ياسمين يسري: بهجة تروي قصة امرأة محاربة عاشقة للحياة

ياسمين يسري
ياسمين يسري

هي ملكة الألوان والإطلالات الغريبة، وصاحبة العبارة الشهيرة "يلا نفسح اللوك". ابتسامتها الساحرة، تخفي خلفها قصة بطلة رفضت الاستسلام لبراثن اليأس والألم، ووقفت في وجه عدو شرس هاجمها ليس مرة، بل اثنتين وثلاثاً، لتقول له في وجهه: أنت أيها المرض الخبيث، لن تنال مني أبداً!
ياسمين يسري، ابنة القاهرة، وخريجة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بطلة من بطلات محاربة السرطان، تشاركنا في هذا الحوار أقسى وأجمل اللحظات في رحلتها وكيف اكتسبت من تجربتها قوة قادتها لأن تبتكر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مساحة مرحة تنقل من خلال رسائلها التحفيزية للناس.

معركة جسدية ونفسية

ياسمين يسري


ما الكلمات التي تحبين استخدامها لوصف ياسمين يسري؟

صبورة، قوية، محاربة، عاشقة للحياة، مبدعة، متفائلة، متجددة.

حدثينا قليلاً عن صراعاتك المتعددة مع مرض السرطان؟

السرطان بالنسبة لي كان معركة جسدية ونفسية خضتها أكثر من مرة. العودة من شبح المرض كانت تتطلب مني قوة داخلية هائلة، والتعافي نفسياً وعقلياً من المرض وعلاجه رحلة طويلة، ولذلك أقوم بنشر الوعي بهذه الرحلة عن طريق منصاتي.

ما الذي يشعر به المرء عندما يعود السرطان لمهاجمة جسده بعد فترة من الشفاء؟

شعور متناقض تماماً، بين الخوف والتحدي. الخوف يعود لأنه يعيد لك كل الألم الذي ظننت أنك قد تجاوزته، لكنه يمنحك أيضاً قوة لتخوض الصراع مرة أخرى بطريقة مختلفة.

ياسمين يسري

ما الذي منحك القوة للتقدم؟

إيماني بأن الحياة تستحق أن تُعاش بالكامل، وأن الألم جزء من هذه الرحلة، دفعني للمضي قدماً. عائلتي ودعمي النفسي كانا عاملاً أساسياً أيضاً.

أي لحظات كانت الأقسى عليك؟ وأي لحظات تسلل فيها الفرح إلى قلبك رغم الألم؟

5 سنوات من فترة العشرينات من عمري، كنت أحارب فيها مرض السرطان، 3 مرات جسدياً ونفسياً وللآن أنا أتعافى نفسياً وعقلياً من تبعاته. أما لحظات الفرح، فهي كل مرة شعرت فيها بدفء الأمل والشفاء داخل جسدي.

مساحة للبهجة

كيف كوَّنت هذه الروح المرحة والإيجابية رغم كل الصعوبات؟

هي ليست حالة دائمة، هناك الكثير من الأوقات الصعبة، لكني دائماً أختار أن أكون مرحة لأني لا أريد أن أعيش دور الضحية، الروح الإيجابية تتغذى من دعمي لمن حولي.

تشيرين دوماً من خلال الفيديوهات التحفيزية إلى أن الإنسان أسير أفكاره، ما الذي يعنيه ذلك؟

أفكارنا تحدد كل شيء، إذا كنت محبوساً في أفكار سلبية ستعيش حياة مليئة بالمعاناة، أما إذا اخترت الأفكار الإيجابية، ستحقق القوة لتجاوز الصعاب، وفيديوهاتي تشجع الشخص أن يعتمد على نفسه في التحفيز الذاتي ولا ينتظر التشجيع والتحفيز الخارجي.

كيف تحددين أفكار هذه الفيديوهات؟

أستمد الإلهام من تجاربي الشخصية، من قصص الناس، ومن الرغبة في منح الأمل للآخرين الذين يعانون بصمت.

الإطلالات هوية

ياسمين يسري


كيف اخترت جملة: يلا نفسح اللوك؟

هي دعوة للتمتع بالحياة بطريقة مرحة، كل مرة تلبسين فيها، فكري بأنك تخلقين مساحة للبهجة.

ما سر هذه الإطلالات غير العادية؟ وما مصادر القطع والتصاميم التي تستخدمينها؟

الإطلالات هي تعبير عن هويتي. أحب استكشاف القطع التي تجمع بين الفن والأصالة، وأستوحي من الثقافات المختلفة ومن مصممين عالميين.

أي قطع هي الأكثر أهمية بالنسبة لك (الملابس - الأكسسوارات - الأحذية....)؟

بالنسبة لي، كل قطعة لها دور، لكن ربما الأحذية هي التي تعكس ثقتي وتكمل اللوك بالكامل.

اقرؤوا أيضاً: الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو السبيل للقضاء على المرض وفق البروفيسور مروان غصن

مصدر أمل وإلهام

الفيديوهات التحفيزية التي تقدمينها تحظى بتفاعل كبير، كيف يشعرك هذا التفاعل؟

أنا أتابع ذلك وأشعر بالامتنان لأن الناس يجدون رسالتي مفيدة في حياتهم اليومية. التفاعل يسعدني لأنه يعزز دوري كمصدر أمل وإلهام.

ماذا بالنسبة للتعليقات السلبية، كيف تتعاملين معها؟

التعليقات السلبية تأتي مع النجاح، أختار عدم التركيز عليها لأنها لا تمثل منْ أنا أو ما هي رحلتي.

الاهتمام بالجمال يحتل مكانة كبيرة في حياتك، ما هي أهم قواعد الجمال برأيك؟

السلام النفسي والجمال ينبع من الداخل، الاهتمام بالبشرة والصحة العامة هما الأساس، استخدام المنتجات المناسبة والاعتناء بالنفس هما الأهم.

تحبين السفر وزيارة أماكن جديدة في العالم، كيف تحددين وجهات سفرك؟

أحب استكشاف الثقافات المختلفة، وغالباً ما أختار وجهاتي بناءً على رغبة داخلية في التعرف إلى شيء جديد وإثراء تجربتي الشخصية.

كوني صارمة مع نفسك

 

ياسمين يسري


كيف تساهمين اليوم في نشر الوعي حول المرض؟

من خلال فيديوهاتي ومنشوراتي على كل منصاتي عن رحلتي مع المرض وما بعد المرض والتعاون مع شركات ومؤسسات كبرى كمتحدثة تحفيزية في حملات توعية. أحرص على أن تصل رسالتي بقوة وألا تكون فقط شعارات، بل خطوات عملية للتغيير.

ما النصيحة التي توجهينها للسيدات في شهر أكتوبر الوردي؟

كوني قوية وصارمة مع نفسك في الفحص الدوري، لا تخافي من أي نتيجة، فالوقاية خير من العلاج، والخطوة الأولى هي الفحص.


ملاحظة: الصور من المصدر


وأخيراً، بطلتنا حاربت سرطان الغدد اللمفاوية بصبر وعزيمة، وهناك أيضاً الكثير من القصص التي تستحق أن تروى حول بطلات محاربة السرطان بأنواعه المختلفة، ومنها في أكتوبر الوردي: الألم والأمل في قصص 3 ناجيات من سرطان الثدي