الثلث الأخير من الحمل يعني اقتراب موعد الولادة، ويشير إلى صعوبة الأمر على الحامل من الناحية البدنية والعاطفية، وهناك إمكانية المعاناة من بعض القلق والتعب والشعور بعدم الراحة، وقد يصعّب عليكِ حجم طفلكِ في محاولاته للحصول على الراحة الأمر، ويصل بك الحال إلى أن تتمنَيْنَ قرب الولادة والانتهاء منها سريعاً.
وهنا، وعند تلك المشاعر السلبية، يذكرك الطبيب بأن تحاوِلِي الحفاظ على النظرة الإيجابية، وأنتِ تتطلعين إلى نهاية رحلة الحمل، وأنك قريباً ستحملين طفلكِ بين ذراعيك؛ ذلك الحلم الذي عايشته طوال 9 أشهر.
في التقرير التالي نتعرف إلى فترة الثلث الثالث من الحمل وعلاماتها، ومدى تأثر جسم الحامل في أثناء هذه الفترة، ويحدد لك متى تذهبين للطبيب.
التقينا والدكتور محمود البنهاوي أستاذ النساء والتوليد؛ للشرح والتوضيح.
مظاهر الثلث الثالث من الحمل
- يستمر الحمل الناجح لمدة 40 أسبوعاً تقريباً، يشمل الثلث الثالث الأسابيع من 28 إلى 40 من الحمل.
- يُعتبر الطفل كامل النمو، في نهاية الأسبوع الـ37، وهنا تكون مسألة وقت فقط قبل الولادة.
- تعاني المرأة الحامل من آلام وتورم أكثر من الثلثين الأول والثاني، وقد تبدأ بالتوتر بشأن الولادة، مع الكثير من الحركة من قبل الطفل.
- محاولة فهم ما يمكن توقعه خلال الثلث الثالث من الحمل؛ قد تساعد في الحد من أي قلق محتمل خلال هذه الأشهر من الحمل.
- انقباضات عشوائية من الرحم، تُسمى انقباضات "براكستون هيكس"، التي هي عشوائية تماماً وغير مؤلمة.
- الذهاب المتكرر إلى الحمام وحرقة في المعدة.
- تورم في الكاحل أو الأصابع أو الوجه، والبواسير.
- انتفاخ الثدي وتسرب الحليب المائي، وصعوبة النوم.
تطورات تحدث للجنين خلال الثلث الثالث من الحمل
- في حوالي الأسبوع الـ32، يكتمل تكوين عظام طفلك، يمكن للطفل الآن فتح وإغلاق عينيه والإحساس بالضوء، وسيبدأ جسم الطفل في تخزين المعادن مثل الحديد والكالسيوم.
- بحلول الأسبوع الـ36، يجب أن يستقر الطفل في الرحم "الرأس باتجاه الأسفل"، إذا لم ينتقل الطفل إلى هذا الوضع؛ فقد يحاول الطبيب تحريك مكان الجنين أو التوصية بعملية قيصرية.
- بعد الأسبوع الـ37، يُعتبر الطفل كامل النمو وأجهزته جاهزة للعمل بمفردها؛ حيث يبلغ طول الجنين من 19 إلى 21 بوصة، وربما يزن ما بين 6 و9 أرطال.
طرق المحافظة على الصحة الجيدة خلال الثلث الثالث من الحمل
- الاستمرار في تناول الفيتامينات قبل الولادة.
- الحفاظ على النشاط والحركة، والمواظبة على تمارين قاع الحوض.
- تناول طعام غني بالفاكهة والخضروات والبروتين والألياف.
- شرب الكثير من الماء، وتناول 300 سعرة حرارية أكثر من المعتاد يومياً.
- المواظبة على رياضة المشي.
- المحافظة على صحة الأسنان واللثة.
- الحصول على الكثير من الراحة والنوم.
أشياء عليك تجنبها
- التمارين الشاقة أو تمارين القوة التي يمكن أن تسبب إصابة بالمعدة.
- التقليل من تناول الكافيين "لا يزيد على كوب واحد من القهوة أو الشاي في اليوم".
- تجنب السمك الخام أو المأكولات البحرية المدخنة.
- تجنب سمك القرش وسمك أبو سيف والماكريل وسمك النهاش الأبيض.
- عدم أكل الكرنب أو الملفوف غير المطبوخ.
- تجنب فضلات القطط، التي يمكن أن تحمل طفيلياً يسبب داء المقوسات.
- تجنب الحليب غير المبستر أو غيرها من منتجات الألبان.
- تجنب اللحوم الباردة أو النقانق.
- تجنب أدوية حب الشباب، وعلاج الصدفية، وارتفاع ضغط الدم.
- الرحلات الطويلة بالسيارة ورحلات الطيران، إذا أمكن "بعد مرور 34 أسبوعاً".
- في حالة السفر يجب القيام بتمديد الرجلين والتجوال على الأقل كل ساعة أو ساعتين.
الاتصال بالطبيب في الحالات التالية:
- تقلصات مؤلمة مع زيادة في الكثافة والتردد.
- نزيف في أي وقت.
- انخفاض مفاجئ في نشاط الطفل.
- تورم شديد.
- زيادة الوزن السريع.
كيف يتأثر جسم الحامل؟
تقلصات براكستون هيكس:
قد تشعرين بهذه التقلُّصات الخفيفة وغير المنتظمة كضيق بسيط في بطنك، يُرجَّح حدوثها بعد الظهيرة أو في المساء، أو بعد النشاط البدني أو بعد ممارسة العلاقة الزوجية.
تميل تلك التقلُّصات إلى الحدوث بشكل أكثر تواتراً وتزداد شدَّتُها مع اقترابك من تاريخ ولادتك، اتصلي بالطبيب الخاص بك إذا أصبحت التقلُّصات مُنتظَمة وتزداد قوة باضطراد.
آلام الظهر:
يتسبِب هرمون الحمل بارتخاء النسيج الضام الذي يثبت عظامك في مكانها، وخاصةً في منطقة الحوض، قد تكون تلك التغيرات صعبة على ظهرك، وغالباً ما تؤدي إلى الانزعاج خلال تلك الفترة.
عندما تجلسين، اختاري كرسياً له دعامة ظهر جيدة.
مارسي التمارين الرياضية بشكل منتظم، وارتدي أحذية منخفضة الكعب.
ضيق النفس:
قد تُصابين بالانتفاخ بسهولة؛ لهذا اتَّخِذي هيئة جسم جيدة؛ حتى تسمحي لرئتيك أن تأخذ حيزاً أكبر للتمدُّد.
حرقة المعدة:
ترخي هرمونات الحمل الصمام الموجود بين المعدة والمريء، ويمكن أن يسمح هذا لحمض المعدة بأن يرتجع إلى داخل المريء، ويسبب حُرقة المعدة.
علاج سريع للحرقان تعرفي إليه
الأوردة العنكبوتية والدوالي الوريدية والبواسير:
قد تؤدي زيادة الدورة الدموية إلى ظهور أوردة حمراء أرجوانية صغيرة "عروق عنكبوتية" على وجهك ورقبتك وذراعيك.
يتلاشى الاحمِرار عادةً بعد الولادة، وقد تلاحظين أيضاً تورم الأوردة "دوالي الأوردة" على ساقيك، وقد تحدث أيضاً إصابة بالدوالي الوريدية المؤلِمة والمثيرة للحكة في منطقة "البواسير".
كثرة التبوُّل:
بينما يتحرك طفلك بعمق أكثر في الحوض؛ ستشعرين بمزيد من الضغط على مثانتك، وبالتالي قد تجدِين نفسك بحاجة للتبوُّل أكثر من المُعتاد، وقد يؤدي هذا الضغط الزائد إلى تسريب البول؛ خاصة عند الضحك أو السعال أو العطس أو الانحناء أو النهوض.
انفعالاتك:
مع زيادة حجم التوقعات، قد تصبح المخاوف بشأن الولادة أكثر إلحاحاً: ما مقدار الألم الذي سأتعرض له؟ كم سيستغرق الأمر من الوقت؟ كيف يمكنني التأقلم مع ذلك؟ لهذا يجب الانضمام لفصول التوعية بالولادة.
وربما تستوعبين أيضاً الحقائق المرتبطة بالأمومة، خاصةً إذا كنتِ تنتظرين طفلك الأول، ما رأيك في تسجيل أفكارك في شكل يوميات؛ ما قد يساعدكِ على وضع الخطط مسبقاً.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.