مع تطور قطاعات السياحة والضيافة والفعاليات في السعودية، والناتج عن تركيز رؤية 2030 عليها كقطاعات حيوية مهمة، اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وتنموياً، برز توجه جديد لدى الشبان والشابات في المملكة للتواجد في هذه المجالات، وما يمتد عنها من مجالات مكملة، ليس فقط كوظائف مؤقتة أو موسمية، وإنما كتخصصات علمية ومسارات مهنية ثابتة تشبع شغفهم واهتمامهم بهذا العالم النابض بالحياة.
هذا التوجه اللافت رصدته "سيدتي" خلال تواجدها على جزيرة أمهات السعودية لتغطية إحدى الفعاليات، إذ امتلأت المرافق المتنوعة في منتجع سانت ريجيس، حيث أقيمت الفعالية بالعشرات من الشبان والشابات السعوديين بوظائف ومهن مختلفة، ليس فقط ضمن السياق الإداري والتنظيمي، وإنما أيضاً في مجالات الاستقبال والضيافة والطهي، ولعل هذا الأخير هو أكثرها جذباً للشباب؛ كونه يمثل ساحة ابتكار واسعة الأفق.
لذا كان لا بد لنا من توثيق هذه المحطة الجميلة بالتواصل مع بعض الشبان والشابات؛ للتعرف إلى دوافع اختيارهم لهذا المجال دون غيره، وكان أن حظينا بحوارات مميزة مع أربعة من الطهاة الشغوفين بمهنتهم.
الشيف مهنا الجهني:
"عالم الطهي جذبني بعيداً عن تخصصي"
عالم الطهي، عالم آخر قوامه الأول الشغف، فلا يبرع فيه إلا من يعشق مزج المكونات واختبار النكهات وابتكار الوصفات وطرق التقديم، والتعمق أكثر في الخلفيات الثقافية لكل طبق ووصفة، وإجادة الغوص فيها وتطويرها بما يثريها من دون أن يمس بقيمتها الحقيقية. وعالم الطهي أيضاً عالم مليء بالتحديات، تبذل فيه الجهود ويستهلك الوقت والطاقة وترتفع المنافسة والضغوط النفسية والجسدية لتبين في نهاية الطريق، من الذي تمكن من أن يصمد ويستمر ويثبت أنه طاهٍ بالفطرة والموهبة والممارسة الفعلية.
هذا العالم بميزاته وتحدياته جذب الشيف مهنا الجهني، وبدلاً من أن ينطلق بمسيرة مهنية في عالم الهندسة الميكانيكية التي أنهى دراستها، اختار وبكل عزم أن يصبح "طاهياً"، وللحديث عن هذا التحول الكبير، "سيدتي" التقت الشيف السعودي مهنا الجهني في مكان عمله في منتجع سانت ريجيس البحر الأحمر، وغاصت معه في تفاصيل رحلته المشوقة وصولاً إلى هذه الجزيرة السعودية.
لمع اسم الشيف مهنا الجهني في السعودية والعالم العربي، بعد مشاركته في الموسم السادس من برنامج TopChef على قناة MBC، هذه التجربة يقول عنها الجهني: "تجربة رائعة تحدتني بطرق جديدة وسمحت لي بالتواصل مع مجتمع من الطهاة الموهوبين واللقاء والتعلم من الطهاة المشهورين الذين قدموا إرشاداً لا يقدّر بثمن"، ويضيف: "دفعتني مسابقات الطبخ عالية الضغط إلى التفكير بشكل إبداعي والعمل في ظل ضيق الوقت، مما أدى إلى صقل مهاراتي في الطهي".
يخبر الشيف السعودي، الذي يتمتع بخلفيات علمية ومهنية مختلفة منها في مجال الهندسة الميكانيكية وفي مجال الصحة الشاملة، أن "كونك طاهياً، خاصة في بيئة جزيرة نائية، يمكن أن يكون مهنة صعبة للغاية، ولكنها مجزية على الرغم من التحديات العديدة. بعض إيجابيات التواجد في هذه المهنة هي أن الطهاة يميلون إلى ممارسة إبداعاتهم بشكل يومي، وتجربة النكهات، والخلطات، والتقنيات، وطرق العرض الجديدة والمبتكرة"، ويضيف: "يستطيع الطهاة إشراك الحواس الخمس في عملهم؛ البصر، والشم، واللمس، والسمع، وبالطبع التذوق. إن متعة صنع أطباق تثير الاستجابات العاطفية وتسعد الحواس هي أمر مُرضٍ للغاية".
"رؤية الفرح والرضا على وجوه رواد المطعم يجعل العمل الشاق يستحق العناء"
ويشير الجهني إلى أن الطهاة يتمتعون بالقدرة على تحويل المكونات البسيطة إلى أعمال فنية في مجال الطهي، ووضع بصماتهم الشخصية على الأطباق، ويبنون علاقات قوية مع ضيوفهم، ومع منتجي الأغذية والصيادين والمزارعين.
يتعمق الشيف السعودي في حديثه عن عمله في جزيرة أمهات السعودية قائلاً: "إن العيش في جزيرة يربطني أكثر بالطبيعة المحيطة بي بحراً وأرضاً، مما يؤدي إلى نطاق أوسع عندما يتعلق الأمر بالإبداع. كوني طاهياً على جزيرة يمنحني الفرصة لترك إرث طهي دائم، خاصة في وجهة نائية".
ويضيف: "رحلة الطهي المذهلة هذه، استمتعت بكل جزء منها، حتى وصلت إلى سانت ريجيس البحر الأحمر، أول جزيرة في السعودية، حيث أعمل في مطعم فاخر يقدم نوعين من قوائم الطعام المبتكرة وعالية المستوى؛ الأولى تركز على عناصر البحر وتسمى "أعماق البحار"، والثانية تركز على عناصر الأرض وتسمى "ظلال الرمال". وهناك قائمة ستطرح قريباً وستركز على استخدام المكونات المحلية، والعناصر الطبيعية والأدوات السعودية التقليدية لإعدادها وستحمل اسم "كنوز الأرض".
وأشار الجهني إلى بعض التحديات التي تواجه من يختار العيش والعمل على جزيرة قائلاً: "بالنسبة للخدمات اللوجستية والوصول إلى المكونات الطازجة وعالية الجودة، قد يستغرق الأمر وقتاً أطول مقارنة بفندق في المدينة، خاصة أن المنتجع الفاخر يجب أن يحتوي على مكونات فريدة ومتخصصة يصعب العثور عليها في أي مكان آخر".
وأضاف: "يمكن أن يؤدي العمل لساعات طويلة في جزيرة نائية إلى الشعور بالعزلة عن العائلة والأصدقاء ومجتمع الطهي الأوسع، إلى جانب عدم إمكانية الوصول إلى وسائل الراحة أو الترفيه أو الحياة الاجتماعية القوية خارج العمل، لا سيما أن الطهاة يعملون عادةً لفترات طويلة ويبذلون جهداً بدنياً كبيراً في بيئة سريعة الخطى وعالية الضغط، ومع ذلك، بعد كل شيء، فرؤية الفرح والرضا على وجوه رواد المطعم يجعل العمل الشاق يستحق العناء".
"أطمح للمزيد من التعلم والنطور"
يؤكد الجهني: "الرضا على وجوه الناس هو ما جعلني أغير مسيرتي المهنية من الهندسة الميكانيكية إلى الطهي. لقد اكتشفت حبي وشغفي بالطهي أثناء دراستي للهندسة، ومنذ ذلك الحين أدركت أنني أريد أن أصبح طاهياً لبقية حياتي، مع الحرص على إنهاء دراستي الهندسية أولاً، لأنتقل بعد ذلك إلى باريس للدراسة في لو كوردون بلو، وحصلت على دبلوم المطبخ الفرنسي، يليها العديد من الخبرات العملية في المطبخ وصناعة الشوكولاتة والمعجنات والمخبوزات، إلى جانب مشاريع صغيرة مع طهاة ميشلان الحائزين على نجمة ميشلان في فرنسا".
ويشير في نهاية حديثه إلى الأهداف التي يضعها في باله، قائلاً: "أطمح إلى المضي قدماً نحو المزيد من التعلم وتطوير وتمكين نفسي في هذه المهنة للارتقاء بصناعة فن الطهي والسياحة في المملكة العربية السعودية".
بالحديث عن الأحلام والأهداف، اقرأوا ما قالته المهندسة السعودية الشابة مشاعل الشميمري: أتطلع إلى إنجازات كبيرة وذلك بعد تعيينها مديراً عاماً لمركز مستقبل الفضاء.
الشيف أيمن فلمبان:
"الضيافة ليست مجرد مهنة"
من الشخصيات اللافتة التي التقينا بها خلال إعداد هذه المادة، كان الشيف أيمن فلمبان، وهو شاب سعودي طموح؛ جذبه قطاع الضيافة رغم أنه لم يدخل المطبخ من قبل كما يقول، إلا أنه وجد في هذا القطاع ميزات وتحديات أثارت اهتمامه وفضوله نحوه.
وبدأ الشيف أيمن حديثه لـ"سيدتي" بالقول: "عليك أن تتحكم بمصيرك، وأن تكون قائد نفسك، وأن تدرك أن النور ينطلق منك وليس إليك"، وأشار إلى أن "اختيار مجال الطهي كان تحدياً كبيراً، حيث يعلم الجميع أن العمل هذا القطاع كان غير مألوف في ثقافتنا أو في سوقنا".
وتحدث فلمبان عن أبرز التحديات التي واجهته عن اختياره لهذه المهنة، وقال: "واجهت الكثير من التحديات مع عائلتي، خاصة في كيفية أن أثبت لهم أنني اخترت المسار الصحيح لمستقبلي، خاصة أنني لم أدخل المطبخ من قبل، ولم يكن ذلك من اهتماماتي".
ويتابع بالقول: "الضيافة ليست مجرد مهنة، بل هي أشبه بنمط حياة ولدنا بها كسعوديين، ولحسن الحظ اتضح أن صناعة الضيافة هي أحد القطاعات التي تركز عليها رؤيتنا السعودية 2030، وهذا منحني دافعاً لاختيار هذه المهنة، ولأثبت لنفسي وعائلتي والعالم أنني أمتلك بداخلي موهبة مدفونة، لا أحد حتى أنا شخصياً كنت أعرف أنني أمتلكها، وكلي ثقة أن هذه الموهبة ستترك بصمة حقيقية".
الشيف أيمن كان يبحث عن وظيفة لا يجلس فيها على كرسي أمام الحاسوب، وفق ما قاله لنا، وعن مهنة رائعة تساعده على الاستكشاف وتعلم شيء جديد في كل يوم، وأكد: "لم أجد أفضل من مجال الضيافة لذلك، في البداية لم أكن أعرف ما هو المعنى الحقيقي وراء مهنة الضيافة كنت أظنها مقصورة على الوقوف في الحفلات والمناسبات والترحيب بالضيوف وتقديم الخدمة لهم، لكنني في أكاديمية بنيان التابعة لشركة البحر الأحمر العالمية، تلقيت توضيحاً كاملاً من قبل المدربين حول الضيافة، وعن كونها أكثر عمقاً وتأثيراً. وخلال تدريباتي، كنت أتلقى معلومات جديدة غيرت تفكيري حول القطاع، إذ اكتشفت أن هناك الكثير من المسارات التي يمكنك اتباعها فيه، وأنا الآن في قسم الأطعمة والمشروبات، ومن وجهة نظري هو القسم الأكثر أهمية في الفندق، ولحسن الحظ كوني في هذا القسم؛ هناك العديد من المسارات الإضافية التي يمكنني اتباعها وفق اهتماماتي".
"عليك أن تتحكم بمصيرك، وأن تكون قائد نفسك، وأن تدرك أن النور ينطلق منك وليس إليك"
وتحدث الشيف عن الفائدة الأهم من الضيافة وهي العلاقات، قائلاً: "صناعة الضيافة تتمحور حول مدى جودة علاقاتك، وبالنسبة لي تجعلني أكثر انفتاحاً على العالم، وتكسر حواجز اللغة والثقافة والأديان والسياسة، وهناك الكثير من الفوائد الأخرى، فمثلاً التحدث أمام الجمهور في هذه الصناعة أمر لا بد منه بطريقة أو بأخرى، ومقابلة العديد من الشخصيات ذات طرق التفكير المختلفة، وباعتبارك تعمل في فندق محترف، عليك التعامل معهم جميعاً وهنا مفتاح النجاح".
وفي لقائنا معه، أشار الشيف السعودي إلى طموحه في أن يثبت لنفسه ولعائلته والعالم أن هذه الصناعة ستلعب دوراً كبيراً في المستقبل القريب، لأنه "قبل عشر سنوات أو أقل، لم تكن هذه الصناعة شيئاً ستفكر فيه، وبالنسبة لنا الجيل الجديد، جيل عائلاتنا، لن يشجعنا أو ينصحنا باتباع هذا المسار، وأتمنى أن نستطيع جذب المزيد من السعوديين إلى هذه المهنة".
وأردف: "أنا أؤمن بنفسي كثيراً وبأهمية العاملين في هذا القطاع، خاصة أولئك الذين يعملون في مجال الأغذية والمشروبات، وأؤمن بأننا سنحصل على كل الدعم من بلدنا لتمكين الموهوبين السعوديين من أن يصبحوا وجه الصناعة في العالم كله".
وفي نهاية حديثه، توجه فلمبان بالشكر لـ"سيدتي" لمنحه الفرصة لمشاركة قصته المشرفة والمشوقة وتجربته في مجال صناعة الضيافة، وأضاف: "الشكر الأكبر لبلدنا الجميل المملكة العربية السعودية؛ لدعمنا ومواصلة تمكيننا كمواهب سعودية لتجهزنا لمستقبل مشرق، كما اسمحوا لي أن أشكر عائلتي على دعمهم المستمر وثقتهم بي، وبالطبع لا أستطيع أن أنسى شركة بنيان وشركة Red Sea Global اللتين أرشدتاني إلى المسار الصحيح ودفعتاني لأن أصبح فندقياً محترفاً، وأخيراً وليس آخراً، تحية كبيرة لفندقي ولعائلتي الأخرى، فريق منتجع St Regis Red Sea بدونكم جميعاً، لم أكن لأتمكن من تحقيق النجاح ولن أتمكن من الوصول إلى ما أطمح بالوصول إليه".
الشيف رزان الشهري:
قطاع الطهي لا يعترف بالحواجز والقوالب النمطية
حين تتحدث رزان الشهري، عن مهنتها، يظهر بريق في عينيها يروي حكاية شغف وطموح وافتخار، وتتحدث الشيف في فندق سانت ريجيس البحر الأحمر، عن بداية مسيرتها؛ حين انجذبت بشكل غير عادي لفكرة الارتقاء بالنكهات التقليدية وصنع تجارب طهي جديدة ومثيرة.
وتقول رزان في حديث خاص لـ"سيدتي": "بدأت هذا المشوار بعربة طعام متنقلة قبل أن أنضم لأكاديمية بنيان، حيث وضعت شغفي على السكة الصحيحة"، وتضيف: "إن كوني امرأة في هذه الصناعة، خاصة في المملكة العربية السعودية التي تشهد تطوراً سريعاً، يمثل تحديات فريدة من نوعها، ولكنه يمثل أيضاً فرصاً مذهلة، لا سيما في ظل رؤية 2030، التي فتحت أمام المرأة السعودية آفاقاً جديدة للتميز والابتكار".
وتؤكد الشهري أن التحدي الأول في مسيرتها كان كسر الصور النمطية التقليدية عن المرأة، وإثبات فكرة أن التميز في أي قطاع من القطاعات، ومنها قطاع الطهي، لا يعترف بالحواجز والقوالب النمطية، وتؤكد أيضاً أن مجتمعها المحيط قدم لها الدعم الكامل لتنجح قائلة: "مهم جداً أن يحظى الجيل الجديد بالدعم من المجتمع، فهذا يحفزه ويكون مصدر إلهام له، وهنا أود بشكل خاص أن أشكر والدتي، الداعم الأول لمسيرتي المهنية".
"من المهم جداً أن يحظى الجيل الجديد بالدعم من المجتمع"
تحب الشهري دمج التقنيات الدولية مع تقاليد الطهي الغنية في المملكة العربية السعودية، وعن ذلك تقول لنا: "أهدف إلى عرض تراثنا ومطبخنا المميز بطرق جديدة ومثيرة، مما يجعله جاذباً ومثيراً للاهتمام للجمهور العالمي".
ويعد الدور الذي تلعبه الشيف رزان في منتجع سانت ريجيس البحر الأحمر مثالاً رئيسياً على كيفية اغتنام الشباب السعودي الفرص الجديدة في هذا المجال المزدهر. ومن أبرز مهامها مشاركتها كشيف في حفل العشاء الفاخر الذي يقام على شاطئ الجزيرة بموازاة منطقة المطاعم، وهو حدث مذهل يلخص بشكل جميل فلسفتها المتمثلة في دمج التأثيرات العالمية مع النكهات السعودية التقليدية، على خلفية من الجمال الطبيعي وتحت النجوم، عن ذلك تقول الشيف: "أبرز ما في الأمر هو خلق أجواء يتكامل فيها جمال طبيعة البحر الأحمر بروائع الطهي. وكان التحدي يتمثل في تحقيق التوازن بين الإبداع والأصالة، والتأكد من أن كل طبق يروي قصة ساحرة وذات جذور ثقافية".
وعن طموحاتها حول دورها في هذا القطاع، تقول الشيف رزان: "أطمح أن أصبح أشهر وأهم شيف في السعودية والعالم، مع الوفاء دائماً لجذوري، والحرص على إظهار ما يمكن أن يقدمه المطبخ السعودي".
الشيف سفانة عمر كتبي:
"اخترت هذا المجال لما يحمله من عمق وأسرار وعناصر تميز"
تتمتع الشيف سفانة عمر كتبي بشخصية ديناميكية مرحة وبشوشة لفتت انتباهنا منذ تواجدنا في المكان، رحنا نراقب كيف تبقي على التوازن بين مهمات عدة، تتفاعل مع الحضور وتعرفهم إلى الأطباق الموجودة، وفي الوقت عينه تتنقل بين مواقد الشواء؛ لتحرص على تقديم طعام متقن الصنع، شهي الطعم، يعكس اللمسة الشبابية المعاصرة لسفانة وزملائها المدموجة بشكل مثالي مع المطبخ التقليدي السعودي والعربي.
ومع هذا المشهد الجميل، كان لا بد أن نسأل سفانة عن دوافع اختيارها لهذا القطاع، قطاع الضيافة بشكل عام، ومن ضمنه الطهي، وتقول عن ذلك: "اخترت مجال الضيافة وبالتحديد الطبخ؛ بسبب شغفي به وما يحمله من عمق وأسرار وعناصر تميز"، وتضيف: "هذا المجال يعطيني الفرصة أن أبدع وأضع بصمتي الخاصة ولمساتي الشخصية في الأطباق".
وتشدد الشيف السعودية الشابة: "نحمد الله بأن أنعم علينا بالتواجد في هذا القطاع الذي يرتبط بكل شيء، بالطعام وبالسياحة وبالترفيه والابتكار والتنمية الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والتراث والفن وكل شيء، وأشعر بفرح كبير أن هذا القطاع بات يحظى باهتمام كبير من مختلف الجهات وعليه إقبال كبير حالياً، بالأخص من فئة الشباب الذين وجدوا فيها متنفساً لأفكارهم وإبداعاتهم".
"هذا المجال يعطيني الفرصة أن أبدع وأضع بصمتي الخاصة"
وعن أكثر ما يعجبها في مهنتها هذه، تقول سفانة: "أهدف دوماً إلى أن أجمع الناس حول مائدة تشعرهم بالرضا والسعادة، فهذا شعور لا يقدر بثمن بالنسبة لي"، وتضيف: "أيضاً أطباقنا وثقافتنا السعودية الغنية هي واحدة من الأسباب، سأسعى دوماً إلى أن أعرف العالم على أكلنا السعودي، وأجعلهم يتذوقون أطباقنا الشهية ويتعلمون صنعها".
وعن التحديات في هذا المجال، تقول الشيف: "التحديات كثيرة، وأبسط شيء ممكن ذكره هو ساعات العمل الطويلة وضغط الوقت أحياناً، مما يؤثر على حياتنا الشخصية، لكن المجال يستحق، كونه مجالاً جديداً في بلدنا وفرصة كبيرة، ويساعد على تحقيق رؤية 2030، ويسعد الكثير من الناس يومياً".
وأخيراً تؤكد الشيف سفانة: "أرى نفسي في المستقبل شخصاً ناجحاً جداً في المجال، ربما كشيف، أو في مجال إدارة الفعاليات؛ لأنها من أكثر التخصصات التي أحبها".
تابعوا معنا أيضاً كيف أن اللاعبات السعوديات يتصدرن المشهد الرياضي ويعانقن الذهب