الاكتئاب يسبب نوبات من الحزن واليأس، كما يسبب بعض التغييرات العاطفية والعقلية والجسدية التي تعطل الأنشطة اليومية. ويأتي اضطراب الاكتئاب مصحوباً بمشاكل في النوم أيضاً؛ حيث يجد بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب صعوبة في النوم أثناء الليل، أو قد يعانون من فترات من النعاس المفرط أثناء النهار. هناك علاقة معقدة بين النوم والاكتئاب يجب فهمها أولاً قبل تحديد خطة العلاج لتحسين نوعية النوم وتخفيف أعراض الاكتئاب.
إليك العلاقة بين حبوب الاكتئاب والنوم في الآتي:
علاقة الاكتئاب والنوم
يرتبط الاكتئاب والنوم ارتباطاً وثيقاً؛ حيث يعاني غالبية الأشخاص المصابين بالاكتئاب من مشاكل في النوم؛ حتى أن بعض الأطباء يترددون في تشخيص الاكتئاب إن لم يبلغ المريض عن شكاوى متعلقة بالنوم.
وهذا يعني أن قلة النوم يمكن أن تساهم في تطور حالات الاكتئاب، كما أن الإصابة بالاكتئاب تجعل الشخص أكثر عُرضة لمشاكل النوم. هذه العلاقة المعقدة يمكن أن تجعل من الصعب معرفة أيهما يأتي أولاً، مشاكل النوم أم الاكتئاب.
تشمل مشاكل النوم المرتبطة عادةً بالاكتئاب الأرق وفرط النوم وانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. ويُعتقد بأن حوالي 20% من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يعانون من انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وحوالي 15% يعانون من فرط النوم.
قد تؤثر مشاكل النوم على وظيفة الناقل العصبي السيروتونين، مما قد يساهم في تطور حالات الاكتئاب. كما تؤثر اضطرابات النوم على التوتر، مما يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية.
مضادات الاكتئاب والنوم
العديد من الاضطرابات النفسية تكون مصحوبة باضطراب في النوم؛ لأن الأدوية النفسية لها تأثيرات ثانوية على النوم. تُعد مضادات الاكتئاب مثالاً للتفاعلات المعقدة بين الأدوية النفسية والنوم.
يُعتقد بأن جميع مضادات الاكتئاب المعتمدة تعمل من خلال تعديل الناقلات العصبية أحادية الأمين، مثل النورإبينفرين والدوبامين والسيروتونين، وقد ثبت أن لها جميعاً تأثيرات بارزة في تنظيم النوم واليقظة.
يؤثر عدد من مضادات الاكتئاب على مستقبلات الناقلات العصبية الأخرى، مثل مستقبلات المسكارينية، ومستقبلات الأدرينالية، ومستقبلات الهيستامين، التي تشارك في تحسين النوم.
وجدت دراسة حول اضطرابات النوم أن مضادات الاكتئاب تؤثر على النوم عند تناولها لأول مرة، مما يسبب الأرق أو النعاس المفرط. ومع ذلك، خلصت الدراسة إلى أنه على المدى الطويل، فإن جميع مضادات الاكتئاب التي تظهر فعالية تعمل على تحسين النوم بهدف تحسين المزاج والنشاط أثناء النهار. وهذا يعني أنه إذا كان أحد مضادات الاكتئاب فعالاً بالنسبة لشخص ما، فيجب أن يرى آثاراً إيجابية على نومه عندما يبدأ تأثير الأدوية بشكل كامل.
أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب والنوم
عادةً، يوصي الأطباء بالتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب بعد ستة أشهر إلى عام من الشعور بالارتياح والاستقرار، بشكل تدريجي. لكن قد يؤدي تقليل جرعات الأدوية وإيقافها إلى ظهور آثار جانبية مؤقتة؛ حيث تنسحب المواد الفعّالة من الجسم. يحدث الانسحاب عادة عندما يتوقف شخص ما عن تناول الدواء فجأة بعد تناوله لمدة تزيد عن أربعة إلى ستة أسابيع.
يوصي الأطباء عادةً المرضى بالتوقف عن تناول أدويتهم عن طريق تقليل الجرعات لمدة أسابيع. على سبيل المثال، قد ينتقل شخص ما من تناول 10 ملغ من دواء معين يومياً لمدة أسبوعين، ثم إلى تناول 5 ملغرامات منه يومياً لمدة أسبوعين، ثم إلى تناول 5 ملغرامات كل يومين لمدة أسبوعين - قبل التوقف تماماً.
يواجه بعض الأشخاص الذين يتوقفون عن هذه الأدوية مشكلة في النوم لعدة أسابيع، إن لم يكن أشهر؛ حيث تخرج الأدوية من الجسم. فأعراض الانسحاب هذه هي السبب الذي يجعل الأطباء يوصون عادة أولئك الذين يتوقفون عن تناول الدواء بتقليل الجرعات ببطء.
علاج الأرق
يجب استشارة الطبيب إذا سببت مضادات الاكتئاب حالة من الأرق. وقد يصف طبيبك الآتي:
العلاج السلوكي المعرفي للأرق
هناك علاقة بين أفكار شخص ما وأفعاله ونومه. ينظر متخصصو العلاج السلوكي المعرفي إلى الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تساهم في الأرق ثم يحاولون إعادة توجيه تلك المشاعر.
تغيير نظام نومك
هناك خيار علاجي آخر لشخص يعاني من الأرق، وهو اتباع روتين نوم جيد. قد يعني هذا تحديد وقت محدد للاستيقاظ ووقت محدد للنوم كل يوم. أيضاً تجنّب الجلوس على الهاتف أو مشاهدة التلفزيون أو استخدام الكمبيوتر لمدة ساعة أو نحو ذلك قبل النوم.
أدوية للنوم
هناك عدد قليل من الأدوية التي يصفها الأطباء لعلاج الأرق. يوصى بها فقط لفترة قصيرة أثناء فترة انسحاب مضادات الاكتئاب. يمكن للمرضى أيضاً استخدام أدوية النوم المتاحة دون وصفة طبية لفترة قصيرة. وينصح دائماً باستشارة طبيبك قبل تعديل أو تناول أي أدوية جديدة.
*المصادر:
- Sleepopolis
- Mayoclinic
*ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.