واحدة من الحالات الشائعة فيما يخص آلام الظهر هو “الديسك”، وهي حالة تحدث عندما تتأثر المادة الهلامية الموجودة بين الفقرات مما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب القريبة. وفقاً لتعريف موقع “مايو كلينيك”. هذه الحالة تسبب ألماً شديداً في الظهر أو الأطراف، وضعف العضلات، وتنميلاً في مناطق مختلفة من الجسم.
للتعرف عن قرب إلى حالة الديسك وكيفية علاجها، التقت "سيدتي" بالسيدة "أمينة"، 54 عاماً، و التي عانت مع مشكلة آلام الديسك وتمكنت من خلال تجربتها من السيطرة عليها و التخلص منها.
تجربتي مع الديسك
تقول أمينة “في عام 2022، بدأت معاناتي مع آلام أسفل الظهر، التي تطورت تدريجياً حتى أصبحت مشكلةً يومية. وبعد التشخيص أخبرني الطبيب أنني أعاني من انزلاق غضروفي (الديسك) بين الفقرتين الرابعة والخامسة”.
أشار الطبيب أنه في حالة أمينة كان سبب الإصابة بالديسك يعود إلى وضعيات الجلوس الخاطئة لفترات طويلة لأنها تعمل عملاً مكتبياً، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة بانتظام. كان من الضروري اتخاذ خطوات علاجية سريعة لتجنب تفاقم المشكلة.
ما هو الديسك؟
أوضحت أمينة بحسب تجربتها “عند زيارتي للطبيب، شرح لي أن الديسك يحدث عندما تخرج المادة الهلامية بين الفقرات وتضغط على الأعصاب المجاورة”. وترتبط هذه الحالة بـ الألم في الظهر أو الأطراف، ضعف العضلات، والتنميل. أوضح لي الطبيب أن التشخيص المبكر يساعد في تجنب المضاعفات.
أعراض الإصابة بالديسك
بحسب حالة أمينة، وكذلك وفقاً لأطباء تحدثوا إلى Johns Hopkins Medicine، تشمل الأعراض التالي:
الألم في أسفل الظهر أو الرقبة
يعد الألم أبرز الأعراض، وغالباً ما يظهر الألم في أسفل الظهر وكذلك الرقبة، إذا كان الانزلاق الغضروفي يؤثر على العصب الوركي، فقد يمتد الألم من الظهر إلى الساق، وهي حالة تُعرف باسم "عرق النسا".
الخدر أو التنميل
قد يشعر المصاب بالديسك بتنميل شديد يصل إلى حد الخدر في المناطق القريبة من منطقة الإصابة، مثل الأرداف، الفخذين، أو الذراعين ولكن هذه الحالة تعني أن الديسك في الرقبة.
ضعف العضلات
قد يؤدي الضغط على الأعصاب إلى ضعف في العضلات المرتبطة بها، ما يجعل رفع الأشياء أو المشي أمراً صعباً.
الألم الشديد
الديسك يسبب ضغطاً شديداً على الأعصاب ما يتسبب في ألم يتفاقم مع الأنشطة اليومية مثل الانحناء، الالتفاف، أو حتى السعال والعطاس.
فقدان القدرة على التحكم في المثانة أو الأمعاء
في حالات نادرة قد تتفاقم الحالة، ويؤدي الديسك إلى ما يُعرف بـ"متلازمة ذيل الفرس" والتي تسبب السلس البولي، وهي حالة طارئة تتطلب تدخلاً طبياً فورياً.
تشخيص الديسك
وبالعودة إلى حالة أمينة، فقالت عن التشخيص "كانت الخطوة الأولى إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وهو الأسلوب الأكثر دقة لتحديد موقع الانزلاق الغضروفي ومدى تأثيره على الأعصاب"، وهو ما أكده موقع Cleveland Clinic. وأردفت "أظهر الفحص وجود انزلاق متوسط الضغط على العصب الوركي، ما يسبب الألم الممتد إلى الساق". التشخيص المبكر ساهم في حالة أمينة في فاعلية العلاج والحد من الألم والتبعات الأخرى لمشكلة الديسك.
خيارات علاج الديسك
علاج الديسك يعتمد على شدة الحالة. وحسب Harvard Health Publishing هناك ثلاث مراحل رئيسية للعلاج:
العلاج غير الجراحي
قالت أمينة إنها بدأت على الفور في برنامج مخصص من العلاج الطبيعي مع معالج فيزيائي. وقالت "استخدمنا تقنيات لتحسين مرونة العمود الفقري وتقوية العضلات الداعمة". حسب Webmed فإن 90% من المصابين بالديسك يشعرون بتحسن مع العلاج الطبيعي خلال 6 أسابيع.
المرحلة الثانية من العلاج هي الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب، قالت "وصف لي الطبيب أدوية مثل الإيبوبروفين". أيضاً "تم اللجوء إلى حقنة كورتيزون واحدة لتخفيف الضغط على الأعصاب، وهو إجراء يُوصى به عندما تفشل الأدوية التقليدية".
اقرئي أيضاً تمارين رياضية باستخدام الحبل المطاطي وفوائدها الصحية وفق طبيبة
العلاج الجراحي
قالت أمينة “بعد ثلاثة أشهر من العلاج الطبيعي مع بعض الأدوية المسكنة لم يختفِ الألم نهائياً، لذلك نُصحت بإجراء عملية جراحية. كانت الجراحة عبارة عن استئصال جزء من الغضروف (Microdiscectomy)، وهي تقنية حديثة تتم عبر شق صغير جداً”. حسب موقع Spine-health، فإن هذه الجراحة تُعتبر آمنة وفعّالة لأكثر من 95% من المرضى.
العلاج بالخلايا الجذعية
بعيداً عن حالة أمينة، هناك طرق حديثة للعلاج من حالة الديسك، مثل تقنية العلاج بالخلايا الجذعية، والتي تُعتبر واعدةً في تجديد الغضروف التالف، وفقاً لدراسة نُشرت في Journal of Orthopaedic Surgery and Research. ومع ذلك، هذه التقنية لا تزال غير متوفرة في جميع الدول، لذلك قد يختار المريض أو يضطر إلى الطرق التقليدية سواء الجراحية أو غير الجراحية.
نصائح للوقاية من الانزلاق الغضروفي
تقول أمينة إنها تعلمت من تجربتها أن الوقاية خير من العلاج، لذلك إليكِ أفضل طرق الوقاية من الإصابة الديسك بحسب تقرير من Harvard Health Publishing:
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام، مع التركيز على تمارين تقوية عضلات الظهر والبطن.
- تجنب حمل أوزان ثقيلة بطريقة خاطئة.
- الالتزام بطريقة صحية في الجلوس أثناء العمل أو القيادة.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.