يعاني الكثير من النساء الحوامل من مغصٍ في منطقة البطن، تكون أسبابه مختلفة خلال فترة الحمل، والذي يمكن أن يحدث خلال أي شهر من أشهر الحمل، ونظراً لكون هذه المرحلة حساسة؛ فمن الممكن أن تخاف الحامل على صحتها وصحة جنينها في حالة حدوث أي ألم في هذه المنطقة، بجانب وجود العديد من التقييد حول تناول الأدوية، والطرق العلاجية الأخرى التي يمكن استخدامها أثناء الحمل، فتجد المرأة الحامل تبحث دائماً عن الطرق الآمنة لعلاج أي مشكلة صحية تحدث لديها، بما فيها مغص البطن.
وهذا التقرير يدور حول الأسباب الشائعة المحتملة لحدوث المغص عند المرأة الحامل، وطرق علاجه. اللقاء مع استشاري النساء والتوليد الدكتور عمرو الصاوي؛ للشرح والتفسير.
أسباب حدوث المغص
- ارتفاع مستويات هرمون البروجيستيرون: يرخي العضلات الملساء في الجهاز الهضميّ، وما يترتب على ذلك من بطء عملية الهضم، وحدوث ألم وتشنج في البطن.
- العلاقة الزوجية: يمكن للنساء خلال فترة الحمل الاستمرار في العلاقة الزوجية حتى موعد الولادة، ولكن قد تؤدي في المراحل المتأخرة من الحمل إلى حدوث بعض التقلصات والانقباضات الخفيفة.
- تدفق الدم إلى الرحم: لتزويد الجسم بكميات أكبر من الدم خلال فترة الحمل، مما قد يؤدي إلى الشعور بالضغط في منطقة الرحم، يرافق ذلك شعور الحامل بمغص بالبطن.
- تمدد الرحم: في أغلب الحالات يكون الشعور بألم البطن ناجماً عن تمدد الرحم، أو بسبب تمدد الأربطة الداعمة للرحم نتيجة تمدد البطن؛ حيث قد تشعر الحامل بألم يشبه الوخز، أو كالألم المصاحب للدورة الشهرية.
- عدوى المسالك البولية: قد تُصاب المرأة الحامل بعدوى المسالك البولية خلال فترة الحمل، والتي قد تكون بلا أعراض، إلا أنها غالباً ما تسبب الشعور بالألم أو الضغط في منطقة الحوض.
أنواع مغص البطن للحامل
مغص بطن الحامل بسبب الانتفاخ والغازات
يمكن أن يحدث انتفاخ البطن والغازات لدى الحامل في الأشهر الأولى والأخيرة من الحمل، والذي يمكن أن يسبب ألماً شديداً في البطن، والسبب الرئيسي لحدوث هذه المشكلة هو ازدياد مستويات هرمون البروجيسترون في المراحل الأولى من الحمل، أو ازدياد حجم الجنين وضغطه على الأعضاء المجاورة للرحم في المراحل الأخيرة من الحمل.
العلاج: يمكن علاج تشنج البطن للحامل بسبب الغازات؛ من خلال القيام بعدد من التغييرات في نمط الحياة، والتي تتضمن:
- تناول الطعام على شكل وجبات صغيرة متعددة موزعة على مدار اليوم.
- شرب كميات وفيرة من المياه وممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على تحسين عملية الهضم.
- تجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب الغازات، ومنها الأطعمة المقلية والدهنية، والبقوليات، والملفوف، والحبوب الكاملة، والمشروبات الغازية.
تقلص بطن الحامل بسبب الإمساك
إن التغيرات الهرمونية التي يسببها الحمل يمكن أن تسبب حدوث إمساك عند الحامل، كما أن اتباع نظام غذائي قليل السوائل والألياف، وعدم ممارسة الرياضة، وتناول حبوب الحديد؛ يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث هذه المشكلة.
ويمكن تمييز تقلص البطن عند الحامل الناجم عن الإمساك؛ بكونه ألماً شديداً، ويتم وصفه بأنه تشنج أو ألم حاد يشبه ألم الطعن.
العلاج:
- اتباع نظام غذائي يحتوي على الألياف.
- شرب كميات وفيرة من السوائل وممارسة الرياضة.
وعادة لا يفضل استخدام الملينات، وينصح باستشارة الطبيب عند وجود حاجة ملحّة لاستخدامها، ومن الممكن استخدام السيليوم؛ من أجل علاج الإمساك عند الحامل.
تشنج بطن الحامل بسبب القولون العصبي
إن أعراض القولون العصبي يمكن أن تزداد سوءاً أثناء فترة الحمل، وذلك نتيجة لما يحدث من تغيرات هرمونية وزيادة التوتر أثناء هذه المرحلة، لذا لابد من معرفة كيف يمكن علاج تشنج البطن والإسهال للحامل في حال كان سببه القولون العصبي.
العلاج: يجب على المرأة في هذه الحالة مراجعة الطبيب، حيث من الممكن أن تكون حبوب القولون العصبي غير آمنة لها في فترة الحمل، كما يمكن لها اتباع النصائح التالية:
- تجنب الأطعمة الغنية بالدهون غير الصحية.
- تجنب الأطعمة والمنتجات التي تحتوي على سكر الفركتوز، واللاكتوز، والسوربيتول.
- التقليل من الأطعمة والمشروبات التي تسبب غازات البطن.
- تناول الألياف القابلة للذوبان، ومنها السيليوم.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- التقليل من مستويات التوتر؛ وذلك من خلال ممارسة اليوغا أو التأمل.
تشنج البطن بسبب الحرقة
من مشكلات الجهاز الهضمي التي يمكن أن تسبب أيضاً ألماً وتشنجاً في البطن، هي الإصابة بحرقة المعدة.
العلاج:
- تجنب تناول الوجبات الكبيرة، والعمل على توزيع وجبات الطعام على عدة وجبات صغيرة يتم تناولها خلال اليوم.
- تجنب تناول الأطعمة الحارة، والغنية بالدهون، والسكريات، والأطعمة الحامضة.
- اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالألياف.
- شرب الكثير من السوائل.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب الاستلقاء بعد الأكل مباشرة.
- الحرص على رفع رأس السرير قليلاً.
- تناول مضادات الحموضة.
تشنج البطن بسبب ألم الرباط المستدير
يمكن أن تشعر المرأة الحامل في النصف الأخير من الحمل بألم في منطقة البطن؛ نتيجة حدوث تمدد في الأربطة المستديرة الداعمة للرحم بسبب نمو الجنين، ويمكن أن تتراوح شدة هذا الألم من الألم الخفيف إلى الألم الحاد والشديد، ويحدث عادة عند تغيير حركة الجسم أو السعال.
ومن أجل علاج تشنج البطن للحامل في هذه الحالة، ينصح بما يلي:
- محاولة النهوض ببطء بعد الجلوس أو الاستلقاء.
- القيام بثني الوركين عند العطس أو السعال.
- ممارسة تمارين الإطالة يومياً.
- علاج تشنج بطن الحامل بسبب تقلصات الرحم.
يمكن أن يحدث تشنج لبطن الحامل في الثلث الأخير؛ نتيجة حدوث ما يسمى بتقلصات براك ستون هيكس، أو آلام المخاض الكاذب، والتي عادة ما تبدأ بالحدوث بعد الأسبوع العشرين من الحمل.
وتعد هذه التقلصات أمراً طبيعياً، وتستمر عادة لمدة دقيقتين، ويمكن تمييزها عن تقلصات المخاض بأن شدتها ومعدل حدوثها لا يزداد بشكل تدريجي مع مرور الوقت.
ويمكن علاج هذه التقلصات من خلال:
- ممارسة رياضة المشي، وأخذ قسط من الراحة.
- التقليل من التوتر وزيادة الاسترخاء؛ بأخذ حمام دافئ.
- تدليك منطقة البطن وشرب كميات وفيرة من المياه.
حالات من التشنجات تستدعي زيارة الطبيب
لا يمكن علاج معظم التشنجات عند الحامل دائماً في المنزل؛ حيث إن هناك حالات من تشنج البطن تحدث نتيجة لسبب خطير وتستدعي زيارة الطبيب، ومن هذه الحالات:
- الإجهاض، الحمل خارج الرحم.
- انفصال المشيمة، تسمم الحمل.
- حصى الكلى أو التهابات المسالك البولية.
- حصى المرارة، انسداد الامعاء.
- التهاب البنكرياس أو التهاب الزائدة الدودية.
- التخدير أثناء الولادة
كما ينصح دائماً بمراجعة الطبيب من أجل علاج تشنج البطن للحامل في حال رافقه:
- الحمى أو القشعريرة، الغثيان والقيء.
- النزيف، الإفرازات، تقلصات متكررة.
- الدوار، ألم أو حرقة عند التبول.
ملاحظة من"سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
