تمر المرأة خلال فترة الحمل بمجموعة من التغيرات النفسية والسلوكية والجسمانية التي قد تسبب لها بعض الإزعاج، والتي تبدأ في الثلث الأول من الحمل، حيث تشكو بعض الحوامل من شعورهن بالنعاس الشديد وكثرة الخمول والكسل، لتعود كثرة النوم والكسل من جديد في أواخر الشهر الثالث، ومرة ثالثة في الشهور الأخيرة، بجانب أن طريقة نوم الحامل تزداد صعوبةً كلّما مرّت الشهور عليها، وخاصةً إذا تعدت الشهر الخامس، وللسهر أيضاً مشاكله والتي تسبب أمراضاً.
عن أسباب نعاس وخمول الحامل، وكيفية التعامل معه، وأضرار سهر الحامل يدور التقرير التالي؛ واللقاء مع استشاري النساء والتوليد الدكتور محمد السيد المرسي؛ للشرح والتفسير.
جهة نوم الحامل الأفضل
النوم هو حالة طبيعيّة للجسم يسترخي فيها لعدّة ساعات؛ بحيث يفقد النائم الشعور بالمحيطين به، وتقلّ حركاته الإرادية، وفيه يعيد للدماغ نشاطه، لذلك فهو مهم لصحّة المرأة الحامل.
وهيئة النوم الصحيحة للحامل لها دور كبير في المحافظة على صحتها والجنين، لذلك يجب أن تتحرّى المرأة الحامل أفضل طريقة للنوم دون أي تأثيرات سلبية، ويُفضّل الأطباء في الغالب نوم الحامل على جانبها الأيسر.
السبب أنّه لا يضغط على الأوردة والشرايين، ولا يؤثّر على حركة جريان الدم، كما أنه يجعلها تتنفس بشكل أصحّ، ولا يجعلها تشعر بالضغط الذي يسبّبه الجنين، وهي طريقة نوم مريحة لصحتها وصحة الجنين.
كما أن نوم المرأة على بطنها لا يسبّب ضرراً على الجنين، لأن الجنين محاط بكميّة من الماء قادرة على حمايته، بينما يوجد تحذير من نوم المرأة الحامل على ظهرها؛ حيث إنه يعيق حركة مرور الدم للجنين، وبالتالي قد يؤدّي إلى وفاته، أو حتى التعرّض للإجهاض.
هل تعرفين أسباب الإرهاق المستمر أثناء الحمل؟ اعرفي الأسباب وتتبعي إشارات جسمك
فوائد النوم للحامل
- يجب أن تنام الحامل مدّة ثماني ساعات متواصلة لتحصل على قسطٍ كافٍ من الراحة لها وللجنين؛ حيث إنّها تتعرض للتعب والإجهاد بشكل كبير أثناء فترة النهار، ويجب أن تحصل على الراحة الكافية.
- يجب أن تحصل الحامل على مدّة لا تقل عن عشرين دقيقة كفترة استرخاء خلال النهار، حيث يؤدّي نوم الحامل إلى زيادة مخزون الطاقة في جسمها، ومنحها حيويّةً ونشاطاً، حيث يصل هرمون النمو إلى أعلى مستوياته أثناء النوم.
أسباب الخمول في الشهر الثالث من الحمل
- ما تمر به المرأة الحامل من الخمول والنعاس أمر طبيعي، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى؛ وذلك نتيجة التغير الذي يحدث في الهرمونات، وزيادة مستوى هرمون البروجسترون في الدم، الذي ينعكس على الجسم، فتشعر الحامل بالنعاس وأحياناً الأرق الليلي.
- في هذا الشهر تتكون المشيمة، وتنمو أعضاء جسم الجنين المهمة، وهذه التغيرات التي تحدث تسبب الشعور بالتعب؛ لأنها تستنزف من طاقة جسم الحامل.
- تبدأ التغيرات الجسدية بسبب زيادة كمية الدم لنقلها للجنين، ما يؤدي لانخفاض ضغط الدم ومستوى السكر والشعور بالتعب، بجانب التغيرات النفسية والانفعالية؛ حيث تكون الحامل مقبلة على تجربة جديدة وبحاجة للدعم من الآخرين، خاصة الزوج.
- أحياناً تصاب الحامل بفقر الدم؛ وذلك بسبب قلة تناول الطعام؛ نظراً لحالة الغثيان والقيء ونقص بعض الفيتامينات، خاصة فيتامين "ب" ومشتقاته.
كيفية التغلب على الخمول في الشهر الثالث
- الخلود للراحة وعدم الإرهاق في أعمال البيت.
- نوم القيلولة، وعلى الأقل لمدة ساعة يومياً.
- التغذية الجيدة والمتوازنة وتقليل السكريات؛ لأنها تسبب الخمول.
- النوم الصحي المتواصل خلال الليل.
- تقليل الغثيان الصباحي بشرب شاي الزنجبيل.
- ممارسة الرياضة كالمشي والسباحة.
- ممارسة تمارين الاسترخاء والتدليك على يد مختصة.
اكتشفي أيضاً هل طريقة نوم الحامل تؤثر على الجنين؟
طرق التعامل مع النعاس
- لابد أن تلتزم الحامل بجدول للنوم والاستيقاظ، وتحديد وقت الذهاب إلى النوم في الليل، وتعويد الجسم على التأقلم معه، إذ يجب أن تنام الحامل 8 ساعات متواصلة؛ لتحصل على قسط كافٍ من الراحة لها وللجنين.
- تجنب إرهاق الجسم في النهار، وأخذ قسط من الاسترخاء والراحة، سواء في حالة ممارسة التمارين الرياضية، أو بعد أداء الأعمال اليومية والإجهاد العضلي أو النفسي.
- شرب كمية كبيرة من السوائل، خاصة عصير الحامض؛ لمساعدة الجسم على الاحتفاظ بمخزون الحديد، وامتصاص الكمية الأكبر من الحديد.
- المحافظة على نظام غذائي غني بالمعادن والفيتامينات، خاصة الحديد، ومن الممكن تناول مكمّلات الحديد للحفاظ على الصحة؛ عن طريق الحبوب أو جرعات الوريد.
- على المرأة الحامل الحصول على القدر الذي تحتاجه من النوم، وأخذ هيئة النوم المريحة لها، على الجانب الأيسر، مع وضع مخدة بين ساقيها وتحت بطنها.
كما أكدت الدراسات والأبحاث أن نوم الأمهات يلعب دوراً في صحة الجنين، وينبغي مراجعة الطبيب في حالة وجود قيء مستمر أثناء زيادة عدد ساعات النوم، أو عند الشعور بالصداع الشديد، أو اصفرار البشرة، وزيادة ملحوظة وسريعة في الوزن.
آثار السهر على صحة الحامل والجنين
ارتفاع ضغط الدم للحامل
يُعد ارتفاع ضغط دم الحامل إحدى أهم وأكثر المشاكل خطورة التي من الممكن أن تنتج بسبب السهر، وقلة ساعات النوم للحامل، وقد ينتج بسبب عوامل عديدة منها ما يأتي:
- انقطاع التنفس أثناء النوم، حيث إن من المُقدر أن 10% من الحوامل يعانين من انقطاع التنفس أثناء النوم.
- الشخير الذي يسبب تورم الشعب الهوائية وتضييق مجرى الهواء، وزيادة الوزن التي تسبب الضغط الزائد على المجرى الهوائي.
- حدوث تغيرات في الأوعية الدموية ما يسبب قلة حجم الدم الذي يضخه القلب، فيزيد من احتمال فشل أعضاء الحامل، وزيادة خطورة الموت للحامل والجنين.
إعاقة نمو الجنين
تصل كمية الدم المتدفقة للجنين إلى أعلى قيمة خلال النوم، لذلك فإن السهر وقلة ساعات النوم للحامل تؤثر بشكل كبير على تدفق الدم والأكسجين والمغذيات للجنين، مما يؤدي إلى مشاكل في نمو الجنين.
سكري الحمل
إن قلة النوم للحامل قد تؤدي إلى الإصابة بسكري الحمل؛ المتمثل بارتفاع سكر الدم ومقاومة الإنسولين، وهي تُعد مشكلة مؤقتة، إلا أنها قد تزيد من خطر الإصابة بالحالات الآتية:
- السكري من النوع الثاني بعد الولادة، وارتفاع ضغط الدم.
- إصابة الجنين بالعملقة، وانخفاض سكر الدم، واليرقان.
- إصابة الطفل مستقبلاً بالبدانة ومتلازمة الأيض، والسكري من النوع الثاني.
إصابة الحامل بالاكتئاب
جميع النساء الحوامل عُرضة للاكتئاب، لكن خطر الإصابة بالاكتئاب قد يزداد بشكل واضح؛ عند قلة ساعات النوم لدى الحامل بسبب السهر والاستيقاظ مبكراً للعمل أو لحاجات المنزل.
مشاكل وقت الولادة
تنتج عدة مشاكل وقت الولادة بسبب قلة النوم للحامل، أهمها الولادة المبكرة التي تُعد إحدى أخطر المشاكل التي يمكن أن تواجهها الحامل، إلى جانب زيادة الحاجة إلى اللجوء إلى الولادة القيصرية، وطول فترة المخاض.
*ملاحظة من "سيدتي.نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.