تستطيع الأم بصفتها أكثر الأشخاص قرباً من طفلها اختيار الأنشطة والفعاليات الممتعة والأكثر فائدة لطفلها من خلال فعاليات المناسبات العامة التي يحتفل بها كل أبناء الوطن، ومن خلال اكتشاف الألعاب والأنشطة التي يحبها الطفل يمكن أن تكتشف ميوله المستقبلية ومدى اهتمامه بنشاط معين مثل ميله للسباحة ليصبح سباحاً ماهراً في المستقبل، أو ميله لزيارة الأماكن التراثية مما يعني أنه سوف يهتم بالتاريخ والآثار حين يكبر.
يجب على الأم استغلال الفعاليات والمناسبات أيضاً في تنويع الأنشطة الخارجية التي يمكن أن يمارسها طفلها لأنها لن تتكرر طيلة العام، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية هدى عمر، والتي أشارت إلى أنشطة خارجية للأطفال خلال موسم الرياض 2024 يمكن لأطفالك ممارستها والاستمتاع بها مع تحقيق أهداف تربوية هامة ومثمرة من خلالها في الآتي:
أهداف تربوية يمكن أن يحققها الخروج في أنشطة خارجية خلال موسم الرياض
- اهتمي بأن تخرجي بطفلك إلى الأماكن التي يتم ممارسة وتنفيذ فعاليات مخصصة للطفل؛ لأنها تساعد على أن يخرج الطفل من حيز البيت والمدرسة وهو الحيز التقليدي للتعليم إلى حيز أوسع هو العالم الخارجي الحي الذي يمثل له التجربة الفعلية والمعلومة المباشرة التي لا يمكن أن ينساها بسهولة.
- احرصي على استغلال الفعاليات التي تنطلق للأطفال ضمن موسم الرياض الحالي لكي تخرجي بطفلك إلى خارج نطاق البيت، وحيث تؤكد الدراسات أن خروج الطفل من البيت يعني أن يزيد ذكاء الطفل وتتعزز صحة الدماغ لديه بشكل أفضل نتيجة للتجدد والانبهار وليس الركود المعرفي الذي يتكرر كل يوم من خلال البيت.
- استمتعي مع طفلك بالخروج والتمتع في الهواء الطلق، وحيث يفيد الهواء النقي والطبيعة النضرة البكر في تحسين الصحة النفسية والجسدية للطفل، مما ينعكس على صحة طفلك العقلية والذهنية بشكل كبير وصورة واضحة.
- اخرجي بطفلك إلى الأنشطة التقليدية لكي تنتقلي به من المعنى التقليدي للترفيه والذي كان في الماضي يعني الخروج لقضاء وتزجية الوقت فقط، فالخروج من أجل الترفيه اليوم ومن خلال فعاليات موسم الرياض يقدم معلومات ثرية للأطفال عن التراث والتاريخ القديم وكذلك يمنحه الفرصة لمحاكاة بعض رياضات الشعوب التي تبعد عنه أميالاً، فمثلاً رياضة التزلج في فعاليات موسم الرياض تطلع الطفل على الشعوب التي تنتقل في حياتها اليومية بواسطة التزلج مثلما ننتقل من خلال السيارات والقطارات في بلادنا.
نماذج لأنشطة خارجية ممتعة للأطفال
اخرجي بطفلك لفعاليات تعبر عن الحياة البرية
- احرصي على أن تخرجي مع أطفالك إلى عالم مصغر لرحلات السفاري، وهو العالم الذي يوفره موسم الرياض كل عام ضمن فعالياته، وحيث تعد رحلات السفاري والأماكن التي تتوافر ضمن الفعاليات من أكثر الأماكن متعة بالنسبة للأطفال الذين يحبون أن يتفرجوا على الحيوانات والطيور النادرة في مكان واحد، وأن تكون هذه الحيوانات والطيور حية وتمارس حياتها الطبيعية حولهم بحيث تحلق وتتسلق حولهم.
- قومي بشرح معلومات لأطفالك حول الحياة البرية وكيف تعيش الحيوانات والطيور في مجتمعات وكذلك وفري لهم بعض المعلومات عن حياة كل طائر وحيوان، ويمكن الاستعانة بمواقع الإنترنت في هذا المجال بحيث تقدمين لهم معلومات تشبع فضولهم وتزيد من دهشتهم واستغرابهم، فالطفل في سنه الصغيرة يكون نهماً لمعلومات مذهلة ومثيرة عن الحيوان والطير الذي يتخيل أنه يشبهه ويمارس مثل حياته في الأكل والشرب مثلاً.
قد يهمك أيضاً: ماذا تخبرين طفلك عن موسم الرياض؟
اختاري فعاليات تطبق التعليم عن طريق اللعب
- احرصي على زيارة أماكن وفعاليات ضمن موسم الرياض لهذا العام تعمل على تشكيل مفاهيم جديدة للألعاب عند الأطفال خاصة أطفال المرحلة الابتدائية بحيث تعمل على دمج لعب الأطفال بالترفيه، وبالتالي يمكن لهذه الفعاليات استثمار فرحة وبهجة الأطفال في الترفيه بأن يتعلم الطفل بعض المهارات والمعلومات الجديدة وبطريقة ممتعة للغاية.
- زوري مع أطفالك أماكن مخصصة تتيح للطفل ممارسة حياته اليومية من خلال نماذج حية للبيت مثل العيش في غرفته والانتقال إلى المدرسة واللعب في الحديقة والمزرعة على سبيل المثال، كما يجب أن تحرصي على دمج الطفل مع أطفال آخرين واللعب معهم وتعلم آداب اللعب الجماعي والحصول على فوائد اللعب الجماعي للطفل أيضاً يعد فائدة كبيرة وهامة للطفل، ويمكن شراء ألعاب على سبيل التذكار من هذه المناطق وإتاحة الفرصة له لكي يتسوق بنفسه ويختار ما يناسبه من ألعاب ولكي يلعب بها مع الأطفال الذين هم في سنه، مما ينمي لديه مهارات تعليمية بالتدريج تحتاجين لوقت طويل لكي يحصل عليها طفلك في البيت أو المدرسة فقط دون دمجه في نشاط خارجي ضمن هذه الفعاليات.
زوري الأماكن التراثية في المملكة
- اهتمي بالخروج مع أطفالك إلى الأماكن التي تعبر عن التراث والآثار القديمة للمملكة ضمن فعاليات موسم الرياض؛ لأن زيارة تلك الأماكن تساعد على ربط الزمن الحاضر بكل إنجازات المملكة العظيمة من خلاله بالماضي الأصيل والجميل، وتزيد من الشعور بالفخر والاعتزاز بالوطن سواء بماضيه العريق أو بحاضره الذي سهل للأطفال أمل المستقبل سبل الحياة المريحة الحديثة، بما يواكب تطورات العصر حول العالم بحيث تنافس المملكة كبرى دول العالم في تقدمها وتحضرها.
- احرصي على أن تخرجي بأطفالك إلى مناطق تعرض الحياة القديمة للمواطن السعودي وحاولي ربط الطفل بالماضي وشرح بعض العادات القديمة وما يقابلها في الحاضر، كما يمكن أن تشرحي لطفلتك بعض الأكلات التراثية وغالباً ما تتوافر أماكن يتم إعداد وطبخ هذه الأكلات وتقديمها للجمهور الزائر، ويأتي دورك بأن تشرحي مكوناتها وفوائدها وطريقة طهيها وما يقابلها اليوم في مطبخك الحديث، واهتمي بأن تشرحي لأطفالك عموماً بأن الإنسان يجب أن يعتز بماضيه، كما يهتم بأن يكون له حاضر موفق ومستقبل مشرق.