عملية الحمل والولادة تسبب الكثير من التغيرات في الجسم، من آلام بالبطن إلى تغيرات في الحالة المزاجية، وإذا كانت الحامل تخطط لإجراء ولادة قيصرية لسبب ما- وهو موضوعنا اليوم- أو إذا أخبرها بها الطبيب المتابع، أو اضطررتِ-هي- للخضوع لها، فربما يكون لديها أسئلة حول أسرار التعافي السريع بعد الولادة القيصرية، وكم تأخذ من الوقت؟ وما قدر الألم الذي يمكن توقعه؟ وما هي أفضل جلسات الرضاعة الطبيعية بعد العملية القيصرية؟
اللقاء والدكتورة ملك أحمد الحسيني أستاذة النساء والولادة للتعرف إلى كيفية الاهتمام بالأم والرضيع بعد الولادة القيصرية وهي أولى خطوات التعافي السريعة.
خطوات التعافي من العملية القيصرية
احصلي على قسط كافٍ من الراحة
هناك ضرورة للمواظبة على الحركة بعد العملية القيصرية، ولكن ينبغي لكِ أيضاً الحصول على قسط كافٍ من الراحة، لهذا لا ترفضي مساعدة الأهل والأصدقاء في المهام اليومية.
خذي قسطاً من الراحة عندما ينام طفلك الرضيع، وخلال أول أسبوعين يُحظر حمل أي أشياء يزيد وزنها على 10 حتى 15 رطلاً (4.5 حتى 6.8 كغم).
طالعي: مساوئ وفوائد العمليات القيصرية
تناولي مسكناً للألم:
قد يوصيكِ الطبيب بتناول أدوية ومنها أدوية خاصة لتسكين الألم، ومعظم مسكنات الألم آمنة في مرحلة الرضاعة الطبيعية.
ابحثي عن أي علامات للعدوى
افحصي جرح العملية القيصرية للتأكد من عدم وجود أي مؤشرات على حدوث عَدوى، واستمعي لكيفية رعاية الجرح قبل مغادرة المستشفى.
اتصلي بالطبيب إذا كان الجرح أحمر اللون أو متورماً أو يتسرب منه سائل، وتواصلي مع الطيب إذا أصبتِ بالحُمّى أو إذا تغير لون المنطقة المحيطة بالجرح، هذا التغير في اللون قد يكون إلى الأحمر أو الأرجواني أو البني حسب لون الجلد.
هل تودين التعرف إلى: كيفية التحضير للرضاعة الطبيعية قبل وبعد الولادة؟
جلسة عملية الرضاعة:
جربي هيئة حمل كرة القدم الأمريكية:
يمكنكِ بدء الرضاعة الطبيعية بعد فترة وجيزة من الولادة القيصرية، وفيما يلي بعض هيئات وجلسات الرضاعة الطبيعية المناسبة بعد الولادة القيصرية:
ضعي وسادة في حِجركِ واستعملي مقعداً مُزوَّداً بمسندين عريضين ومنخفضين، احملي طفلكِ بجانبكِ مع ثني المِرفَق، اسندي بيدكِ المفتوحة رأس الرضيع، ووجهيه نحو ثديكِ، سيكون ظهر الرضيع مستنداً على الوسادة وعلى ساعدكِ، ادعمي ثديكِ بمسكه باليد الأُخرى على شكل حرف C.
وجربي جلسة الاستلقاء على الجانب:
أنت وطفلك تستلقيان على جانبيكما، يواجه طفلك ثديكِ، اسندي طفلكِ بإحدى اليدين، أمسكي ثديكِ باليدِ الأخرى وضعي حلمة ثديكِ عند فم الطفل، وبمجرد أن يلتقم طفلك الحلمة ويبدأ بالرضاعة، استخدمي إحدى ذراعيك أو وسادة لتسندي رأسك، استخدمي الذراع الأخرى للمساعدة على سند الطفل.
للحصول على الدعم أو معلومات حول الرضاعة الطبيعية، تواصلي مع شخص متخصص (استشاري الرضاعة)، أو اطلبي من الطبيب اقتراح استشاري لكِ.
سيطري على توابع الحمل والأعراض الأخرى
الإفرازات.. أثناء مرحلة التعافي من الولادة القيصرية، فإنكِ تتعافين أيضاً من توابع فترة الحمل، إِليكِ ما يُمكن توقعه: بعد الولادة، يخرج مزيج من الدم والمخاط وأنسجة الرحم، وهو ما يعُرف باسم الإفرازات، ويتغير لون الإفرازات وتقل كميتها خلال 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة.
لونها في البداية يكون أحمر فاتحاً ثم يتحول إلى الأحمر الداكن، وبعد ذلك يتحول اللون إلى الأصفر أو الأبيض، تقل كمية الإفرازات بالتدريج وتصبح شفافة اللون ثم تتوقف.
التقلصات.. قد تشعرين بتقلصات في الأيام القليلة الأولى التالية للولادة القيصرية، ويُطلق عليها أحياناً آلام ما بعد الولادة، وتشبه هذه التقلصات عادةً التشنجات المصاحبة للدورة الشهرية.
وهي تساعد على الحدِّ من النزيف الزائد، حيث تضغط على الأوعية الدموية الموجودة في الرحم، ومن الشائع الشعور بآلام ما بعد الولادة خلال فترة الرضاعة الطبيعية، وقد يوصي الطبيب باستخدام أحد مسكنات الألم التي يمكن شراؤها دون وصفة طبية لتخفيف الشعور بالألم.
ألم واحتقان الثديين..قد تشعرين بأن ثدييكِ ممتلئان ومتصلبان ومحتقنان بعد بضعة أيام من الولادة، ويُطلق على هذه الحالة الاحتقان، احرصي على إرضاع الطفل من كلا الثديين بشكل متكرر لتجنب الشعور بالامتلاء الزائد.
في حال احتقان الثديين، قد يواجه طفلكِ صعوبة في التقام الحلمة عند الرضاعة الطبيعية، ولمساعدة الطفل يمكنكِ عصر كمية صغيرة من حليب الثدي يدوياً أو باستخدام مضخة الثدي قبل إرضاعه.
وللتخفيف من الشعور بألم الثدي، ضعي منشفة دافئة على ثدييكِ أو استحمي بماء دافئ قبل الرضاعة الطبيعية أو عصر الثدي، فيمكن أن يساعد ذلك على تدفق الحليب بسهولة.
يُنصح أيضاً بوضع منشفة باردة على الثديين بين الرضعات، قد تساعدكِ المسكنات المتاحة دون وصفة طبية أيضاً على تخفيف الألم، وإذا كنتِ لا ترضعين رضاعة طبيعية، فارتدي حمالة صدر داعمة، مثل حمالات الصدر الرياضية.
وحينئذٍ لا تستخدمي المضخة أو تشفطي الحليب من ثدييكِ، فإن ذلك سيؤدي إلى إدرار المزيد من الحليب، وقد تساعد الكمادات الباردة على الثديين على تخفيف الشعور بالانزعاج.
تساقط الشعر والتغييرات الجلدية.. يؤدى ارتفاع مستويات الهرمونات أثناء الحمل إلى زيادة معدل نمو الشعر مقارنة بمعدل تساقطه، ويعني ذلك أنكِ ستتمتعين بشعرٍ أكثر كثافة، إلا أن معدل تساقط الشعر بعد الولادة يكون أعلى من معدل نموه لمدة تصل إلى خمسة أشهر، ويتوقف تساقط الشعر بمرور الوقت.
لن تختفي علامات التمدد بعد الولادة، ولكنها سوف تتلاشى بمرور الوقت، توقعي أن أي جلد يصبح داكناً أثناء فترة الحمل، مثل البقع الداكنة، سيتلاشى ببطء أيضاً.
التغيرات المزاجية.. يمكن أن تحفِّز الولادة كثيراً من المشاعر، فتمر كثيرات من الأمهات الجُدد بفترات من الإحباط أو القلق بعد الولادة، يُطلق عليها أحياناً الاكتئاب التالي للولادة.
تشمل الأعراض التقلبات المزاجية، ونوبات البكاء، والقلق، وصعوبة النوم، وتختفي عادةً خلال أسبوعين، اعتني بنفسك جيداً خلال هذه الفترة، وبادري بمشاركة مشاعرك، واطلبي المساعدة من زوجك أو المقربين إليك.
اكتئاب ما بعد الولادة.. إذا كنتِ تشعرين بتقلبات مزاجية حادة وفقدان للشهية وإرهاق شديد ولا تشعرين بالسعادة في الحياة بعد الولادة بفترة قصيرة، فقد تكونين مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، اتصلي بالطبيب إذا كنتِ تعتقدين أنكِ مصابة بالاكتئاب.
اطلبي المساعدة في الحالات التالية:
- إذا لم تختفِ الأعراض من تلقاء نفسها.
- إذا كنتِ تواجهين مشكلات في العناية بطفلكِ الرضيع.
- إذا كنتِ تواجهين صعوبة في أداء مهامك اليومية.
- إذا كانت تراودكِ أفكار تتعلق بإيذاء نفسكِ أو طفلكِ.
- يمكن للأدوية والتوجيه المعنوي في كثير من الأحيان تخفيف وطأة اكتئاب ما بعد الولادة.
مشكلة فقدان الوزن
من الشائع أن تظهري وكأنك ما زلتِ حاملاً بعد العملية القيصرية، ولكن اطمئني؛ معظم النساء يفقدن نحو 13 رطلاً (6 كغم) من وزنهن أثناء الولادة؛ ويشمل ذلك وزن الرضيع والمَشيمة والسائل السلوي.
في الأيام اللاحقة للولادة، ستفقدين وزناً إضافياً مع فقدان السوائل المتبقية، ويمكن أن يساعدكِ اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام على إنقاص الوزن، والعودة إلى الوزن الذي كنتِ عليه قبل الحمل.
فحوص ما بعد الولادة
يجب أن تكون الرعاية التالية للولادة عملية مستمرة، وليس مجرد موعد طبي واحد فقط بعد ولادتك، احجزي موعداً للتحدث إلى الطبيب عبر الهاتف أو وجهاً لوجه خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد الولادة؛ لمناقشة أي مشكلات قد تكونين واجهتِها منذ ولادتكِ.
واحرصي على زيارة الطبيب لإجراء فحص شامل بعد الولادة خلال ستة أسابيع إلى 12 أسبوعاً بعد الولادة، وخلال هذه الزيارة سيُجري لك الطبيب فحصاً بدنياً؛ للتأكد من أنكِ تتعافين بشكل جيد.
وتشمل الأشياء التي يمكنكِ مناقشتها مع الطبيب في هذه الزيارة ما يلي:
- حالتكِ المزاجية وصحتكِ العاطفية.
- جودة نومكِ.
- أي أعراض أخرى لديكِ، مثل الشعور بالتعب.
- منع الحمل والمباعدة بين الولادات.
- العناية بالرضيع وتغذيته.
- الموعد المناسب لاستئناف الجماع.
كيفية التكيف مع الحياة في ظل وجود طفل جديد؛ هذا الفحص فرصة لكِ ولطبيبكِ للتأكد أنكِ في حال جيدة، كما أنه الوقت المناسب لتلقي إجابات عن الأسئلة التي لديكِ عن الحياة بعد الولادة.
*ملاحظة من"سيدتي: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.