الريث وجبال فيفاء وجبال القهر في جازان، ومن الوديان والمرتفعات في المدينة المنورة إلى طبيعة حائل الآسرة، والعلا الساحرة، والعجائب التاريخية الممتدة إلى تبوك في الشمال. كل مكانٍ في بلدي فريدٌ من نوعه، ويتميز بسحرٍ وجاذبيةٍ، لا يمكن وصفه.


بعد هذا الكم الكبير من الرحلات في ربوع الوطن ..ماذا يعني لكِ ذكرى اليوم الوطني الـ 93؟


اليوم الوطني السعودي أحد الأحداث الأكثر أهميةً في تاريخ السعودية، فهو اليوم الذي توحَّدت فيه قلوبنا، واحتفلنا بتأسيس هذا البلد العظيم. وبهذه المناسبة السعيدة، أودَّ أن أعبِّر عن فرحتي وفخري العميق بالسعودية حكومةً وشعباً.


حدِّثينا عن رياضة الجولف، ما الذي جذبكِ لها، وما سر الإقبال عليها؟


الجولف هوايتي الجديدة، وأصبحت شغفاً، لم أتوقَّعه يوماً. دفعني الفضول، وتشجيع صديقةٍ لي لتجربة هذه الرياضة عام 2021، واكتشفت أنها رياضة جذَّابة، وليس لها عمرٌ للتوقف عنها، ويمكن لي ممارستها حتى وأنا في أسوأ حالاتي النفسية، إذ تفصلني عن الواقع ساعاتٍ عدة، وأعود بعدها بمزاج أفضل، تماماً مثل اليوجا، لكن بأسلوبٍ مختلف، لذا لا عجب من وجود قاعدةٍ نسائيةٍ كبيرةٍ، تمارس الجولف، ولي الشرف بخوض هذه اللعبة في دورة الألعاب السعودية الأولى.


كيف يمكنكِ خلق التوازن بين مختلف مسؤولياتكِ؟


تنظيم الوقت والتصميم والإرادة أهم عاملٍ لنجاح أي شخصٍ. عائلتي لها الأولوية دائماً في حياتي، وعندما تجاوز أولادي الأربعة وابنتي سن التمييز والاعتماد على النفس، تمكَّنت من الانطلاق أكثر، وحققت نجاحاتٍ أكبر بدعمهم وتشجيعهم، وبما أنهم رياضيون أصبحنا نشارك جميعاً بالسباقات والماراثونات التي تقام في السعودية، وصرت أدعمهم كما يدعمونني.


ما الكتب التي تستهويكِ لقراءتها؟


الأقرب لقلبي دوماً الرواية التي يتخللها التاريخ، وتستهويني روايات الكاتب أسامة المسلم كثيراً بما فيها من فانتازيا جميلة جداً، وروايات الرائع الراحل غازي القصيبي، رحمه الله. لعل من أهم أسباب تأسيسي نادي «الخيمة للقراءة» أن أتشارك مع نخبةٍ من السيدات المثقفات في طرح ومناقشة كتابٍ مطلع كل شهرٍ.


ما طموحاتكِ المستقبلية؟


أتمنى أن أصبح قدوةً رياضيةً للجيل الجديد لتحقيق أحلامه مهما كانت صعبةً بالعمل والاجتهاد والإخلاص، فلا نجاح من غير إخلاصٍ في كافة المجالات والأصعدة، وأمنيتي أن أرى فتيات الوطن يحصدن كثيراً من الميداليات الأولمبية والعالمية، وأن نصنَّف من أفضل دول العالم في الرياضة.


كلمة أخيرة توجهينها لقراء سيدتي..


أقدِّم شكري لمجلة سيدتي الرائدة في عالم النشر والأزياء والجمال والثقافة والرياضة، التي قدَّمت لي هذه الفرصة الرائعة للتعبير عن أفكاري ومشاعري، والتواصل مع قرَّائها الكرام، وممتنةٌ على هذا الدعم الإعلامي الذي من شأنه تشجيع الفتيات والنساء السعوديات على ممارسة كافة الرياضات المختلفة.
تابعي معنا لقاء خاص بـ «سيدتي» مع الفائزات الثلاث في بطولة السعودية للبلياردو للسيدات: نتشرف بتمثيل الوطن وعيوننا على العالمية