الحروب والصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية هي سبب أعداد كبيرة من اللاجئين والنازحين؛ وهذه الحالات الطارئة تؤدي إلى مشاكل على صعيد الصحة النفسية الجماعية للأشخاص الذين يعانون منها. إليك علاج الصدمة الجماعية..
البشر يحتاجون إلى ظروف عيش ملائمة
البشر كائنات اجتماعية يحتاجون إلى إخوانهم من البشر للعيش، وإلى توفير الظروف اللازمة لرفاهيتهم. ومع ذلك، فإن الحروب والكوارث الطبيعية تهز التنظيم الاجتماعي. إن الحفاظ على الصحة العقلية للفرد والمجتمع وإعادة بنائها بعد وقوع حدث صادم واسع النطاق يتطلب إعادة تأسيس الروابط بين أفراد المجتمع. يمكن للإجراءات الملموسة أن تحافظ على الرفاهية العقلية للأفراد ومجتمعاتهم وتعززها وتزيدها، ولا سيما من خلال إعادة تنشيط العوامل الاجتماعية مثل الحياة اليومية والعادات والروتين والطقوس الاجتماعية.
الاضطرابات النفسية والاجتماعية الكبرى.. كيف تحصل؟
ينتج كل مجتمع عادة صحته العقلية بنفس الطريقة التي ينتج بها اقتصاده، والنظام المدرسي أو نظامه السياسي أو ثقافته أو تاريخه على نحو جيد للحفاظ على الصحة العقلية المجتمعية. لكن تأتي الحروب والكوارث الطبيعية، وهي عناصر خارجية بالنسبة للأفراد، لتخلق ظروفاً غير مواتية لصيانة التوازن النفسي. خصوصاً بعد أن يهجر المرء منزله وطريقة حياته، ولاسيما في المراحل المبكرة، لتنشأ لديه مشاكل عاطفية ونفسية واجتماعية، مع تفاقم الصعوبات.
تفاقم الصعوبات وطرق تذليلها
إن الحدث الصادم يترك الناجين في حيرة من أمرهم، حيث يصبحون خائفين ووحيدين وغير آمنين ومجبرين على مواجهة بيئة جديدة (عدائية في بعض الأحيان). فهذه المواقف مدمرة وتجلب سوء الحظ للأفراد، وللمجتمع بأكمله.
وللحفاظ على الصحة العقلية وإعادة بنائها، سوف يحتاج الفرد والمجتمع إلى إعادة الروابط بين الأعضاء من المجتمع. ومن الممكن أن تحافظ الإجراءات الملموسة على السلامة العقلية للأفراد ومجتمعاتهم وتعززها وتزيدها. ومن هذه الإجراءات:
-المنشطات الاجتماعية؛ مثل الحياة اليومية والعادات والروتين والطقوس. فالمجتمع يتمتع بالقدرة على مساعدة نفسه من خلال شبكات الدعم التقليدية (الأسرة والعشيرة) واستراتيجيات المواجهة الموجودة مسبقاً في الحدث الصادم (تداول المعلومات والروتين والطقوس وما إلى ذلك). وللقيام بذلك، لا بد من إعادة إرساء الأسس اللازمة لاستعادة ظروفه الصحية.
- إعادة بناء النسيج الاجتماعي؛ وهو ضروري للأمل في الحد من حالة التوتر في المجتمع ومنع الاضطرابات النفسية طويلة المدى.
عوامل لعملية الانتعاش النفسية بعد الصدمة الجماعية
يرتكز النهج على عوامل التعافي التي يمكن تحفيزها بسرعة وفعالية في الأيام الأولى لحالات الطوارئ، مثل:
معلومات جيدة وصحيحة
بمجرد تلبية الاحتياجات الأساسية، فإن الحاجة الحيوية الأولى هي أن يكون الأفراد على علم بكل ما يحصل وما سيحصل. حيث تساعد المعلومات حول الأحداث التي حدثت وتلك التي ستأتي في تقليل حالة التوتر بشكل ملحوظ ومنع تأثيرها المؤلم. خصوصاً وأن حالات الذعر التي يصعب احتواؤها من المحتمل أن تعرقل أنشطة الإنقاذ وتفاقم المشاكل النفسية الجماعية.
قد يكون من المفيد الإطلاع على صفات المعالج النفسي الناجح.
الدعم الاجتماعي والأسري
عندما يكون الدعم الاجتماعي والعائلي فعالاً، فإنه يوفر موارد كافية للعثور على معنى في الحياة وتجديد احترام الذات.
سلوكيات التكيف
إذا كان الموضوع قادراً على تجربة سلوكيات التكيف الفعّالة بعد الحدث المؤلم، فهذا سيسمح للأفراد باستعادة الشعور بالسيطرة على حياتهم وعلى الأحداث. مما يقلل من مخاطر التقدم بالآثار النفسية طويلة المدى.
العودة إلى الروتين اليومي
كلما تمكن الناس من العودة إلى الروتين اليومي بشكل أسرع، قل عدد المعرضين لخطر الإصابة باضطرابات عقلية. يمكن أن توفر الأنشطة الاجتماعية والثقافية والدينية الشعور بالحياة الطبيعية حتى في مخيمات اللاجئين.
كما توفر الأنشطة والألعاب المدرسية إطاراً هيكلياً يسمح للأطفال في مواصلة تعلمهم مع مساعدتهم على التفوق على مخاوفهم أينما كانوا.
بالنسبة للنساء، يمكن الحصول على فرصة التحدث مع نساء أخريات والراحة حتى بين السكان النازحين.
كما أن العمل يمكن أن يساعد الرجال على الشعور بالأسرة ولعب دور الأب من جديد حتى بعيداً عن منازلهم.
من هنا وجوب مساعدة مجتمع النازحين على العودة إلى أنشطتهم الطبيعية بشكل جديد.
ربما يهمك الإطلاع على علاج الخوف والقلق بفعالية.
*المصدر: Resilience-psy
** ملاحظة من "سيدتي نت" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.