يعد الذكاء العاطفي من الأمور التي يجب على الأبوين الاهتمام بتنميتها عند أطفالهم منذ الصغر، لأنهم سوف يستفيدون من ذلك الأمر على المدى الطويل في حياتهم، وسيجعلهم أشخاصاً أفضل، قادرين على التحكم في غضبهم ويحسنون فرز واستخدام عواطفهم الذاتية.
هنا يؤكد الدكتور حسام حسنين، أستاذ طب نفس الطفل بمركز البحوث، أن الذكاء العاطفي عند الأطفال يرتكز على التعرف على المشاعر وفهمها، والتعامل معها بفعّالية، سواء على المستوى الشخصي أو في سياق التفاعل مع الآخرين، وبتطوير هذه المهارة يصبح الطفل أكثر تعاطفًا واستقرارًا عاطفيًا، مما يجعلهم مستعدين لمواجهة الحياة بثقة ومرونة. والآن إلى التفاصيل.
ما هو الذكاء العاطفي؟

يقصد به تعرف الطفل على العواطف وفهمها، وإدارتها لضمان القدرة على التفاعل بشكل إيجابي مع مشاعر الآخرين، على أن يتم توظيف المشاعر بفعالية في التفكير واتخاذ القرار المناسب.
يتكون الذكاء العاطفي من عدة عناصر رئيسية؛ منها الوعي الذاتي، ضبط النفس، التحفيز الذاتي، التعاطف، ومهارات التواصل الاجتماعي.
كما يُعتبر تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال من العوامل الهامة في بناء علاقات صحية، والقدرة على التحكم في المشاعر مثل الغضب، الحزن، والتعبير عن مشاعرهم بوضوح.
معرفة الذات والمشاعر والأحاسيس الداخلية، وقبولها والمقدرة على التعامل معها، بالإضافة لضبط النفس ومعرفة كيفية التعامل معها عند الغضب والخوف، بجانب القدرة على التفكير السليم.
التعرف على شخصية الطرف الآخر ومحاولة التفكير بفكره والشعور بمشاعره، وامتلاك المهارات الاجتماعية التي تمكنه من حل مشكلاته، لذا من الضروري تعليم الطفل هذه المهارة من عمر سنتين إلى ثلاث سنوات.
علامات الذكاء العاطفي عند الأطفال

- قدرة الطفل على التعبير عن المشاعر بوضوح مثل الفرح، الحزن، الغضب أو الإحباط بشكل لفظي أو غير لفظي.
- ملاحظة الطفل لمشاعر الآخرين وفهم احتياجاتهم، مثل تقديم المساعدة لشخص يشعر بالحزن أو القلق.
- التحكم في المشاعر مثل تهدئة نفسه في المواقف الصعبة، الغضب دون اللجوء إلى نوبات الغضب.
- التفاعل الاجتماعي الإيجابي وبناء علاقات جيدة مع الآخرين وحل النزاعات بشكل سليم.
- الانتباه لما يقوله الآخرون والقدرة على استيعاب مشاعرهم دون التسرع في الرد أو مقاطعتهم.
- القدرة على التكيف مع المواقف الصعبة دون الشعور بالاضطراب المفرط.
مهارات الذكاء العاطفي تتمثل في:

قبل توضيح كيفية تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال نتعرف على مهارات الذكاء العاطفي عند الأطفال كما يلي:
الوعي العاطفي:
مهارة قدرة الطفل في التعرف على مشاعره ومشاعر الآخرين، مما يساعد الطفل على المواقف التي يواجهها، ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مشاعر معينة مثل الغضب أو الفرح.
كيف يعبر الطفل عن غضبه؟ وكيف تسيطرين عليه؟
مهارات التواصل:
يمتلك القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحيح، والاستماع للآخرين بفاعلية، مما يساعد في بناء علاقات إيجابية.
حل النزاعات:
يعتمد على تعليم الأطفال كيفية التعامل مع الخلافات بشكل إيجابي والتفاوض لحل المشاكل المختلفة بدلاً من استخدام العنف أو السلوك السلبي.
التنظيم الذاتي:
قدرة الطفل على التحكم في مشاعره وتصرفاته في المواقف المختلفة، مثل التحكم في لحظات الغضب، الإحباط بطريقة سليمة.
حل المشكلات:
القدرة على التفكير بشكل منطقي وإبداعي في إيجاد حلول للمشاكل العاطفية أو الاجتماعية التي قد يواجهها الطفل والتعاون مع الآخرين لحل الخلافات بطريقة سلمية.
اتخاذ القرار:
القدرة على تقييم المواقف والتفكير قبل اتخاذ القرارات، يشمل التفكير في مشاعر الآخرين وتحديد الأفضل للجميع.
طرق لتنمية مهارات الذكاء العاطفي عند الأطفال

تعليم الطفل كيف يتعرف على شخصيته ويتعامل معها ويعالجها، سواءً كان عصبيًا أو حساسًا أو سريع الغضب، وأن يتدرب الطفل على الإحساس بالآخرين، وتقمص شخصياتهم، والتحلي بمهارات تمكنه من حل مشكلاتهم.
من الطرق الفعالة في التعامل مع المواقف المختلفة، أن يقسمها إلى ثلاث خطوات: ان يقف ويفكر ويضع الاحتمالات، التفكير في احتمالات التصرف، ثم يختار التصرف الصحيح؛ وبالتالي سوف يتعلم التصرف المقبول وغير المقبول.
الاعتماد على القراءة لتنمية الذكاء العاطفي، من خلال تشجيع الطفل على قراءة القصص ذات المغزى، والتي تساعد على استخلاص الحكمة والعبرة.
منح الطفل مساحة للتعبير عن مشاعره وآرائه، والإنصات لكل ما يقول، وعدم إهمال ما يقول مهما كان سخيفاً، ومحاولة فهم كل ما يقول؛ لأن حرية التعبير تضمن تنمية الذكاء العاطفي.
تعليم الطفل التفاعل والانخراط في المجتمع ومع أقرانه، كأن يتم تسجيله في الأندية الرياضية أو الاشتراك في الأنشطة الترفيهية المختلفة.
"5" خطوات أساسية لتنمية الذكاء العاطفي
1-التحدث عن المشاعر بانتظام:
من خلال التحدث مع الطفل عن مشاعره وكذلك مشاعر الآخرين، كما يمكن تسمية هذه المشاعر مثل السعادة، الحزن، الغضب واستخدام القصص والأمثلة لتوضيح كيفية التعامل مع المشاعر.
2-التعاطف مع الآخرين:
يعتمد على تشجيع الطفل للتعاطف مع الآخرين وذلك عبر توجيه عدة أسئلة التي تساعد على تنمية قدرة الطفل على فهم مشاعر الآخرين.
3-تنظيم المشاعر:
يتم تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال من خلال تعلم الطفل كيفية التعامل مع المشاعر السلبية مثل الإحباط، الغضب عبر عدة طرق منها التنفس العميق، تجربة العد حتى رقم 10.
4-تشجيع الاستماع الفعّال:
يتم تدريب الطفل على الاستماع الجيد للآخرين والانتباه إلى حديثهم واحترام مشاعرهم، وتحفيزهم على مشاركة الأفكار بعد الاستماع.
5-تطوير مهارات حل المشاكل:
ساعد الطفل في البحث عن حلول للمشاكل التي يواجهها، وتعزيز الثقة بالنفس في مواجهة التحديات.