يعد انقطاع النفس أثناء النوم حالة مصنفة كنوع من اضطرابات النوم. إنها شائعة وتصيب ملايين الأشخاص حول العالم. وكما يبدو، هي حالة تتسبب في انقطاع نفس المريض أثناء النوم، مما يؤثر على جودة النوم والصحة العامة للجسم.
لفهم حالة انقطاع النفس أثناء النوم التقت "سيّدتي" السيدة وفاء، 54 عاماً، التي كانت تعاني هذه الحالة وتمكنت من السيطرة عليها بفضل العلاج المناسب.
في ما يلي نستعرض تجربتها وأهم النقاط التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار.
إعداد: إيمان محمد
تجربة واقعية مع انقطاع النفس أثناء النوم
تقول وفاء: “بدأت معاناتي مع انقطاع النفس أثناء النوم بملاحظة علامات غير مباشرة، حيث كنت أشعر بتعب شديد وإرهاق خلال النهار، رغم أنني كنت أحصل على ساعات نوم كافية”. وأردفت: “لاحظ زوجي في الغرفة أنني أشخر بصوت عالٍ وأحياناً يتوقف تنفسي لبضع ثوانٍ أثناء النوم. لم أكن أدرك خطورة هذه الأعراض حتى بدأت أعاني من صداع صباحي مستمر وزيادة في ضغط الدم”.
وفقاً لمؤسسة النوم الوطنية (National Sleep Foundation)، يُعد الشخير بصوت عالٍ من أبرز علامات انقطاع النفس أثناء النوم، كما أن التعب المفرط خلال النهار يمكن أن يكون مؤشراً مهماً على وجود اضطراب في النوم.
انقطاع التنفس أثناء النوم يستدعي زيارة الطبيب
في حالة وفاء لم تتجه مباشرةَ للطبيب. إنما بعد تكرار الأعراض واستمرارها، قررت استشارة طبيب مختص في اضطرابات النوم. وتقول عن هذه التجربة “طلب مني الطبيب إجراء اختبار للنوم شامل على أن يتم فيه مراقبة الأنشطة الجسدية مثل التنفس، ومستوى الأكسجين في الدم، وحركة العين، وموجات الدماغ أثناء النوم”.
وبحسب وفاء الخمسينية فقد "أظهرت نتائج الفحص أنني أعاني من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم". وفقاً لتقارير "مايو كلينك"، يُعد هذا النوع من انقطاع النفس الأكثر شيوعًا، ويحدث نتيجة انسداد مجرى الهواء العلوي بسبب ارتخاء العضلات في الحلق أثناء النوم.
مضاعفات انقطاع النفس أثناء النوم
كشفت وفاء أن اضطراب انقطاع النفس أثناء النوم لم يؤثر على ساعات الليل فحسب، بينما كان له أثر على تفاصيل الحياة اليومية، وأوضحت: “كنت أعاني من ضعف التركيز، وتقلبات مزاجية، وصعوبة في أداء المهام اليومية. كما لاحظت زيادة في الوزن خلال تلك الفترة، وهو ما أكده لي الطبيب، بأنه قد يكون عاملاً مسبباً ومضاعفاً للاضطراب".
دراسة نشرتها مجلة Chest Journal أشارت إلى وجود علاقة وثيقة بين انقطاع النفس أثناء النوم والسمنة، حيث تزيد السمنة من خطر حدوث هذا الاضطراب بنسبة تصل إلى 70%.
علاج اضطراب انقطاع النفس أثناء النوم
وفقًا لتجربة وفاء، فإن العلاج شمل عدة خطوات. ولم يتحقق الشفاء إلا بالجمع بينها، وشملت هذه الخطوات التالي:
إنقاص الوزن
كانت أولى النصائح التي تلقتها وفاء من الطبيب الخاص بها هي فقدان الوزن، حيث يؤدي تقليل الدهون في منطقة الرقبة إلى تقليل احتمال انسداد مجرى الهواء. وقالت إن الرياضة وتنظيم الوجبات اليومية ساعدتها كثيرًا في تحقيق هذا الهدف رغم سنها.
جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP)
اقترح الطبيب استخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر، وهو جهاز يساعد في استمرار تدفق الهواء عبر قناع يتم ارتداؤه أثناء النوم، مما يحافظ على مجرى الهواء مفتوحًا. وكشفت وفاء عن هذه التجربة قائلة "على الرغم من أن الجهاز كان فعالاً للغاية في تحسين جودة النوم وتقليل الأعراض، إلا أنني شعرت بعدم الراحة في البداية بسبب صعوبة التكيف مع ارتداء القناع".
العلاجات الجراحية
في حالة وفاء لم يتطلب الأمر تدخلاً جراحياً، لكن في الحالات الخطيرة قد يُوصى بإجراء جراحة لتوسيع مجرى الهواء أو إزالة الأنسجة الزائدة في الحلق. وبحسب American Heart Association هذا الخيار يُنصح به للأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى.
فترة الشفاء
في حالة وفاء، فإن العلاج شمل جهاز الـ CPAP مع روتين إنقاص الوزن، ومن هنا شعرت وفاء بتحسن كبير وبدأت تشعر بمزيد من النشاط والتركيز خلال النهار. كما تراجعت أعراض الشخير بشكل كبير.
اقرأي أيضًا انقطاع التنفس الليلي: آثاره خطيرة على الصحة إذا لم يُعالج
تأثير انقطاع النفس أثناء النوم على الصحة العامة
وفقًا لجمعية القلب الأمريكية (American Heart Association) يرتبط انقطاع النفس أثناء النوم بزيادة خطر الإصابة بالأمراض التالية:
- ارتفاع ضغط الدم
- السكتة الدماغية
- السكري من النوع الثاني
كما أشارت أبحاث إلى أن عدم علاج هذا الاضطراب يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في القلب مثل اضطراب ضربات القلب.
وتختم وفاء حديثها بالقول: "تجربتي مع انقطاع النفس أثناء النوم كانت بمثابة جرس إنذار للانتباه إلى أهمية جودة النوم وتأثيرها على الصحة العامة. تعلمت أهمية استشارة الأطباء عند ملاحظة أية أعراض غير طبيعية، وأدركت أن الاهتمام بالنوم لا يقل أهمية عن ممارسة الرياضة أو اتباع نظام غذائي صحي".
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج عليكِ استشارة طبيب مختص.