الأميرة سارة بنت بندر آل سعود رئيسة لجنة المرأة في الاتحاد السعودي للتجديف: ندعم مشاركة المرأة في رياضة التجديف للمنافسة عالمياً

الأميرة سارة بنت بندر آل سعود رئيسة لجنة المرأة في الاتحاد السعودي للتجديف: ندعم مشاركة المرأة في رياضة التجديف للمنافسة عالمياً
الأميرة سارة بنت بندر آل سعود رئيسة لجنة المرأة في الاتحاد السعودي للتجديف: ندعم مشاركة المرأة في رياضة التجديف للمنافسة عالمياً

تعشق الرياضة كثيراً، وتمارس أنشطةً مختلفة، منها تسلُّق الجبال، والسباحة، والتجديف، والدرَّاجات، والجري. تحمل في أجندتها بوصفها رئيسةً للجنة المرأة في الاتحاد السعودي للتجديف كثيراً من الأهداف والأحلام والرسائل الإنسانية، فرؤيتها للرياضة أنها ليست مجرد منافساتٍ فقط، بل وتكمل الذات الإنسانية أيضاً، ولها مقاصدُ ساميةٌ، تغذِّي العقل والروح والبدن.
تحلم بأن تصبح السعودية بوَّابةً للعالم، وأن يرفرف علمها في المحافل الدولية بهمة شبابها وشاباتها القادرين دائماً على إحداث الفرق ووضع بصمةٍ مميزة في كل المحافل.. الأميرة سارة بنت بندر آل سعود، حلَّت ضيفةً على «سيدتي»، فتحدَّثت بالتفصيل عن مخططاتهم في اتحاد التجديف السعودي، ومسيرتها في هذه الرياضة.

 

حوار | عتاب نور Etab Nour
تصوير | عبدالله الخليفة Abdullah Al Khalifah

الأميرة سارة بنت بندر آل سعود


الأميرة سارة بنت بندر آل سعود


أُعيد تشكيل لجنة المرأة في الاتحاد السعودي للتجديف يونيو الماضي برئاستكم، ماذا تحمل أجندتكم من خططٍ ومشروعاتٍ لخدمة اللجنة وهذه الرياضة في السعودية؟


كانت أميرة موناكو شارلين، تلفتني بمقولتها: «لقد أعطتني الرياضةُ القيادةَ والانضباط، وعلَّمتني أن أكون متواضعةً». حين ترأس المرأة مجالاً، لا بدَّ لها أن تُحدث فارقاً، وأن تترك أثراً، وهذا ما أسعى إليه، لذا فإنَّ العمل الجماعي ركنٌ أساسٌ في تحرُّكاتنا، ورؤيتنا جوهرُها إلهامُ ثقافة التميُّز من خلال رياضة التجديف، وتطويرُ أدواتها وتقنياتنا، والاجتهادُ لتحقيق ميدالياتٍ أولمبيةٍ، لنصبح روَّاداً في التكنولوجيا الرياضية، ومن أجل ما تقدَّم، سنسخِّر للاتحاد كل طاقاتنا الإبداعية والتمكينية والتوسُّعية، وسنسعى إلى تطوير هذه الرياضة، وتوسيع أعمال اللجنة من خلال فتح علاقاتٍ عالميةٍ مع مؤسساتٍ واتحاداتٍ وممارسين للتجديف في دول العالم، مع التمسُّك بمعاييرنا وقيمنا التي تقوم على الاحترام، والنزاهة، والشمولية، والمثابرة!
نحن بوصفنا لجنةً منبثقةً من الاتحاد السعودي لرياضة التجديف، نتماهى مع أهداف الاتحاد العامَّة، مع تركيزنا على توسيع مشاركة المرأة في هذه الرياضة، ليس بوصفها هوايةً فقط، بل ونطمح أيضاً للمنافسة إقليمياً وقارياً وعالمياً، وهذا يتطلَّب بذل كثيرٍ من الجهد على الأهداف الفرعية، وتأهيل الكوادر القيادية، والمدربات وخلق منافساتٍ محلية، تساعد في نشر الوعي بهذه الرياضة العالمية العريقة.


ما الصعوبات التي يواجهها الاتحاد السعودي للتجديف ولجنة المرأة في سبيل نشر هذه الرياضة والتعريف بمزاياها؟


سأسمِّيها تحدياتٍ، وهو شأنُ كل رياضي، تحفِّزه التحديات ليبذل دائماً جهداً مضاعفاً في سبيل الوصول إلى المأمول والمرتجى. لعل من أبرز التحديات التي نواجهها اليوم نشرُ ثقافة التجديف في المجتمع، وتعريفُ الناس بجوهر وعمق رسالتنا وقيمتها المجتمعية، والفكرية، والجسدية، والرياضية، والثقافية، وتأثيرها في بناء قاعدةٍ متينةٍ لمجتمعٍ رياضي بامتياز. الرياضة تربيةٌ للنفوس قبل أن تكون إحرازاً للكؤوس، كما يُقال، ولا ننسى أن التجديف رياضةٌ جديدةٌ على الرغم من ممارستها منذ القِدم، والتحدي يكمن في مواجهة عدم إلمام المجتمع، لا سيما المرأة، بأهمية هذه الرياضة، والنظر إليها بوصفها رياضةً صعبةً، هذا إلى جانب طغيان رياضاتٍ أخرى عليها إعلامياً ونفسياً لدى الشباب والشابات على حدٍّ سواء.


ما الأدوار الاجتماعية والوطنية التي يهدف الاتحاد السعودي للتجديف إلى تحقيقها؟


للرياضة مقاصدُ ساميةٌ، تغذِّي العقل والروح والبدن، ونحن في الاتحاد السعودي للتجديف، نتشرَّف بأن نلعب دوراً مهماً في تطوير ونشر هذه الرياضة في البلاد من خلال تنمية ثقافة ممارستها في المجتمع، والإسهام في زيادة نسبة الممارسين لها، كما نعمل بشكلٍ موازٍ على تفعيل كثيرٍ من الحملات التوعوية، والورش التثقيفية، والنشاطات والمبادرات المتنوعة، إضافةً إلى تنظيم البطولات المحلية والدولية بناءً على معايير عالمية، لذا فالأدوار الاجتماعية والوطنية متعددةٌ، خاصةً فيما يتعلَّق بجانب المرأة، التي أخذت أدواراً تمكينيةً بما يتناسب مع ديننا الحنيف، ومستهدفاتنا الوطنية من أجل تحقيق أهداف برنامج جودة الحياة ضمن «رؤية السعودية 2030».


ما الخطط والبرامج التي يعتمدها الاتحاد لاكتشاف المواهب، وتكوين فرقٍ ومجموعاتٍ في مختلف مناطق البلاد؟


نسير بخططٍ مدروسةٍ منبثقةٍ من خطط الاتحاد السعودي للتجديف، ومع زيادة الوعي الإعلامي، والترغيب بهذه الرياضة، سنكتشف كثيراً من المواهب، وسنعمل على وضع حوافز لجذب اللاعبين واللاعبات، وتوفير البنية التحتية اللازمة لممارستها في كل المناطق السعودية، خاصةً التي تتوفر فيها المياه الملائمة.
نعمل أولاً على تطوير أعمالنا، ونشر التوعية بأهمية هذه الرياضة من خلال المبادرات التي يقوم بها الاتحاد، وكذلك حملات التوعية المتعددة في كل المناطق، وفتح الأبواب للراغبين في التعلُّم والمحاولة. أيضاً، وبما أنه زمن الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي، نركِّز على جانب الترويج من خلال الـ «سوشيال ميديا»، وتغطية الأنشطة والأعمال التي يقوم بها الاتحاد، ويمارسها المجدِّفون في هذه الرياضة، التي نعدُّها من أهم أنواع الرياضة في العالم.


مع التبدُّلات الجذرية الحالية التي يُحدثها الذكاء الاصطناعي في حياة البشر، ما التغييرات المتوقَّعة في مجال صناعة الرياضة؟


أظنُّ أنها مرتبطةٌ بالأدوات والتقنيات، وهذا ما يعمل عليه الاتحاد. نحن نعمل على أن نصبح روَّاداً في التكنولوجيا الرياضية مع حفاظنا على تطوير نموُّنا واستقرارنا المالي.


ما طبيعة المناطق التي تقام فيها مسابقات التجديف في العادة؟


التجديف إحدى الرياضات المائية التي يتمُّ ممارستها في مياه الأنهار والبحيرات باستخدام القوارب، أو الزوارق المصمَّمة بشكلٍ خاصٍّ لها، لذا يبرز من شروط ممارستها في فئة التجديف الأولمبي «الكلاسيكي»، أن تكون المياه ساكنةً ومحميةً من الهواء، فيما يكون التجديف الساحلي، أو الشاطئي في البحار المفتوحة.


ما المناطق التي تشتهر برياضة التجديف في السعودية؟


هناك عديدٌ من المناطق التي تشتهر برياضة التجديف في البلاد، منها مياه البحر الأحمر على شاطئ جدة، وبعض البحيرات الاصطناعية، مثل بحيرة الشبيلي في المنطقة الشرقية، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، تحديداً في شاطئ بيور.
سيعحبك متابعة اللقاء مع مريم بن لادن الطبيبة والسبّاحة السعودية

’ نعمل على أن نصبح روَّاداً في التكنولوجيا الرياضية‘


بطولاتٌ محليةٌ وعالميةٌ

 

الأميرة سارة بنت بندر آل سعود


ما تقييمك لبطولة السعودية الأولى للتجديف الساحلي في مدينة الجبيل ومشاركة المنتخب في بطولة فيينا؟


أؤمن كثيراً بقدرات شبابنا السعودي، وشغفهم وحبهم، وتدريباتهم وحلمهم، أؤمن بطاقاتهم اللافتة، وما قدَّموه كان مشرِّفاً وجميلاً، لكني على ثقةٍ أكبر بأنَّ الآتي أجملُ، وسيكون فوق كل التوقُّعات، وسيحُدث الشباب السعودي فارقاً، وسيُشار إليهم بالبنان، وننتظر إظهار إمكاناتهم الكبيرة في بطولة السعودية للتجديف الساحلية الأولى نوفمبر المقبل.


اختتم لاعب المنتخب السعوي عمر السيد أخيراً مشاركته في بطولة العالم للتجديف تحت 19 عاماً، ما أهمية الوجود في مثل هذه المحافل الدولية؟


كلُّ تمثيلٍ للسعودية في الخارج تشريفٌ للبلاد، وتأكيدٌ على ثقافة الحياة والتميُّز، وعلى انتمائنا للوطن، وإيماننا به وبأنفسنا، لذا أقول بكل ثقةٍ: إنَّه من الضروري جداً أن نهتمَّ بهذه الرياضة، وأن نركِّز على طاقات الشباب السعودي وقدراته الرياضية فمن خلالها سنرفع اسم الوطن عالياً في المحافل القارية والدولية، ونطبع بصمةً دائمةً في البطولات. عمر السيد وأمثاله من لاعبي الفئات السنية من المهم أن يتمَّ تطويرهم عبر المشاركة في هذه المناسبات، ليكتسبوا خبرةً أكبر، تفيدهم مستقبلاً.


تحت شعار «إرادة.. تحدٍّ.. انتصار»، أعلن الاتحاد السعودي للتجديف عن خطوته المقبلة، وهي التجديف البارالمبي، حدِّثينا عن ذلك؟


الرياضة البارالمبية بشكلٍ عامٍّ، هي رياضةٌ أولمبيةٌ لكن لذوي الاحتياجات الخاصة، يشارك فيها رياضيون، يعانون من إعاقاتٍ جسديةٍ، بما فيها ضعف العضلات، أو الشلل النصفي والرباعي، والتجديف البارالمبي، بناءً على ما تقدَّم، يصبُّ في صالح هذه الفئة، وهي فئة الرياضيين الذي يعانون من صعوباتٍ جسدية، إذ يستفيدون كثيراً من ممارسة التجديف.
الرياضات البارالمبية تخصُّ فئةً عزيزةً علينا من المجتمع، وتهتمُّ بها الدول على كل المستويات، ولها لجانها ودوراتها الأولمبية، وخطوتنا المقبلة، تقعُ في هذا المضمار بهدف مساعدة أصحاب الهمم من شبابنا وشاباتنا للتنافس عالمياً، وتجاوز إعاقتهم بكلّ إرادةٍ وتحدٍّ.


مع احتفالات السعودية باليوم الوطني الـ 93، ما رأيكِ فيما وصلت إليه المرأة السعودية، والإنجازات التي حققتها على الصعيد الرياضي محلياً وعالمياً؟


أقول وبكل فخرٍ: إنَّ ما تقدِّمه المرأة السعوديّة حالياً عملٌ مشهودٌ، وجهدٌ عظيمٌ، ومسعى ممتدٌّ. هي اليوم رائدةٌ في كافة المجالات، ولا شيء يقف أمام تقدُّمها، بل إنَّ حضورها صار ضرورياً لسير الأعمال وتطويرها، وهذا إن دلَّ على شيءٍ، فإنما يدلُّ على مدى حرصها على استنهاض مجتمعها بما يليق بمكانة المملكة العربية السعودية.


«نحلم ونحقق» هويةُ اليوم الوطني الـ 93، ما الحلم الوطني الذي تحلم به الأميرة سارة بنت بندر وتسعى إلى تحقيقه؟


أحلم بأن تصبح مملكتنا بوَّابةً للعالم كله، يدخلها جميع الناس من مختلف الأجناس آمنين راغبين مطمئنين وحالمين. أحلم بأن يصل الشعب السعودي إلى أعلى المراكز العالمية، وأن يعمَّ السلام، وأن نرتقي بإنسانيتنا جميعاً بالحب والخير والجمال.


من خلال منصبك كرئيسة للجنة المرأة في اتحاد التجديف والمعطيات على أرض الواقع ، كيف ترين مستقبل رياضة التجديف في السعودية وفرص تطويرها؟


وكأنَّ المشهد أمامي الآن، يتجلَّى بأجمل صورةٍ. أرى علم بلادي يرفرف في أهم المحافل الدولية، وأؤمن بأنَّ مستقبل التجديف في السعودية، سيصبح عالمياً بدعمٍ وتمكينٍ من الوزارات والقيادة الرشيدة، وباجتهاد شبابنا المتميِّز والمبدع. سنطوِّر الأدوات، وسنتمكَّن من أخذ هذه الرياضة في المملكة العربية السعودية إلى أعلى الدرجات بإذن الله.


ما رأيكِ في الصفقات الكبرى التي تبرمها الأندية السعودية لكرة القدم، واستقطاب نجوم العالم، وما انعكاس ذلك على الرياضة في البلاد بشكلٍ عام؟


هذه نقطةٌ مفصليةٌ ومهمةٌ جداً برأيي، وتسلِّط الضوء على اهتمام الأندية بالرياضة ومساعيها الجادة لجعلها عالمية، ما سينعكس إيجاباً على اهتمام الناس والمجتمع بها، وكذلك سيحفِّز على تطويرها وتقديمها بأجمل صورة.


ما الهوايات والرياضات التي تحرصين على ممارستها؟


أحبُّ الرياضة بكل أنواعها، لأنها اكتمالٌ للذات الإنسانية، ومعها يمكننا أن نصل إلى الاستقرار النفسي والعقلي والبدني، ومن خلالها نحاول التوازن على هذه الأرض ومواجهة كل التحديات التي تعترضنا. بالنسبة إلى الرياضات التي أمارسها حالياً فهي تسلُّق الجبال، والسباحة، والتجديف، والدرَّاجات، والجري.


ما مدى ارتباطكِ برياضة التجديف، وماذا تعلَّمتِ منها؟


هذه الرياضة بصدقٍ رياضةٌ فاتنةٌ، تعلِّمك المثابرة، والسعي نحو الأهداف، ومواجهة التحديات، وعدم الاستسلام، والمضي قدماً حتى النهاية.


كلمة أخيرة توجهينها لقراء سيدتي..


حفظ الله مملكتنا، وحفظ الله حكَّامنا وقيادتنا التي جعلتنا نشهد هذه النهضة المباركة، ونعدكم بما سيبهركم عمَّا قريب.
نفترح عليك متابعة هذا اللقاء مع لين الفوزان بطلة السعودية في لعبة سلاح الشيش