بعد الهلع الذي سبّبته حشوات تكبير الأثداء الفرنسية هل مادة السيليكون آمنة؟

بعد الهلع الذي سبّبته حشوات تكبير الأثداء الفرنسية

 

هل مادة السيليكون آمنة؟

 

 

 

 

 

انتابت النساء اللواتي استخدمن حشوات "السيليكون" لأثدائهن مخاوف عدّة، بعد الأزمة الأخيرة التي نتجت عن الشركة الفرنسية "بولي إمبلانت بروتيس" المصنّعة للحشوات من مواد صناعية مخالفة للمواصفات العالمية (كميّة الجل المستخدمة وسماكة الحشوة) أدّت إلى الانفجار فيها، ولو أن الجدل بشأن ضلوعها في التسبّب بالسرطان لم يُحسم بعد! وكانت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية صرّحت بأن هناك مخاوف مؤكّدة من أن الحشوات التي صنعتها الشركة الفرنسية تنطوي على مخاطر صحية جسيمة، حتى وإن لم تظهر هذه الأخيرة على المدى القريب. ويتضاعف الهلع عندما نعلم أن هذه الحشوات الفرنسية رخيصة الثمن تصدّر إلى دول عدّة، لا تغيب عنها الدول العربية!

 

"سيدتي" تسأل الاستشاري في الجراحة العامة بمستشفى الجدعاني بجدة والحاصل على الزمالة الإيرلندية من جامعة دبلن الدكتور ابراهيم محمد تمام حول تأثير استخدامات حشوات السيليكون لتكبير الأثداء على الصحة العامة للمرأة:

 

 

 

 

 

 

 

مما لا شك فيه أن جراحة تكبير الأثداء باستخدام حشوات السيليكون تعدّ من أكثر جراحات التجميل شيوعاً على الصعيد العالمي، وتعود المشكلة المتأتّية منها إلى أن الشركة الفرنسية المذكورة آنفاً صنعت أنسجة صناعية رخيصة الثمن ارتبط استخدامها بمخاطر صحية، الأمر الذي دفع السلطات الفرنسية إلى حثّ النساء على إزالة تلك الأنسجة في أسرع وقت خشية تمزّقها أو انفجارها داخل أثدائهن، علماً أن باقي الشركات المصنّعة لهذه الحشوات في دول العالم حاصلة على تصريح "هيئة الغذاء والدواء الأميركية" FDA ولم يثبت ضلوعها بأية مخالفات طبية قد تحدث مشكلات صحية.

 

 

 

 

 

تطوّر السيليكون

 

وكان استخدام حشوات السيليكون عاصر عدداً من التطورات والتغييرات التقنية منذ الخمسينيات ووصولاً إلى صورته النهائية المستخدمة اليوم، أبرزها:

 

- بدايةً، كان يتم حقن مادة السيليكون في صورتها السائلة تحت جلد الثدي. ولكن، وجد العلماء أن هذه الطريقة غير آمنة بسبب إمكانية وجود علاقة بينها وبين زيادة فرص الإصابة بسرطان الثدي، فضلاً عن مهاجمة هذه المادة لجهاز المناعة ما يرتّب آثاراً جانبية وأضراراً صحيةً جسيمة، الأمر الذي جعل من حقن السيليكون تحت الجلد سواء كان في الثدي أو في أي مكان آخر في الجسم أمراً طبياً غير مقبول.

 

- توصّل العلماء إلى طريقة أخرى أكثر تطوراً تتلخّص في وضع مادة السيليكون في صورة شبه سائلة وأكثر تماسكاً (السيليكون جيل) أي ضمن كبسولة قوية مصنّعة من السيليكون أيضاً. وقد نجح استخدام هذه المادة على نطاق واسع في جراحات التجميل بسبب عدم تحلّلها داخل الجسم، بالإضافة إلى كونها ثابتة لا تسبّب التهابات أو حساسية أو ترتبط بحدوث سرطان الثدي، ما جعل مدّة استخدامها تستمر لفترات طويلة.

 

ولكنها ما لبثت أن تعرّضت إلى هجوم شرس في الحقبة الأخيرة، حيث أثبتت غير دراسة طبية أن مادة السيليكون في صورتها شبه السائلة الموجودة داخل الكبسولة والتي تمثّل الثدي الصناعي قد تتسرّب خارج الكبسولة لتنتشر في الجسم وذلك عند استخدامها لفترة طويلة داخل الثدي، الأمر الذي رجّح العلاقة بين استخدامها وبين الإصابة بسرطان الثدي. ولكن، وفقاً لأبحاث صادرة عن لجنة خاصة شكّلت بإشراف "الجمعية الأميركية للسرطان" ثبت أن هذه الادّعاءات غير صحيحة، وأنه لا توجد علاقة بين الثدي الصناعي وبين الإصابة بالسرطان، لأن مادة السيليكون في الأصل مادة غير مسرطنة ولكنّها تؤثر على جهاز المناعة في الجسم بشكل عام.

 

_ وأخيراً، توصّل الجرّاحون الأميركيون إلى طريقة أكثر أماناً هي عبارة عن زرع بالون من مادة السيليكون يتمّ إدخاله إلى الثدي بشكل آمن، ثم حقنه بمحلول مائي معقّم، وبذا تغيب أية مشكلة صحية خطرة في حال تسرّب هذا الأخير.

 

 

 

 

 

 

 

آراء متضاربة

 

وإذ تختلف الآراء الطبية حول علاقة الثدي الصناعي وحشوات السيليكون بحدوث السرطان، يرى بعض الباحثين أن جراحة تكبير الثدي باستخدام الحشوات لا تتسبّب في حدوث سرطان الثدي وليس لها أية مضاعفات خطرة، في حين تتحدّث دراسة صادرة حديثاً عن المعهد القومي للسرطان بأميركا عن المخاطر الصحية التي قد تحدث على المدى البعيد بسبب استخدام هذه الحشوات وتأثيرها على جهاز المناعة في الجسم، ما يجعل المستخدمات لها أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي مقارنة مع غير المستخدمات لها. وتفيد دراسة ثانية صادرة عن المعهد عينه أن ازدياد نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي استخدمن حشوات السيليكون لتكبير الثدي بلغ نحو 21% مقارنة بسيدات من نفس الفئة العمرية لم يستخدمن هذه الحشوات.

 

 

 

انفجار الحشوات

 

وثمة عوامل تزيد من مخاطر تمزيق الحشوات وانفجارها السريع في الثدي، أبرزها:

 

         تعرّض الحشوة داخل الثدي إلى ضغط شديد نتيجة حدوث إصابة لها أو صدمة فيها.

 

         إصرار بعض السيدات على استعمال حشوة أكبر من حجم الثدي!

 

         عدم فحص الحشوة من وقت إلى آخر وبقاؤها في الثدي لسنوات طويلة بدون متابعة طبية.

 

         استخدام حشوات رخيصة الثمن مصنوعة من سيليكون صناعي غير مخصّص للأغراض الطبية وغير حاصل على تصريح "هيئة الغذاء والدواء الأميركية" FDA، علماً أن هذه الأخيرة تمتلك قابلية عالية للتمزّق والانفجار داخل الثدي خلال فترة بسيطة من زرعها بالثدي، الأمر الذي يؤدّي إلى مخاطر صحية جسيمة قد تصل إلى الوفاة أحياناً!

 

 

 

هام لك

 

وثمة علامات خطرة قد تتسبّب في إحداث مشكلات صحية جسيمة لدى النساء اللواتي قمن باستخدام حشوات السيليكون بغرض تكبير الأثداء أو تعويض الأنسجة الطبيعية المفقودة من خلال جراحات استئصال الثدي الكلية أو الجزئية، الأمر الذي يستلزم سرعة استشارة الطبيب، أبرزها:

 

•          اكتشاف أي تورّم في أي جزء من أجزاء الثدي أو حدوث تغيّر فيه، علماً أن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يساهم في الشفاء التام بنسبة 98% وذلك وفقاً لإحصائيات "منظمة الصحة العالمية".

 

•          يجدر بالسيدات اللواتي قمن باستخدام حشوات السيليكون بفحص الثدي بانتظام بعد نهاية كل فترة طمث من كل شهر، فيما ينبغي على النساء في المرحلة العمرية المتراوحة بين 40 و50 عاماً أن يقمن بعمل فحوص للثدي سنوياً وبشكل دوري، وذلك باستخدام أشعة "الماموجرام" حيث تثبت الدراسات الحديثة الصادرة عن "منظمة الصحة العالمية" زيادة نسب الإصابة بسرطان الثدي خلال تلك الفترة بسبب اضطراب هرمون "الاستروجين" وانقطاع الطمث.

 

•          ينصح الأطباء بعد إجراء جراحات السيليكون بارتداء حمّالات الصدر الطبية المطّاطية لمدّة شهر، مع تدليك الثدي بعدها يومياً ولمدة أسابيع حسب توصية الطبيب، ما يعمل على تقليل تكوّن ندبات داخلية قد تسبّب التخفيف من ليونته.

 

•          ينبغي سرعة استشارة الطبيب في حالة حدوث تغيّرات على سطح الجلد (تغيّر اللون أو ظهور ندبات أو أوردة أو حدوث تورّم).

 

•          تحسّس أي تورم بالعقد اللمفاوية الموجودة بمنطقة الإبط، أو وجود إفرازات دموية من حلمة الثدي أو وجود ألم أو ثقل بأحد الثديين أو كليهما.

 

•  ملاحظة أيّ تغير على سطح الجلد واختلاف ملمسه أو منظره إلى ما يشبه شكل سطح حبّة البرتقال.

 

 

 

يرجّح أن معدّل جراحات تكبير الأثداء في السعودية يبلغ 35%.