مديرة فندق Novotel Riyadh Sahafaحصة المزروع: لنا طابعنا وهويتنا الخاصة في تقديم الضيافة

مديرة فندق Novotel Riyadh Sahafaحصة المزروع
حصة المزروع مديرة فندق Novotel Riyadh Sahafa


تمكَّنت حصة المزروع، مثل عديدٍ من السعوديات، من استثمارِ الفرصِ المتاحةِ في مجالِ الفندقةِ والسياحة، وتميَّزت به حتى بلغت الريادة، وكتبت قصَّةَ نجاحٍ ملهمةً، فعلى مدى أعوامٍ طويلةٍ، تدرَّجت في عددٍ من المناصبِ الإداريَّة، وتكلَّلت مجهوداتها بالحصولِ على لقبِ أوَّلِ سعوديَّةٍ تتقلَّدُ منصبَ المديرِ العام لفندقٍ في البلاد.
المزروع حلَّت ضيفةً على «سيدتي» في ذلك الوقت، احتفاءً من المجلةِ بهذا الإنجاز، وتكريماً لدورها الداعمِ للمواهبِ السعوديَّة. واليوم نلتقيها مجدَّداً، وهي تشغلُ منصبَ المديرِ العام لفندقِ «نوفوتيل الصحافة»، أحدثُ فنادقِ العاصمةِ الرياض.

حوار : عتاب نور 
تصوير :حيدر أحمد 

المشاريع الكبرى ورؤية السعودية 2030

حصة المزروع مديرة فندق نوفتيل الصحافة


لنبدأ اللقاء بالحديثِ عن المقوِّماتِ والفرصِ الاستثنائيَّة التي أسهمت في وضعِ السعوديَّة على خارطةِ السياحةِ العالميَّة؟

تتميَّزُ السعوديَّة بمساحتها متراميةِ الأطراف، وتعدُّدِ الثقافاتِ، والتضاريسِ، واختلافِ اللهجاتِ والعاداتِ فيها، فكلُّ منطقةٍ من مناطقها، تمثِّلُ بلداً بحدِّ ذاته، وينعكسُ ذلك بشكلٍ إيجابي على كلِّ القطاعاتِ فيها، لا سيما السياحةُ والضيافةُ والاقتصادُ، وهو ما يمنحها عمقاً وثراءً كبيرَين، هذا إضافةً إلى المشروعاتِ الكبرى التي تمَّ الإعلان عنها أخيراً، وسيكون لها دورٌ محوري في صناعةِ السياحةِ بالبلاد.

حصة المزروع

بوصفكِ مواطنةً، ماذا يعني لكِ احتضانُ السعوديَّة كثيراً من الفعاليات، واستعدادها لاستضافةِ «إكسبو 2030»؟

هذا مصدرُ فخرٍ بالنسبةِ لي، لا أعتقدُ أن هناك مواطناً سعودياً لا يفتخرُ بهذه الخطواتِ الجبَّارة، سواءً باستضافةِ البلادِ معرضَ «إكسبو 2030»، أو تقدُّمها بملفٍّ لتنظيمِ كأسِ العالم2034، إلى جانبِ الأنشطةِ والفعالياتِ التي تنافسُ فيها السعوديَّةُ أهمَّ الدول،ولا أنسى هنا، أن الله أكرمنا وميَّزنا بخدمةِ الحرمين الشريفين، أكبرُ محفلٍ ورافدٍ سياحي حتى قبل الإسلام، الحمد لله، أينما اتَّجهت اليوم، ستجدُ في السعوديَّة فرصاً كبرى، خاصَّةً بعد أن تولَّى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إطلاقَ الشرارة، وبوصفنا سعوديين، نحرصُ على أن تظلَّ هذه الشعلةُ متَّقدةً دائماً، وأن يقومَ كلُّ شخصٍ بدوره حتى نخرج بأفضلٍ صورةٍ أمام العالم.

كيف لعبت مواسمُ السعوديَّة دوراً في جذبِ السيَّاحِ والزوَّار، ونشرِ الثقافةِ والتراثِ السعوديين؟

بالتأكيد لمواسمِ السعوديَّة أثرٌ كبيرٌ في التعريفِ بالبلادِ وتراثها وثقافتها، بل يمكن أن نعدَّها إحدى القوى الناعمةِ التي أسهمت في صناعةِ الترفيه، ودعمِ قطاعِ السياحةِ وتحقيقه كثيراً من الإنجازاتِ منذ إعلان «رؤية السعوديَّة 2030»، وهي تتطوَّرُ عاماً بعد آخر.

ما أهميَّةُ الاستدامةِ في تشكيلِ مستقبلِ السياحةِ بالسعوديَّة وحول العالم؟

السعوديَّةُ قدَّمت أمثلةً مهمَّةً حول موضوعِ الاستدامة، وهي من أوائلِ الدولِ التي بدأت الاستثمارَ العميقَ في مجالِ الطاقةِ النظيفة، والطاقةِ المتجدِّدة. وتعكسُ مؤشِّراتُ الأداءِ في المناطقِ السعوديَّة الجهودَ الكبيرةَ المبذولةَ للمحافظةِ على البيئة، والمحمياتِ الطبيعيَّة، مع الحرصِ على تطويرها، والاستثمارِ فيها.

 

تمكين المرأة والشباب

 

"الاستثمار في قطاعَي السياحة والفندقة يحتاج إلى مواهبَ وطنيَّة حتى تكتمل المنظومة وتتحقق الأهداف"

 

كيف تنظرين إلى تمكينِ المرأةِ في قطاعاتِ السياحةِ والفندقةِ والسفر؟

تمكينُ المرأةِ بكلِّ المجالاتِ في السعوديَّة، بات واضحاً للجميع، ولله الحمد، فتحت قيادةِ خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، تقلَّدت المرأةُ كثيراً من المناصبِ الرياديَّةِ والقياديَّةِ في معظمِ المجالات، وهناك عديدٌ من الأمثلةِ والنماذجِ على ذلك، لكنْ لا يزالُ المأمولُ أكبر بكثيرٍ من الواقع، ولا يزالُ المجالُ مفتوحاً أمام المرأةِ في قطاعِ السياحةِ الواعد بشكلٍ خاصٍّ لدخوله وإثباتِ نفسها. الدولة قدَّمت الكثير لتمكينِ المرأةِ السعوديَّة، وجاء دورها لتمتلكَ الثقةَ بنفسها، وتؤمنَ بقدراتها، وتنطلق.

كيف ترين الاستثمارَ في مجالِ الفندقة، وزيادةَ الدخل، وفتحَ مجالاتِ العملِ للشباب؟

الاقتصادُ السعودي من أكبر الاقتصاداتِ وأسرعها نمواً على مستوى العالم في مجالِ السياحةِ نتائجُ النموِّ واضحةٌ جداً سواءً في عددِ الغرفِ التي تمَّ استحداثها في السوق، أو نسبِ الإشغال التي تتزايدُ بشكلٍ مضطردٍ، المؤشِّراتُ قويَّةً وواضحةً ومطمئنةٌ للمستثمرين، وقد احتفلت السعوديَّة أخيراً بوصولها إلى 100 مليون زائرٍ، والمأمولُ 150 مليون زائرٍ حتى عام 2030، ولا شكَّ أن الاستثمارَ في السياحةِ والفندقةِ، يحتاجُ إلى مواردَ بشريَّةٍ، ومواهبَ وطنيَّةٍ حتى تكتمل المنظومةُ، وتتحقَّق الأهداف.

شغلتِ منصبَ نائبِ الرئيسِ في لجنةِ الضيافةِ بـ «غرفة الرياض»، ما مهامُّ ومسؤولياتُ هذا المنصب؟

اللجانُ العاملةُ في الغرفِ التجاريَّة لجانٌ مهنيَّةٌ، تهتمُّ بشؤونِ المستثمرين، وتعدُّ همزةَ وصلٍ بين المستثمرين والقطاعِ العام. من مهامها الرئيسةِ تطويرُ رحلةِ المستثمر، والبحثُ عن حلولٍ لأي مشكلاتٍ، أو تحدِّياتٍ تواجهه، والحمد لله تمكَّنا خلال الدورةِ الماضيةِ من تحقيق كثيرٍ من الإنجازاتِ التي تُحسب للجنة تحت قيادةِ نايف الراجحي، رئيسِ لجنةِ السياحة، وناصر الخليوي، رئيسِ لجنةِ الإيواء، وأشكرهما لثقتهما بي واختياري، ولا شكَّ أن هذا تأكيدٌ لتمكين المرأةِ السعوديَّة، وأتمنَّى أن أكون قد أدَّيتُ مهمتي، وهي «مهمةٌ كبرى»، بالشكلِ المأمول.

تحدَّثتِ بورشةِ عملٍ في باريس، العاصمةِ الفرنسيَّة، حول تنوُّع الثقافاتِ في قطاعِ الضيافة، ما أهميَّةُ ذلك؟

تلقَّيت دعوةً من شركةِ أكور العالميَّة للحديثِ عن تجربتي في قطاعِ الضيافة، وكنت المدعوَّةَ الوحيدةَ من الشرق الأوسط، وعلى مستوى السعوديَّة. من المعروفِ، أن قطاعَ الضيافةِ قطاعٌ متنوِّعٌ، وله عملاءُ مختلفون، وتبرزُ من ثماره تحقيقُ التبادلِ بين الثقافات، وهو ما انعكسَ علينا نحن الموظفين، إذ صرنا أكثر انفتاحاً على الثقافاتِ الأخرى، وأكثر اطلاعاً وتقبُّلاً، وهذا في رأيي من أهمِّ المميِّزاتِ التي جعلتني أتعلَّقُ بالقطاع، وأتحيَّزُ للضيافةِ العربيَّة بشكلٍ عامٍّ، والسعوديَّة خاصَّةً، فنحن لنا طابعنا، وهويَّتنا في تقديمِ الضيافة.
يمكن الاطلاع على قصة نجاح أخرى في مجال الضيافة : ريم قراش الرئيس التنفيذي لفنادق شدا: أهم مقومات الضيافة ثقافة غنية ومتنوعة

قصة نجاح حصة المزروع

حصة المزروع

هل واجهتكِ أيّ صعوباتٍ في هذه المهام؟

نعم هناك صعوبةٌ، لكنها صعوبةٌ ممتعةٌ ومتفرِّدةٌ. على سبيلِ المثال، ساعاتُ العملِ في القطاعِ السياحي، مقارنةً بالقطاعاتِ الأخرى، طويلةٌ حيث نحضرُ طوال اليومِ لتقديمِ الخدمة، كما أن القطاعَ يحقِّقُ نسبةَ نموٍّ أعلى، ويخلقُ بيئةً تنافسيَّةً أقوى، وهو ما يتطلَّبُ من المستثمرين كثيراً من العملِ والمثابرةِ للحصول على الفرصِ والنتائج.

صنعتِ قصَّةَ نجاحٍ ملهمةً، ما الوقودُ الذي كنت تستمدِّين منه الدعمَ لتجاوزِ الصعوبات؟

أتمنَّى أن أكون قد صنعت قصَّةً ملهمةً فعلياً. بالتأكيد تلقَّيتُ دعماً كبيراً، ولا يمكنني التقليلُ من دورِ أي طرفٍ من الأطراف. في العملِ، كنت دائماً محاطةً بأشخاصٍ يثقون بقدراتي، لذا منحوني هذه الفرصة، وهي الأولى لامرأةٍ سعوديَّةٍ، بتولي إدارةِ قسمِ التسويق في «الحكير»، وأكرِّر شكري وامتناني لمجموعة الحكير بشكلٍ عامٍّ، وسامي الحكير خاصَّةً، وأهلي، لأن العملَ في هذا القطاعِ متفرِّدٌ، وله خصوصيته، ولولا دعمهم لكان من الصعبِ عليَّ الاستمرار.

ما العنوان الذي تختارينه لهذه القصَّةِ الملهمة؟

في 2024، أكملُ 20 عاماً بالقطاع. أعتقدُ أن أفضل عنوانٍ للقصَّةِ هي «المثابرةُ والإيمان». كان لدي إيمانٌ قوي، وشعورٌ عالٍ بالمسؤوليَّة، وثابرتُ في العمل، وتعلَّمته وأتقنته، ونصيحتي للشبابِ: «لا تتكبَّر على العلمِ، وما تجهله، اسأل عنه ولا تخجل».

بعد تولِّيكِ على مدى أعوامٍ إدارةَ ثلاثةِ فنادقَ، ما فنونُ الإدارةِ الناجحة، والسماتُ الإبداعيَّةُ التي تسهمُ في صناعةِ إداري محترفٍ وقائدٍ، يستطيعُ تحقيقَ الأهداف؟

أؤمن بقيمةِ الفريقِ الواحد، وأن أي إنجازٍ لا يمكن أن يتمَّ بشكلٍ فردي، فعلى أرضِ الواقعِ دائماً ما تكون الإنجازاتُ الكبيرةُ جماعيَّةً، وأعتقد أن الواجبَ الرئيسَ للقائدِ، أن يبني فريقاً متجانساً، وأن يمنحهم الصلاحيات، ودائماً ما أكرِّر لفريقي، أن دوري مساعدتكم في إخراجِ أفضل ما لديكم.

ما المهاراتُ المطلوبةُ للعملِ في مجالِ الإرشاد السياحي؟

أوَّلُ مهارةٍ مطلوبةٍ، هي مهارةُ التعاملِ مع الجمهور، لأن الروحَ الأصيلةَ لهذا العملِ، تقومُ على التواصلِ مع الناس، والتفاهمِ مع الشخصياتِ المختلفة. أعتقدُ أن العملَ في القطاعِ السياحي، يُنمِّي هذه المهارة، ويصلُ بالفرد لمرحلةٍ كبيرةٍ من التطوُّرِ واكتسابِ الخبرة.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

الذكاء الاصطناعي

 

الذكاء الاصطناعي سيدعم إمكانات الأفراد ولن يتم الاستغناء عنهم

 

ما مدى الاستفادةِ من تقنياتِ الذكاءِ الاصطناعي في مجالِ السياحةِ والفندقة حالياً؟

الذكاءُ الاصطناعي، هو الطفرةُ التكنولوجيَّة التي يشهدها العالمُ في جميعِ المجالات حالياً، ولا يزالُ العملُ جارياً على تطويره، وتطويعه في مجالِ السياحةِ والضيافة، لأنه من القطاعاتِ التي تعتمدُ على الأفراد. أظنُّ أن الذكاءَ الاصطناعي سيدعمُ إمكاناتهم في تقديمِ خدمةٍ مميَّزةٍ، وسيقوِّي دورَ البشر، وبالتأكيد لن يتمَّ الاستغناءُ عنهم.

يتزامنُ هذا اللقاءُ مع افتتاحكم برجَ فندقِ نوفوتيل الجديد في الرياض، ماذا تقولين عن ذلك؟

فندقُ نوفوتيل في حي الصحافة، أعتزُّ به كثيراً نظيرَ إشرافي عليه بدءاً من مرحلةِ الأساس وحتى افتتاحه أخيراً، والجميلُ والمميَّزُ فيه، أننا نفتحُ أبوابه بكل فخرٍ تحت قيادةٍ سعوديَّةٍ، وفريقِ عملٍ سعودي، يمثِّلُ 50% من كوادره، إلى جانبِ أفرادٍ من 15 جنسيةً. الفندقُ يتكوَّن من 232 غرفةً، ويشتملُ على مساحاتٍ عدة للاجتماعات، ونتعهدُ بأن نقدِّم من خلاله أعلى مستوياتِ الخدمةِ الفندقيَّة، وأنا على يقينٍ بأنه سيصبحُ علامةً فارقةً ضمن الفنادقِ في العاصمةِ الرياض.

لو طلبنا منكِ توجيه رسائلَ خاصَّةٍ عبر «سيدتي» لشخصَين، مَن تختارين، وماذا تقولين؟

أوَّلُ رسالةٍ، أوجِّهها لوالدي، رحمه الله، وأقولُ له: «أتمنَّى أن أكون قد قدَّمت ما يليقُ بك وباسمك، وأنني كنتُ عند حُسن ظنِّك بي». أمَّا الثانية، فأقدِّمها لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأقولُ: «شكراً من القلب. لولا رؤيتك، والأحلامُ الكبيرةُ التي جعلتنا نحلمها، لربما لم أكن أجري هذا اللقاءَ اليوم، وأسألُ الله أن يوفِّقنا نحن السعوديين لأن نكون دائماً وأبداً وقوداً لهذه الرؤيةِ المباركة».

كلمةٌ أخيرةٌ؟

أشكرُ «سيدتي» التي كانت رفيقةَ دربي منذ بداياتي، ولا تزالُ حتى اليوم، اللقاءُ الأوَّلُ بيننا تمَّ مع الإعلانِ عن تعييني أوَّلَ مديرةِ فندقٍ في السعوديَّة، أمَّا لقائي اليوم، فاحتفلُ فيه معكم بافتتاحِ الفندقِ الذي أشرفتُ عليه، شكراً لـ «سيدتي» ولوفائكم. أتمنَّى من كلِّ قلبي، أن نحتفلَ بتحقيقِ أحلامِ كلِّ سعودي وسعوديَّةٍ في قطاعِ السياحةِ الذي سيكون من أكبرِ القطاعاتِ وأجملها في الأعوامِ المقبلة.

تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2227 من مجلة سيدتي